تستعد شركة "سبيس إكس"، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، لاختبار صاروخها العملاق "ستارشيب" والمركبة المرفقة، بعد قرابة أسبوع، وتستهدف يوم 14 مارس، إجراء اختبار الطيران الثالث؛ وفق ما ذكرت الشركة في منشور على موقع "إكس".
وانتهت محاولتان سابقتان بانفجارات ضخمة، على الرغم من أن الشركة اعتمدت نهجاً سريعاً للتجربة والخطأ، من أجل تسريع عملية التطوير.
وقال بيان نشرته "سبيس إكس" على موقعها الإلكتروني، إن الصاروخ الذي سيطلق من ولاية تكساس، سيهبط في المحيط الهندي.
وتعد "ستارشيب"، مركبة إطلاق رائدة ذات مرحلتين لرفع الحمولات الثقيلة؛ وما يميزها عن غيرها، إمكانية إعادة استخدامها بالكامل، حيث تم تصميم كلتا المرحلتين لإعادة الاستخدام السريع بعد المهام.
ويتكون نظام "ستارشيب" من معزز يُطلق عليه "سوبر هيفي"، ومركبة فضائية، وكلاهما مدعوم بمحركات "رابتور" المبتكرة التي تستخدم الميثان السائل والأكسجين السائل.
وعلى عكس التصميمات السابقة، فإن مراحل المركبة الفضائية مصنوعة بشكل أساسي من الفولاذ المقاوم للصدأ، مما يوفر المتانة والفعالية من حيث التكلفة، وتم تجهيز المعزز بمحركات لإبطاء هبوطه، مما يسمح باسترداده بواسطة أذرع ميكانيكية متصلة ببرج الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، تستخدم المركبة الفضائية "ستارشيب" نظام الحماية الحرارية أثناء إعادة الدخول وتستخدم الهبوط الذي يعمل بالمحرك، وتنفذ مناورة فريدة من نوعها للانتقال من الاتجاه الأفقي إلى الاتجاه الرأسي.
ويبلغ طول المرحلتين معاً أكثر من 122 متر؛ وتم تصميم كلاهما ليكونا قابلين لإعادة الاستخدام بالكامل، وهو ما يجعلهما أقوى صاروخ في العالم وقادران على إطلاق حمولة تصل إلى نحو 165 طناً في المدار.
نظام "ستارشيب"
وتتوقع شركة "سبيس إكس" تحقيق عمليات إطلاق متكررة للفضاء بتكلفة منخفضة باستخدام نظام "ستارشيب".
وأجرت الشركة اختباراً للتزود بالوقود في مطلع شهر مارس في منشأتها "ستاربيز" بالقرب من موقع إطلاق بوكا تشيكا بولاية تكساس الأميركية، بضخ أكثر من 10 ملايين رطل من الميثان السائل، والأكسجين السائل إلى الصاروخ.
وتعاقدت وكالة "ناسا" مع مركبة هبوط قمرية من طراز "ستارشيب" لبرنامج "آرتميس" الخاص بها، مع خطط لهبوط رواد فضاء على القمر بدءاً من عام 2026.
وفي أول رحلتين تجريبيتين للصاروخ، واحدة في أبريل 2023، والأخرى خلال نوفمبر 2023، فشلت "ستارشيب" في الوصول للمدار.
وأثناء الرحلة التجريبية الأولى، فشلت المركبة الفضائية في الانفصال عن معزز المرحلة الأولى وبدأت في الانهيار، وقامت شركة "سبيس أكس" بتفجير الصاروخ بعد أقل من أربع دقائق من الإقلاع.
في رحلتها التجريبية الثانية، انفصلت مركبة "ستارشيب"، بنجاح عن المعزز بعد حوالي دقيقتين و40 ثانية من بدء الرحلة، لكن المعزز انفجر بعد فترة وجيزة في انفجار جوي هائل.
ونفذت الشركة تغييرات في الأجهزة لتقليل التسرب، والحماية من الحرائق، وتحسين العمليات المرتبطة بفتحة الدفع لزيادة الموثوقية.
وتستعد مركبة الإطلاق المبتكرة، لتحل محل صواريخ "سبيس إكس" الحالية "فالكون 9" و"فالكون هيفي" ويُمكن أن تخدم أغراضاً متعددة، بما في ذلك توسيع كوكبة الأقمار الصناعية "ستارلينك"، ونقل أطقم إلى مدار أرضي منخفض، وفي نهاية المطاف تمكين البعثات البشرية إلى المريخ، كجزء من الخطط الطموحة للشركة.
بالإضافة إلى ذلك، ستلعب المركبة الفضائية دوراً حاسماً، في تسهيل المهام إلى المدار المتزامن مع الأرض والقمر والمريخ، من خلال العمل كناقلات للتزود بالوقود.
