اختبار جديد يعد بالكشف المبكر عن مرض باركنسون

مسح بالرنين المغناطيسي يشير إلى إصابة بمرض "باركنسون" - Getty
مسح بالرنين المغناطيسي يشير إلى إصابة بمرض "باركنسون" - Getty
القاهرة-محمد منصور

كشف باحثون من مستشفى "بريجهام" التابعة لكلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، عن منصة اختبار جزيئية رائدة لها القدرة على اكتشاف وقياس كميات ضئيلة من المؤشرات الحيوية لمرض الشلل الرعاش "باركنسون".

وقد يُحدث هذا الإنجاز، المفصل في دراسة منشورة بدورية الوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، ثورة في التشخيص المبكر واستراتيجيات العلاج لمرض باركنسون والاضطرابات التنكسية العصبية ذات الصلة.

ويستهدف الاختبار التشخيصي الجديد مجموعة من الألياف التي تُعرف باسم "ألفا سينوكلين" المفردة، وهي التجمعات المرضية المعروفة بأنها تشير إلى مرض باركنسون وغيره من اعتلالات العصبية.

ويتم التعرف على هذه التجمعات على أنها مقدمة للتنكس العصبي الذي يحدث في الدماغ قبل وقت طويل من ظهور الأعراض التي يمكن ملاحظتها لدى المرضى.

وفي بعض حالات التنكس العصبي مثل مرض باركنسون، يخضع "ألفا سينوكلين" لتغييرات في بنيته، ما يؤدي إلى تكتله معاً وتشكيل مجاميع تعرف باسم اللييفات، يُعتقد أن هذه الألياف سامة للخلايا العصبية، ما يعطل وظيفتها الطبيعية، ويؤدي في النهاية إلى تضاؤلها وموتها.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ديفيد والت، إن الهدف من الدراسة هو تزويد الأطباء بطريقة لتحديد مرضى باركنسون في مرحلة مبكرة، ما يسمح بإجراء أكثر فعالية للتعامل مع هذه الأمراض "فوجود علامة حيوية قابلة للقياس يمكن أن يؤدي إلى تحسين اكتشاف الأدوية، ما يتيح التدخلات المستهدفة في المرضى خلال المراحل الأولية لهذه الحالات".

يؤثر مرض باركنسون على أكثر من 10 ملايين شخص على مستوى العالم، وترتفع معدلات الإصابة به مع تقدم العمر في المجموعات السكانية التي تعاني ارتفاع متوسط العمر المتوقع. 

طريقة التشخيص

في الوقت الحاضر، يعتمد تشخيص مرض باركنسون بشكل كبير على الفحوصات العصبية والتاريخ الطبي للمريض، ويفشل في تحديد بداية المرض عندما يكون قد حدث بالفعل ضرراً لا يمكن إصلاحه في الدماغ.

علاوة على ذلك، لا توجد اختبارات دم أو اختبارات معملية لتشخيص مرض باركنسون لدى غالبية المرضى الذين يفتقرون إلى الاستعداد الوراثي المعروف.

ويُظهر هذا الاختبار المبتكر أيضاً نتائج واعدة في التمييز بين الهياكل الليفية "ألفا سينوكلين" المختلفة الموجودة في مرض باركنسون، والهياكل الأخرى التي تُسبب الضمور الجهازي المتعدد والخرف. 

ويمكن أن يؤدي هذا التمايز إلى أساليب علاجية مصممة خصيصاً لهذه الاضطرابات التنكسية العصبية المتميزة، والتي تشترك حالياً في علاجات أعراض مماثلة، ولكنها تفتقر إلى علاجات معدلة للمرض.

في البحث الجديد ابتكر فريق البحث فحوصات تُعرف باسم "تضخيم الهياكل الرقمية"، لاكتشاف وحساب ألياف "ألفا سينوكلين" المفردة داخل عينات المرضى. تتضمن هذه الاختبارات عزل الألياف الفردية في عينات صغيرة متخصصة، وتشجيع نموها إلى مجاميع يمكن اكتشافها.

وعلى الرغم من أن التجارب الأولية أثبتت نجاحها في تحديد هذه الألياف في عينات أنسجة المخ من مرضى باركنسون، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التحسينات لتلبية معايير التشخيص السريري.

ويهدف الفريق في الوقت الحالي إلى تعزيز حساسية الفحص للاستخدام المحتمل في تشخيص هذه الاضطرابات، عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك