أعلنت شركة "فاستلي" الأميركية لخدمات الحوسبة السحابية، أن انقطاعاً في خدمة الإنترنت سبّبته في العالم، الثلاثاء، كان نتيجة خلل في برمجياتها، حصل عندما غيّر أحد عملائها إعداداته.
ودام العطل نحو ساعة، وطال آلافاً من المواقع الإلكترونية، الحكومية والإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، مثيراً تساؤلات بشأن اعتماد خدمة الإنترنت على عدد محدود من شركات البنية التحتية.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن "فاستلي" تشغّل خوادم موزّعة في مواقع استراتيجية حول العالم، لمساعدة العملاء على نقل المحتوى وتخزينه قرب المستخدمين النهائيين، بسرعة وأمان.
"فاستلي"
وكالة "فرانس برس"، أشارت إلى أن "فاستلي" هي شركة غير معروفة كثيراً، مستدركة أنها استراتيجية، وتقدّم لرؤساء المواقع الإلكترونية مساعدة في نشر محتوياتهم، عبر استضافة مواقع مشابهة للموقع الأصلي، في كل أنحاء العالم.
وأضافت أن خدمتها، وهي مشابهة لخدمات شركات منافسة، مثل "أكاماي" و"كلاودفلير"، تتيح تجنّب أن تصبّ كل الطلبات الموجّهة إلى موقع إلكتروني معيّن، في المكان ذاته، عبر إيجاد سدادات تحوّل زوّار الموقع، بعد أن يتجاوز عددهم حداً معيناً، إلى خادم آخر. وبالتالي تتيح هذه الخدمة للمواقع، اكتساب سرعة في الأداء.
وتُعدّ المواقع التي تنشر محتويات مسموعة ومرئية، إضافة إلى مواقع وسائل الإعلام، من أبرز زبائن هذه الشركات، إذ يجب أن تكون مستعدة دوماً ليتصفّحها عدد هائل من المستخدمين.
وتدير شركات، مثل "فاستلي"، مئات مليارات الطلبات يومياً، وبالتالي تؤدي دوراً بالغ الأهمية في إحالة مستخدمين على خوادم أخرى. وسجّلت "فاستلي" (مقرّها سان فرانسيسكو)، حجم أعمال بلغ 291 مليون دولار، في عام 2020، علماً أنها طرحت اكتتاباً عاماً، في عام 2019، ولديها رسملة سوقية تقلّ عن 6 مليارات دولار، وفق "رويترز".
"انقطاع واسع"
وَرَدَ في تدوينة، كتبها نيك روكويل، أبرز مسؤولي الهندسة والبنية التحتية في الشركة: "كان هذا الانقطاع واسعاً وشديداً، ونأسف حقاً لتأثيره في عملائنا وجميع مَن يعتمد عليهم". وأضاف أن توقُّع حصول المشكلة كان واجباً.
وأتاحت تدوينة الشركة تسلسلاً زمنياً للأحداث، متعهدة بفحص سبب الإخفاق، وشرح الفشل في رصد الخلل في البرمجيات.
وأضافت "فاستلي" أن الخطأ حصل في تحديث برنامج، شُحِن إلى عملاء في 12 مايو الماضي، ولكن لم يُشغّل حتى أجرى عميل غير معروف، تغييرات في الإعدادات، سبّبت المشكلة لـ 85% من الشبكة.
وتابعت الشركة أنها لاحظت الانقطاع في غضون دقيقة، وهذا حدث عند الساعة التاسعة و47 دقيقة بتوقيت غرينتش، وعمل المهندسون لتحديد السبب، حتى الساعة العاشرة و27 دقيقة. وبمجرد تعطيل الإعدادات التي سبّبت المشكلة، تعافت غالبية شبكة الشركة بسرعة. ووَرَدَ في تدوينة "فاستلي": "في غضون 49 دقيقة، كان 95% من شبكتنا يعمل كالمعتاد".
وأضافت أنها استعادت الشبكة بشكل كامل، في الساعة الثانية عشرة و35 دقيقة بتوقيت غرينتش، وبدأت بطرح إصلاح دائم للبرامج، عند الساعة الخامسة و25 دقيقة.
"هشاشة الإنترنت"
مشكلة "فاستلي"، أدت إلى تعطّل مواقع عالمية، بما في ذلك "ذي غارديان" و"نيويورك تايمز" و"لوموند" و"فايننشال تايمز"، ومواقع للبيت الأبيض والحكومة البريطانية، إضافة إلى "ريديت" و"أمازون" و"بايبال".
ونقلت "رويترز" عن بن وود، أبرز المحللين في شركة "سي. سي. إس إنسايت" للاستشارات، قوله: "أحداث مثل هذه تسلّط الضوء على هشاشة الإنترنت، واعتماده على مزيج من التكنولوجيا المتشرذمة. ومن المفارقات أن ذلك يبرز قوته أيضاً، وسرعة معالجة مشكلته. تصدّرُ عطل مثل هذا عناوين الأخبار على مستوى العالم، يُظهر أنه حدث نادر".