تستعد أجزاء كبيرة من وسط الولايات المتحدة وشرقها لموجة من الحر الشديد، بحيث يُتوقع أن تكون درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي بالنسبة إلى شهر يونيو.
وحذَّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، من أن "درجات الحرارة سترتفع الأسبوع المقبل من الغرب الأوسط إلى الشمال الشرقي" من البلاد، قائلة إنها تتوقع "أرقاماً قياسية" للحرارة اليومية.
ويتوقع أن تبدأ الموجة، الأحد، في وسط البلاد ثم تنتشر عبر الغرب الأوسط والشمال الشرقي قبل الثلاثاء، وستستمر معظم الأسبوع، وفقاً لهيئة الأرصاد.
وقالت الهيئة إن "الحرارة هي السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالطقس في معظم السنوات. خذوا الأمر على محمل الجد".
الاحترار المناخي
وفعّلت العاصمة واشنطن تنبيهها بشأن "حالة الطوارئ الحرارية"، بحسب ما قالت العمدة مورييل باوز، ويُتوقع تسجيل "درجات حرارة قصوى الأسبوع المقبل"، وستتأثر المدن الكبرى الأخرى، من شيكاغو إلى نيويورك.
وبحسب العلماء، فإن موجات الحر المتكررة هي علامة لا لبس فيها على الاحترار المناخي. ومن المتوقع أن تتكرر موجات الحر هذه وأن تطول وتصبح أكثر شدة.
وتشغل ظاهرة الاحترار اهتمام الباحثين وصناع القرار على صعيد دولي وأممي، ومن هؤلاء، فريق دولي من العلماء، بقيادة باحثين من جامعة ولاية أوريجون الأميركية، قدَّم في يناير، خطة رائدة باستخدام مجموعة بيانات فريدة مدتها 500 عام لتحديد "مسار تصالحي" مع كوكب الأرض، يهدف إلى التخفيف من العواقب البيئية والاجتماعية الأكثر خطورة لتغير المناخ.
جحيم مناخي
وفي يونيو الجاري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب "جحيم مناخي".
وفي الوقت نفسه، ذكرت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أن كل من الأشهر الـ12 الماضية كان الأكثر دفئاً على الإطلاق على أساس سنوي. وقال جوتيريش، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة: "في عام 2015، كانت فرصة حدوث هذا التجاوز قريبة من الصفر".
ومع نفاد الوقت المتبقي لعكس المسار، حثَّ جوتيريش على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالمياً بنحو 30% بحلول عام 2030. وقال: "نحن بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي"، مضيفاً أن "المعركة من أجل 1.5 درجة مئوية سنكسبها أو نخسرها خلال العقد الحالي".
ووفق خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، اجتاحت الكوكب، في أبريل، ظواهر مناخية متناقضة مثل الفيضانات، وموجات الجفاف، وشهدت معظم أنحاء أوروبا شهر أبريل أكثر رطوبة من المعتاد، رغم أن جنوب إسبانيا، وإيطاليا، وغرب البلقان كانت أكثر جفافاً من المتوسط، وفق "كوبرنيكوس".
وتسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات في أجزاء من أميركا الشمالية، وآسيا الوسطى، والخليج، فيما شهد شرق أستراليا هطول أمطار غزيرة، ضربت الجزء الأكبر من البلاد ظروفاً أكثر جفافاً من المعتاد، كما حدث في شمال المكسيك وحول بحر قزوين.