قال مقرر لجنة "نوبل الكيمياء" بيتر بريجنسكي لـ"الشرق"، إن اللجنة التي تشرف على هذه الجائزة استشارت 3 آلاف خبير هذا العام من مختلف أنحاء العالم، لاقتراح أسماء العلماء الذين يستحقونها.
وتشهد العاصمة السويدية ستوكهولم الإعلان عن جوائز "نوبل" السنوية، إذ كشفت الأكاديمية السويدية للعلوم حتى الآن عن اثنتين من جوائز عام 2023، وهي "نوبل للطب" و"نوبل للفيزياء"، فيما تستعد للإعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء، الأربعاء.
وأضاف بريجنسكي، وهو أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ستوكهولم، أن اللجنة التي تشرف على تحديد الفائز بجائزة "نوبل للكيمياء" مشكلة من 6 خبراء واثنين من الخبراء المُعاونين، مؤكداً أنها "قادرة من دون شك على تحديد الاكتشاف الذي يقع ضمن مجال الكيمياء"، حتى وإن كان البحث متعدد التخصصات.
وأشار بريجنسكي إلى أن اللجنة تمتلك "خبرات واسعة جداً، كما تقوم باستشارة خبراء دوليين لتقييم الاكتشافات في سبيل سد الفجوة بين الكيمياء والمجالات العلمية الأخرى".
"فرص متساوية للجميع"
وفي رده على سؤال بشأن ضمان فرص متساوية لجميع العلماء في العالم من أجل الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء، لفت بريجنسكي إلى أن عمل اللجنة "يعتمد بالكامل على الترشيحات التي نتلقاها كل عام، مع الأخذ في الاعتبار الإنجاز العلمي فقط، ومن دون النظر للجغرافيا أو الجنس".
وقال إن لجنة "نوبل للكيمياء" تتواصل مع كافة الجامعات حول العالم على أساس دوري، لـ"اقتراح أسماء العلماء الذين يمكن دعوتهم لتقديم الترشيح، إذ تم توجيه دعوة لحوالي 3 آلاف عالم هذا العام، من مختلف أنحاء العالم لاقتراح أسماء العلماء المستحقين للجائزة"، وتابع: "نعتقد أن هذا الإجراء يؤكد أننا نُغطي جميع التخصصات الفرعية للكيمياء وجميع المناطق الجغرافية".
وتطلب اللجنة المنوط بها اختيار الفائز بأرفع جائزة علمية في مجال الكيمياء، مئات التقارير العلمية حول المجالات التي تم تلقي الترشيحات فيها، والاكتشافات المحددة الموجودة داخل نطاق علم الكيمياء.
وأوضح بريجنسكي، أن أعضاء اللجنة يقرأون جميع المنشورات ذات الصلة وبراءات الاختراع، ويكتبون التقارير التي تتم مناقشتها داخل الأكاديمية، مضيفاً: "أعتقد أن هذه العملية الشاملة للغاية تؤكد أننا نمنح أهم الاكتشافات، ونحدد بشكل صحيح الأفراد الذين قاموا بالاكتشافات".
"عملية دقيقة قد تستمر سنوات"
وعادة ما تكون عملية تقييم أعمال المرشحين "دقيقة للغاية، وتستغرق سنوات عدة"، بحسب ما ذكر بريجنسكي لـ"الشرق"، إذ وفقاً للنظام الأساسي لمؤسسة "نوبل"، لا يمكن أن يكون الاكتشاف قديماً جداً، لكن يُمكن مكافأة الاكتشاف القديم إذا كان تأثيره قد تحقق مؤخراً فقط.
وغالباً ما يحتاج الاكتشاف العلمي سنوات لإنجازه، إن لم يكن عقوداً، لهذا تثار التساؤلات بشأن كيفية تقييم تأثير البحث وأهميته على المدى الطويل عند منح جائزة نوبل.
وقال بريجنسكي في رده على هذا التساؤل: "بالفعل ليس من الواضح دائماً معرفة أهمية الاكتشافات وقت حدوثها، لكننا نعمل بجد لمتابعة تطور المجالات المختلفة التي يتم فيها تلقي الترشيحات كل عام".
وأكد أن إشراك خبراء من جميع أنحاء العالم في عملية التقييم "يضمن الحصول على صورة واضحة عن التطورات في جميع التخصصات الفرعية للكيمياء".
