قالت إدارة الإطفاء اليونانية، السبت، إن العشرات من أفرادها يكافحون لمنع حريق غابات من الانتشار، والوصول إلى محمية طبيعية في منطقة غابة جبلية على مشارف العاصمة أثينا.
وذكر مسؤول من الإدارة أن نحو 80 من رجال الإطفاء، تعاونهم 10 طائرات تحمل المياه يحاولون السيطرة على الحريق المندلع على جبل بارنيثا، على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من أثينا، والذي تؤججه الرياح العاتية.
وظهرت سحابة كثيفة من الدخان في سماء أثينا، المحاطة بالجبال، لكن مسؤولا محلياً قال إن الحريق لا يهدد أي منازل، وقال كوستاس زوبوس، نائب حاكم منطقة في أثينا، للتلفزيون الرسمي: "الوضع مستقر حتى الآن".
ونصحت السلطات السكان بالبقاء بعيداً عن مناطق الغابات، وسط الطقس الحار والعاصف الذي تشهده أنحاء كثيرة من البلاد، ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن من غير المتوقع أن تهدأ الرياح قبل يوم الأحد.
وتشيع حرائق الغابات في اليونان، لكنها أصبحت أكثر تدميراً في السنوات القليلة الماضية مع اشتداد حرارة الصيف وجفافه ورياحه، وهو ما يربطه العلماء بآثار تغير المناخ.
حرائق الغابات
أظهرت دراسة جديدة نُشرت، منتصف يونيو، أن عدد حرائق الغابات وحدتها، الأكثر تدميراً وتلويثاً، تضاعف في جميع أنحاء العالم خلال السنوات العشرين الماضية، بسبب ارتفاع حرارة الارض جراء النشاط البشري.
وباستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية درس الباحثون نحو 3 آلاف حريق غابات ذات "قوة إشعاعية" هائلة - كمية الطاقة المنبعثة من الإشعاع - بين عامي 2003 و2023، ووجدوا أن تواترها زاد بمعدل 2.2 مرة خلال هذه الفترة.
والغابات الصنوبرية المعتدلة خاصة في غرب الولايات المتحدة، والغابات الشمالية التي تغطي ألاسكا وشمال كندا وروسيا هي الأكثر تضرراً مع زيادة وتيرة وقوع مثل هذه الحرائق بمعدل 11 و7 مرات على التوالي.
وبالنظر إلى الحرائق العشرين الأكثر فتكاً كل عام فإن قوتها الإشعاعية التراكمية زادت أيضاً بأكثر من الضعف، بوتيرة "يبدو أنها تتسارع" وفقاً لدراسة نشرت في مجلة "نايتشر أيكولوجي أند إيفولوشن".
وقال كالوم كننجهام المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة تسمانيا الأسترالية: "كنت أتوقع زيادة، لكن معدل الزيادة أثار قلقي".
وأضاف كننجهام لـ"فرانس برس": "لم تعد آثار تغير المناخ شيئاً من المستقبل ونشهد اليوم دلائل على جو جاف ودافئ"، داعياً الى إدارة وقائية أفضل للغابات.
ووجدت الدراسة أن السنوات الست الأكثر شدة لناحية وتيرة حرائق الغابات وتكرارها سجلت منذ عام 2017، ومما يؤكد هذا الاتجاه، أن عام 2023 وهو الأحدث، شهد "أعنف حرائق الغابات" خلال الفترة التي تمت دراستها.
وتستعر الحرائق الشديدة بسبب الجفاف المتزايد نتيجة لارتفاع حرارة الارض.
تغير المناخ
ومطلع يونيو، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب "جحيم مناخي".
وفي الوقت نفسه، ذكرت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أن كل من الأشهر الـ12 الماضية كان الأكثر دفئاً على الإطلاق على أساس سنوي. وقال جوتيريش، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة: "في عام 2015، كانت فرصة حدوث هذا التجاوز قريبة من الصفر".
ومع نفاد الوقت المتبقي لعكس المسار، حثَّ جوتيريش على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالمياً بنحو 30% بحلول عام 2030. وقال: "نحن بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي"، مضيفاً أن "المعركة من أجل 1.5 درجة مئوية سنكسبها أو نخسرها خلال العقد الحالي".
وفق خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، اجتاحت الكوكب، في أبريل الماضي، ظواهر مناخية متناقضة مثل الفيضانات، وموجات الجفاف، وشهدت معظم أنحاء أوروبا شهر أبريل أكثر رطوبة من المعتاد، رغم أن جنوب إسبانيا، وإيطاليا، وغرب البلقان كانت أكثر جفافاً من المتوسط، وفق "كوبرنيكوس".
وتسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات في أجزاء من أميركا الشمالية، وآسيا الوسطى، والخليج، فيما شهد شرق أستراليا هطول أمطار غزيرة، ضربت الجزء الأكبر من البلاد ظروفاً أكثر جفافاً من المعتاد، كما حدث في شمال المكسيك وحول بحر قزوين.