اختراق علمي.. الكشف عن بروتين قد يساعد في إطالة العمر

صورة أنتجتها الشرق بالذكاء الاصطناعي لرجل يحمل كرة زجاجية داخلها جمجمة بشرية في محاولة لهزيمة الشيخوخة. 22 سبتمبر 2023. - Midjourney
صورة أنتجتها الشرق بالذكاء الاصطناعي لرجل يحمل كرة زجاجية داخلها جمجمة بشرية في محاولة لهزيمة الشيخوخة. 22 سبتمبر 2023. - Midjourney
القاهرة-محمد منصور

أفادت دراسة حديثة، منشورة في دورية "نيتشر"، بأن تثبيط مسار بروتين Interleukin 11 يمكن أن يطيل عمر الفئران، ويمنع عنها الأمراض المرتبطة بـ"الشيخوخة"، ما قد يمهّد الطريق لتطبيقات أوسع في الحالات المرتبطة بعمر الإنسان.

وينتمي بروتين "إنترلوكين 11"، الذي يسبب التهاباً في الجسم، إلى مجموعة البروتينات المعروفة باسم "السيتوكينات"، والتي تساعد في تنظيم جهاز المناعة.

و"السيتوكينات" Cytokines مركّبات بروتينية يفرزها جهاز المناعة، وتدخل في عدد من العمليات مثل تنظيم البيئة الداخلية للجسم والمشاركة في عملية الالتهاب والشفاء.

ووجد الباحثون أن مستويات هذا البروتين تزداد مع تقدم الحيوانات في السن، ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة إلى مشاكل صحية مختلفة مرتبطة بالعمر.

وفي الدراسة التي أجريت على الفئران، اكتشف العلماء أن حجْب "إنترلوكين 11" يمكن أن يساعد في تحسين الصحة وإطالة العمر.

وغالباً ما تصبح مسارات الإشارات البيولوجية التي تنظم الصحة وعمر الإنسان غير منتظمة مع التقدم في العمر.

كيف يساهم بروتين "إنترلوكين 11" في مكافحة الشيخوخة؟

ويلعب الالتهاب، على وجه الخصوص، دوراً حاسماً في عملية الشيخوخة، ولاستكشاف الفوائد المحتملة لاستهداف "إنترلوكين 11"، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب للتدخل في نشاطه على الفئران.

وأظهرت الفئران، التي تم حذف بروتين "إنترلوكين 11" فيها، حماية ملحوظة ضد التدهور الأيضي، والأمراض المتعددة، والضعف في سن الشيخوخة، كما أدت هذه الخطوة إلى إطالة عمر الفئران، الذكور والإناث، بمعدل 24.9%.

فيما أدى إعطاء الجسم المضاد الذي يحجب "إنترلوكين 11" إلى فئران عمرها 75 أسبوعاً (ما يعادل إنساناً يبلغ في سن 55 عاماً) لمدة 25 أسبوعاً إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي ووظيفة العضلات، وتقليل المؤشرات الحيوية للشيخوخة، وانخفاض الضَّعف.

وقال الباحثون إن هذا العلاج أدى إلى إطالة عمْر ذكور الفئران بنسبة 22.4%، بينما الإناث بنسبة 25%.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن تثبيط "إنترلوكين 11" قد يقلل من حدوث السرطانات المرتبطة بالعمر، ما يضيف فائدة محتملة أخرى لهذا النهج العلاجي.

ويبدو أن "إنترلوكين 11" يؤثر على العديد من المسارات الرئيسية المرتبطة بالشيخوخة، وتعمل المستويات المتزايدة من هذا البروتين في الفئران الأكبر سناً على تنشيط مسارات إشارات معروفة بمساهمتها في شيخوخة الخلايا وانخفاض التمثيل الغذائي.

وعن طريق تثبيط "إنترلوكين 11"، يتم تعديل هذه المسارات، ما يؤدي إلى تحسين النتائج الصحية وإطالة العمر، وتوفر هذه النتائج أساساً قوياً لإمكانات العلاج المضاد لهذه البروتين في إطالة العمر الصحي لدى البشر.

وتقوم التجارب السريرية في المراحل المبكرة حالياً بتقييم سلامة وفعالية تثبيط هذا البروتين في المرضى الذين يعانون من مرض التليف الرئوي.

وإذا نجحت هذه التجارب، فقد تمهّد الطريق لتطبيقات أوسع لهذا العلاج في الحالات المرتبطة بالعمر.

ويُمثّل اكتشاف دور "إنترلوكين 11" في الشيخوخة والفوائد المحتملة لتثبيطه تقدماً كبيراً في فهم عملية الشيخوخة.

وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مدى فعاليته على البشر، توفر الدراسة الأمل في علاجات جديدة يمكن أن تحسّن نوعية الحياة وإطالة العمر.

تصنيفات

قصص قد تهمك