حذر فريق من العلماء من أن تغير المناخ يتسارع، وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيتجاوز حد 1.5 درجة مئوية هذا العقد، ما يستلزم قرع جرس إنذار في محادثات COP 28 المعنية بالمناخ هذا العام.
وتعهدت دول العالم في اتفاق باريس المعني بمكافحة تغير المناخ عام 2015 بإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية في نطاق 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل النهضة الصناعية، لكن بحثاً جديداً أعده فريق من العلماء بعضهم من إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" وجامعة كولومبيا، يضيف أدلة تشير إلى أن هذا الهدف بات بعيد المنال.
ومعظم تصورات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة تتوقع أن يتجاوز العالم حد 1.5 درجة مئوية خلال ثلاثينات القرن الحالي.
وقال جيمس هانسن الباحث في معهد الأرض بجامعة كولومبيا: "القصور في مجتمعنا العلمي هو عدم توضيح الوضع للقادة السياسيين". وكان هانسن من أوائل العلماء الذين حذروا العالم في الثمانينيات من ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وزادت درجة حرارة الكوكب بالفعل قرابة 1.2 مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة.
ويأتي التقرير الجديد بعد شهور من ظواهر الطقس المتطرفة في أنحاء العالم التي شملت على موجات حر في الصين وسيول عارمة في ليبيا. وكان 2023 أعلى الأعوام حرارة على الإطلاق.
وتجتمع دول العالم هذا الشهر في الإمارات لحضور قمة الأمم المتحدة السنوية المعنية بالمناخ لمناقشة الجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ارتفاع حرارة الأرض
وفي أكتوبر، ذكرت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" أن انبعاثات الكربون المتبقية، والتي يمكن للبشرية أن تتحمل إطلاقها مع إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى حرج قدره 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، قد تُسْتَنْفَد في غضون السنوات الست المقبلة.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وغير مسبوقة لمكافحة تغير المناخ والحد من آثاره المدمرة، وإبقاء احترار الكوكب عند "مستويات آمنة".
ويعد مفهوم ميزانية الكربون أمراً محورياً في علوم وسياسات المناخ، وهو يمثل الحد الأقصى لكمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي مع الالتزام بأهداف محددة للاحتباس الحراري.
ويطمح اتفاق باريس، وهو اتفاق دولي تاريخي وُقِّع في 2015، ولكنه غير مُلزم، إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، مع هدف طموح بإبقاء زيادة الاحترار عند 1.5 درجة مئوية عن طريق تقليل انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري واستخدام التكنولوجيات اللازمة لإزالة واحتجاز الكربون.
وأفادت الدراسة أنه دون تخفيضات سريعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن هناك فرصة بنسبة 50% لزيادة درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية قبل عام 2030.