مياه المحيطات تتحول إلى لون جديد بسبب التغير المناخي

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعاب مرجانية في بلايا خيرون على ساحل خليج الخنازير في كوبا. 20 ديسمبر 2020 - REUTERS
شعاب مرجانية في بلايا خيرون على ساحل خليج الخنازير في كوبا. 20 ديسمبر 2020 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في دورية "نيتشر"، أنَّ المحيطات تتحول إلى لون جديد في مناطق متعددة من الأرض، وخاصة في المناطق الاستوائية.

وأفادت الدراسة أن مساحة كبيرة من محيطات الأرض تغير لونها على مدار العشرين عاماً الماضية، من اللون الأزرق إلى اللون الأخضر.

ويعتقد الباحثون أن تغير اللون يرجع إلى التغير المناخي المدفوع بالنشاط البشري.

وخلص الفريق البحثي الذي يقوده علماء من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، إلى أن التحول في اللون سيؤثر على "الشبكات الغذائية البحرية"، لكن الدراسة لم تحدد تأثيراً أوسع على البشر.

وتم اكتشاف التحول اللوني عندما قام الباحثون بجمع ما يزيد عن عقدين من بيانات الأقمار الصناعية. وخلصوا في النهاية إلى أن 56% من سطح المحيط أصبح أكثر خضرة مما كان عليه قبل مطلع القرن.

وخلصت الدراسة إلى أن هذا الاتجاه لا يبدو مرتبطاً بارتفاع درجات حرارة سطح البحر.

ويشير العلماء إلى أن التغير في لون المحيطات ناتج عن آليات دقيقة ومعقدة لم يتم الكشف عنها بعد، ولكن هناك احتمال بأن تكون تلك التغيرات مرتبطة بتأثيرات التغير المناخي على تيارات المحيطات.

هذه التأثيرات تؤثر على توزيع العناصر الغذائية التي تعتبر أساسية لنمو العوالق النباتية.

وفي المناطق حيث تصعد مياه القاع إلى السطح، يمكن للمياه الباردة الغنية بالمغذيات البقاء في السطح، مما يدعم نمو العوالق النباتية ويجعل لون المياه أزرقاً. وتتأثر هذه العملية بتغير مسارات التيارات البحرية، مما يؤثر على توزيع العوالق النباتية ويؤدي إلى تغير لون المحيطات.

كما أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد تؤدي إلى ظاهرة تُعرف باسم "تحمض المحيطات"، والتي يُمكن أن تؤثر على فسيولوجيا العوالق النباتية ومعدلات نموها. 

ظروف أكثر حمضية

وتشير بعض الدراسات إلى أنَّ بعض أنواع العوالق النباتية قد تزدهر في ظروف أكثر حمضية، مما قد يؤدي إلى تغيير تكوين ووفرة مجتمعات العوالق النباتية، وبالتالي التأثير على لون المحيط.

ويؤدي تغير المناخ إلى تغيير الظروف الجوية، بما في ذلك استنفاد طبقة الأوزون. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تصل إلى سطح المحيط.

ويمكن لتلك الأشعة أن تلحق الضرر بالعوالق النباتية، مما يؤثر على صحتها وإنتاجيتها، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على لون المحيط.

ويعتقد العلماء أن اللون الجديد سيتسبب في تحولات أكثر تعقيداً في النظم البيئية البحرية، والتي من المحتمل أن تتأثر بتغير تيارات المحيط، وتوافر المغذيات، ومجموعات العوالق النباتية.

ويمكن أن يتسبب التحول في لون المحيط من الأزرق إلى الأخضر إلى تغيرات كبيرة في النظام البيئي البحري من ضمنها حدوث وفرة في العوالق النباتية وأماكن توزيعها، ما قد يؤدي لتعطيل النظم البيئية البحرية. 

كما يمكن أن يؤثر على توافر الغذاء للعوالق الحيوانية، والذي بدوره يؤثر على الأنواع التي تتغذى عليها، بما في ذلك أنواع الأسماك المختلفة. ويمكن أن تؤثر التغييرات في توقيت ازدهار العوالق النباتية أيضاً على الأنواع المهاجرة التي تعتمد عليها كمصدر للغذاء.

سبب ظهور المحيطات باللون الأزرق

يظهر المحيط باللون الأزرق بسبب الطريقة التي تمتص بها جزيئات الماء ضوء الشمس، إذ يتكون ضوء الشمس من ألوان مختلفة من الضوء المرئي، ولكل منها أطوال موجية مختلفة. وتتراوح هذه الألوان من اللون البنفسجي ذو الطول الموجي الأقصر إلى اللون الأحمر ذو الطول الموجي الأطول. 

وعندما يدخل ضوء الشمس إلى الماء، فإنه يتفاعل مع جزيئات الماء، وتميل جزيئات الماء إلى امتصاص الأطوال الموجية الأطول من الضوء، مثل الأحمر والأصفر، بشكل أكثر فعالية من الأطوال الموجية الأقصر مثل الأزرق والأخضر.

تبدأ عملية الامتصاص في تقليل شدة الضوء الأحمر والأصفر خلال الأمتار القليلة الأولى من سطح المحيط. ومع امتصاص الأطوال الموجية الأطول (الأحمر والأصفر) بالقرب من السطح، فإن الأطوال الموجية الأقصر (الأزرق والأخضر) تتناثر وتهيمن على الضوء الذي يستمر في اختراق أعماق المحيط.

ويحدث هذا التشتت بسبب التفاعلات بين ضوء الشمس وجزيئات الماء والجزيئات العالقة في الماء. ويمكن أن يختلف لون المحيط حسب عمقه ووضوح المياه.

وفي المياه الضحلة والواضحة، غالباً ما يكون اللون الأزرق أكثر كثافة بسبب امتصاص كمية أقل من ضوء الشمس، مما يسمح بتشتت المزيد من الضوء الأزرق، وفي المياه العميقة والأكثر قتامة، قد يبدو اللون الأزرق أقل حيوية بسبب زيادة امتصاص الضوء وتشتته.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات