أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الثلاثاء، اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية ضمن محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية، وفقاً لما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وتعد محطات "براكة"، الجاري تطويرها بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، الأولى من نوعها في العالم العربي.
وقالت مؤسسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان نقلته وكالة "وام" إنه وبعد الانتهاء من مرحلة الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، سيتم "الانتقال إلى مرحلة الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الرئيسة لأنظمة المحطة".
استعداد للتشغيل
ويرتقب أن تخضع المحطة إلى عمليات التفتيش الرقابية والمراجعات الدولية التي تمهد للحصول على رخصة تشغيل المحطة الثانية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، التي تعد الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت المحطة الجديدة اجتازت الأداء الحراري في أغسطس 2018، ثم خضعت في 2019 إلى اختباري السلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل.
وأظهرت هذه الاختبارات"أداءاً نموذجياً من حيث السلامة الهيكلية"، وفقاً لمؤسسسة الإمارات للطاقة النووية، التي أكدت أن الاختبارات أثبتت أيضاً أن "كافة أنظمة المحطة قادرة تماماً على أداء دورها بشكل موثوق وآمن فور بدء المرحلة التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية".
وقال محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن "اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، وتسليم جميع أنظمتها إلى شركة (نواة للطاقة) وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة، هو نتيجة التفاني والمستوى المهني العالي لجميع العاملين في البرنامج النووي السلمي الإماراتي".
واعتبر أن " الخبرات والدروس المكتسبة خلال المرحلة الإنشائية للمحطة الأولى، ساهمت في تطوير المحطة الثانية وكذلك المحطتين الثالثة والرابعة ضمن مشروع محطات براكة".
مفاعلات متقدمة
ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية واحداً من أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم، إذ يعتزم تطوير أربع محطات متطابقة في آن معاً، تضم كل منها مفاعلاً من طراز "APR 1400 ،" المتقدم.
ويعد هذا المفاعل واحداً من أحدث تصميمات المفاعلات النووية في العالم، وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية، إذ يلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء.
وتم اعتماد المفعل من قبل مفوضية الرقابة النووية الأميركية في عام 2019، ويحتوي تصميمه على أنظمة أمان متطورة تضمن إغلاق المفاعل بشكل آمن وآلي وإزالة الحرارة ومنع الإشعاعات في حال الظروف غير الاعتيادية.
يشار إلى أن الأعمال الإنشائية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، بدأت في عام 2012 وشهدت تقدماً متواصلاً منذ ذلك الحين، إذ وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 %، بينما وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الثالثة إلى أكثر من 92%، فيما بلغت نسبة إنجاز المحطة الرابعة أكثر من 85 %.
ويرتقب أن توفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة. كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.