الجفاف يهبط بمنسوب أنهار حوض الأمازون إلى أدنى المستويات

منظر جوي لنهر الأمازون داخل الأراضي الكولومبية- 18 يناير 2018 - REUTERS
منظر جوي لنهر الأمازون داخل الأراضي الكولومبية- 18 يناير 2018 - REUTERS
تيفي (البرازيل) -رويترز

تسبب أسوأ جفاف على الإطلاق في انخفاض منسوب المياه في أنهار حوض الأمازون إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، فيما جفَّت بعض مجاري الأنهار التي كانت تُستخدم في الملاحة.

وانخفض منسوب نهر سوليموس، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون الذي تنبع مياهه من جبال الأنديز في بيرو، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في تاباتينجا (Tabatinga)، وهي مدينة برازيلية تقع على الحدود مع كولومبيا.

وجفّ فرع من نهر سوليموس بالكامل في منطقة تيفي، بحسب مراسلي "رويترز" الذين حلّقوا فوق النهر، الأحد، وجفّت أيضاً بحيرة تيفي القريبة، مما تسبب في نفوق أكثر من 200 دولفين في المياه العذبة جراء الجفاف العام الماضي.

آثار تغير المناخ

وقال المتحدث باسم منظمة السلام الأخضر رومولو باتيستا، وهو يشير إلى المكان الذي تحول فيه مجرى نهر سوليموس إلى تلال من الرمال: "نمر بعامٍ حرج، ما حدث في عدة أشهر هذا العام تغلب على ما شهده العام الماضي".

وتسبب الجفاف الشديد، للعام الثاني على التوالي، في إتلاف الكثير من النباتات في البرازيل، ونشوب حرائق غابات في أنحاء دول أميركا الجنوبية لتغطي سحب من الدخان المدن.

وأضاف باتيستا: "لم يعد تغير المناخ شيئاً نقلق حيال حدوثه في المستقبل بعد 10 أعوام أو 20 عاماً مثلاً، فهو بالفعل هنا، وتأثيره أكبر بكثير من توقعاتنا".

جفاف متسارع

والعام الماضي، حذّرت دراسة علمية من ازدياد وتيرة موجات الجفاف السريعة المفاجئة، بفعل تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.

وموجات الجفاف السريعة حالات مناخية يصعب التنبؤ بها أو التكيف معها، إذ يُعتبر الجفاف عموماً ظاهرة طويلة الأمد، لكنّه قد يظهر في بعض الحالات فجأة، وفي غضون أسابيع قليلة، عندما تتوافر الشروط المطلوبة لذلك.

وفي الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر"، حلل الباحثون بيانات تمتد على أكثر من 60 عاماً (1951-2014)، تجمع بين عمليات مراقبة أجريت عبر الأقمار الاصطناعية، وبيانات من الأرض بشأن رطوبة التربة.

وقال المُعد الرئيسي للدراسة شينج يوان، وهو أستاذ في جامعة نانجينج الصينية لعلوم المعلومات والتكنولوجيا، إن موجات الجفاف السريعة آخذة في الازدياد "خصوصاً في أوروبا وفي شمال آسيا وشرقها، ومنطقة الساحل الإفريقي وعلى السواحل الغربية لأميركا الجنوبية". 

وشدد على أن هذه الظواهر "خطرة بسبب ظهورها السريع، ولكونها لا تترك وقتاً كافياً للاستعداد"، على سبيل المثال من خلال إجراءات ترشيد الموارد المائية.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن وتيرة حالات الجفاف التقليدية زادت بدورها في معظم المناطق، كما أنها تميل إلى الحدوث بسرعة أكبر.

النظم البيئية في خطر

وأوضح شينج أنه رغم ذلك، ثمّة "انتقال حقيقي من الجفاف البطيء إلى الجفاف السريع"، كما تضع موجات الجفاف المفاجئة النظم البيئية في خطر، إذ لا يكون للغطاء النباتي الوقت الكافي للتكيف"، قائلاً: "نعتقد أن خفض الانبعاثات يمكن أن يبطئ هذا التحول إلى مزيد من موجات الجفاف السريعة".

واحتسب الباحثون في الدراسة تأثير سيناريوهات مختلفة لانبعاثات غازات الدفيئة على حالات الجفاف السريع مستقبلاً، بناءً على النماذج المناخية.

وقال الباحث في جامعة فاخينينجن في هولندا ديفيد ووكر، الذي لم يشارك في هذا البحث، إن "تحذير" معدي الدراسة "يجب أن يؤخذ على محمل الجد".

وأشار في تعليق، نُشر أيضاً في مجلة "ساينس"، إلى أن المناطق المتأثرة بشكل خاص بالجفاف السريع "تقع بنسبة كبيرة في بلدان منخفضة الدخل، حيث يفتقر السكان إلى الموارد اللازمة لمواجهة هذه الأحداث المناخية المتطرفة".

ولفت ووكر إلى أنه في الوقت الحالي، تُنشر خرائط الجفاف غالباً مرة واحدة شهرياً، قائلاً: "هناك حاجة إلى طرق للكشف عن الجفاف تعمل على فترات زمنية أقصر".

ظهر مفهوم الجفاف السريع في بداية القرن الـ21، لكنه حظي باهتمام أكبر منذ جفاف صيف 2012 في الولايات المتحدة، والذي حلّ بسرعة كبيرة، وتسبب في خسائر اقتصادية تزيد عن 30 مليار دولار.

ومع ذلك، فإن الاحترار المناخي يسرّع في ظهور بعض هذه الظروف، إذ إن انحباس الأمطار في مناطق معينة وزيادة التبخر بفعل ارتفاع درجات الحرارة، يميلان إلى تجفيف التربة بسرعة أكبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك