الأنهار الجليدية قد تساعد في التنبؤ بالانفجارات البركانية

امرأة تلتقط صورة لنهر بيرس الجليدي من نقطة مراقبة في منطقة ديافوليزا بالقرب من منتجع بونتريسينا في جبال الألب السويسرية. 21 يوليو 2022 - REUTERS
امرأة تلتقط صورة لنهر بيرس الجليدي من نقطة مراقبة في منطقة ديافوليزا بالقرب من منتجع بونتريسينا في جبال الألب السويسرية. 21 يوليو 2022 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

كشفت دراسة حديثة أن الأنهار الجليدية التي تقع على بعد أقل من 5 كيلومترات من البراكين، تتحرك أسرع بنسبة تقارب 50% مقارنة بالأنهار الجليدية الأخرى. ويفتح ذلك الاكتشاف الباب أمام إمكانية استخدامها للتنبؤ المبكر بالانفجارات البركانية. 

أجرى الدراسة التي نشرت الأربعاء في دورية "كومينكيشن أيرث أند أنفيرومونت" Communications Earth & Environment؛ باحثون من جامعات أبردين وبرمنجهام ومانشستر متروبوليتان، وغطت تحليل بيانات حركة حوالي 85% من الأنهار الجليدية حول العالم، والتي يبلغ عددها نحو 217 ألف نهر جليدي.

وأوضح الباحثون أن الأنهار الجليدية القريبة من البراكين النشطة، مثل جبل رينير وجبل جليسر بيك في واشنطن، وجبل ريدوت وفينيامينوف في ألاسكا، وجبل إيافيالايوكل في آيسلندا، تتحرك بمعدل أسرع بنسبة 46% من الأنهار الجليدية الأخرى. 

وتم ربط هذه الظاهرة بارتفاع الحرارة الجوفية الناجم عن النشاط البركاني، ما يؤدي إلى زيادة معدل ذوبان الجليد وتقليل الاحتكاك بين الجليد والصخور، ما يسرّع من حركة الأنهار الجليدية.

التنبؤ بالنشاط البركاني

تشير نتائج الدراسة إلى أن مراقبة سرعة الأنهار الجليدية قد تمثل وسيلة جديدة للتنبؤ بالنشاط البركاني، حيث يمكن للباحثين رصد التغيرات في سرعة الأنهار الجليدية القريبة من البراكين، والتي قد تكشف عن زيادة النشاط البركاني قبل عدة أشهر من حدوث الانفجار.

 

ويقول الباحثون إن لهذه النتائج أهمية كبيرة في الحد من المخاطر البركانية. فالبراكين المغطاة بالجليد هي من بين الأكثر خطورة عالمياً، حيث أن ذوبان الجليد بسبب النشاط البركاني يمكن أن يؤدي إلى فيضانات وانهيارات طينية تغمر المناطق المجاورة بسرعة. 

ومن المعروف أن البراكين المغطاة بالجليد تجعل من الصعب استخدام التقنيات التقليدية لمراقبة النشاط البركاني، ما يعزز من أهمية النتائج الجديدة التي تربط بين سرعة الأنهار الجليدية والنشاط البركاني.

إذا أمكن استخدام سرعة الأنهار الجليدية كإشارة مسبقة قبل عدة أشهر من الانفجار، فقد يساعد في توجيه جهود المراقبة إلى البراكين التي يحتمل أن تنفجر، ما يسهل على صناع القرار اتخاذ تدابير احترازية ويوفر تحذيرات مبكرة للسلطات المحلية للتخطيط للإجلاء أو فرض منطقة حظر طيران، ما يقلل من الاعتماد على قرارات اللحظة الأخيرة ويساعد في تجهيز السكان المحليين لما قد يأتي.

تصنيفات

قصص قد تهمك