السعودية تدخل عالم صناعة الرقائق الذكية بأيادٍ وطنية

رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عبدالله الغامدي خلال كلمته في إطلاق فعالية "Launch" - Twitter/@SDAIA_SA
رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عبدالله الغامدي خلال كلمته في إطلاق فعالية "Launch" - Twitter/@SDAIA_SA
الرياض-محمد البيشي

كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله بن عامر السواحة، الأربعاء، أن السعودية تمكنت من صناعة أول رقائق ذكية في المملكة، بأيدٍ وعقول سعودية، في تطبيقات عسكرية وتجارية ومدنية.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير في فعالية "Launch" بالعاصمة الرياض، لإطلاق مبادرات تقنية جديدة. 

وأشار إلى أنه بقيادة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وبالشراكة مع وزارة الاتصالات والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) وشركة stc، سيتم توقيع اتفاقيات عالمية لتكون المملكة المركز التقني الأول.

ولفت السواحة إلى أن هذه البرامج تأتي في إطار تعزيز الاقتصاد الرقمي، الذي يمثل ربع الاقتصاد العالمي بحجم 23 تريليون دولار.

وقال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عبدالله الغامدي، إنه تم تطوير استراتيجية تهدف لتكون المملكة من أفضل 15 دولة عالمية في مجال البيانات.

 وأشار إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، نحتاج لتأهيل 25 ألف مختص وخبير في البيانات والذكاء الاصطناعي قبل عام 2030.

حزمة مبادرات

وأعلنت السعودية، الأربعاء، حزمةً من المبادرات النوعية والبرامج التقنية، بقيمة إجمالية تُناهز الـ4 مليارات ريال، بالتعاون مع 10 من أهم عمالقة التكنولوجيا في العالم، في أكبر إطلاق تقني من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وخلال فعالية "Launch" أعلنت عدد من كبرى الشركات التقنية الرائدة في العالم؛ تتقدمها (جوجل، وأمازون، وIBM، وسيسكو، وأوراكل، ومايكروسوفت، وترند مايكرو، وافنسف سيكيورتي)، تعاونهم مع المملكة في "إطلاق برامجهم التدريبية"ومراكز تختص برفع القدرات الرقمية للكوادر الوطنية الشابة، ومراكز أخرى للابتكار في ريادة الأعمال التقنية.

دشنت السعودية مشروع "همة"، وهو أكبر برنامج حكومي متخصص في تنمية التقنية في العالم، برأسمال 2.5 مليار ريال، كما أطلقت أكاديمية طويق بالشراكة مع أكبر 10 شركات تقنية في العالم، بينهم مايكروسوفت وعلي بابا، بهدف إيجاد مبرمج واحد من بين كل 100 سعودي بحلول عام 2030.

"طويق وهمّة وقمّة"

وكشفت الجهات المُنظمة لفعالية Launch النقاب عن المبادرات الثلاث الرئيسية (طويق، همة، قمة)، التي تهدف إلى رفع القدرات الرقمية للشباب والشابات في مجالات البرمجة، وتعزيز الثقة بين الشركات التقنية والجهات التمويلية، وتشجيع الابتكار والإبداع من خلال التجمعات والمنصات المركزية.

وأضاف وزير الاتصالات السعودي أن برنامج "همة" سيدعم سوق التقنية بأكثر من 20 منتجاً ودعم الرياديين المبتدئين والمتقدمين، وأن باكورة مشاريع برنامج "طويق"، مشروع أكاديمية "سدايا"، وهو مشروع ضخم لتدريب الجيل الجديد، لاستغلال الطاقات وبناء القدرات في مجال الذكاء الصناعي.

وقال المهندس هيثم العوهلي، نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، إن البرنامج الوطني لتنمية التقنية "همة" هو أكبر برنامج حكومي لدعم قطاع التقنية في المنطقة، وقيمته أكثر من 2.5 مليار ريال.  

وأوضح أن البرنامج يسد الفجوات التي تواجه شركات التقنية، مشيراً إلى أنه يتضمن أكثر من 20 مبادرة لدعم الشركات الناشئة وأصحاب الأفكار الجريئة، لإنتاج منتجات تقنية تنافس إقليمياً وعالمياً.  

وكشف العوهلي عن منتج لضمان تمويل الرياديين والشركات الناشئة، بمحفظة قيمتها 700 مليون ريال، موضحاً أنه بإمكان أي ريادي الحصول على تمويل بنكي، يصل إلى 15 مليون ريال لبدء مشروعه التقني، بضمان من برنامجي "همة" و"كفالة".

مركز تقني إقليمي

يأمل القائمون على المُبادرات التقنية الضخمة أن تكرس مكانة السعودية، كمركز تقني إقليمي لأهم الرياديين والمبتكرين والمبرمجين من المنطقة والعالم، مستفيدة من الشراكة بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.

وأعلنت عدد من كبرى الشركات التقنية الرائدة في العالم، تتقدمها (جوجل، وأمازون، وIBM، وسيسكو، وأوراكل، ومايكروسوفت، وترندمايكرو، وافنسف سيكيورتي)، تعاونها مع السعودية، من خلال إطلاق برامج تدريبية، واستحداث مراكز تختص برفع القدرات الرقمية للكوادر الوطنية الشابة، ومراكز أخرى للابتكار في ريادة الأعمال التقنية.

وكُشف النقاب في الفعالية عن صندوق eWTP Arabia Capital السعودي - الصيني، الذي يسعى إلى دعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة، برأس مال يقدّر بمليار ونصف المليار ريال، بشراكة بين eWTp الصينية المدعومة من قبل شركة علي بابا، وصندوق الاستثمارات العامة، وبدعم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بهدف الإسهام في دعم منظومة اقتصادية متينة للأعمال الرقمية في المملكة.

بناء قدرات تقنية

من جهتها، أكدت شركة "علي بابا كلاود"، العمود الفقري للتكنولوجيا الرقمية في مجموعة علي بابا، التعاون مع الشركاء المحليين في المنطقة، على مدار الأعوام الخمسة القادمة في الأكاديميات ومراكز التدريب والابتكار في المملكة، لبناء القدرات وتطويرها في المجالات التقنية، لدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وأطلق الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أضخم مبادرتين تقنيتين، تتمثلان بمبادرة "معسكر طويق 1000" المنتهي بالتوظيف، ومبادرة "مهارات المستقبل"، واللتين ستُقامان في مناطق المملكة الـ13 من خلال 40 معسكراً تدريبياً بـ4 مسارات هي: الأمن السيبراني، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، صناعة الألعاب الإلكترونية.

وأعلنت المملكة عن تنظيمها واحتضانها مؤتمر «Leap» العالمي العام المقبل، جنباً إلى جنب مع استضافتها لقمة RiseUp الرياض، الذي يركز على شريحة روّاد الأعمال والشركات الناشئة، ومؤتمر في مجال الأمن السيبراني ضمن فعاليات موسم الرياض.

وتنظم تلك الفعاليات بشراكة بين الهيئة العامة للترفيه، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، مع Informatech وBlack Hat للتصدي للمخاطر السيبرانية حول العالم، عبر استضافة خبراء Offensive Security للتدريب في أمن المعلومات.

الذكاء الاصطناعي

وتم تدشين "أكاديمية سدايا" لتمكين الكوادر البشرية في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وإطلاق "منصة سطر" للبرمجة التي تحوي قرابة 1300 فيديو تعليمي، ومنصة "كودرهَب"، وهي أول منصة عربية متخصصة في التحديات البرمجية بأكثر من 400 تحدٍّ.

إلى جانب تدشين منصة الدرونز الخاصة، لخدمة مستخدمي الطائرات بدون طيّار داخل المملكة وقطاع الأعمال، إضافة إلى تدشين أكاديمية DJI أول مركز تدريبي معتمد للدرونز لخدمة المتدرّبين في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، وبالشراكة مع DJI Academy العالمية وشركة stc. 

وأُعلنت خلال الفعالية عن شراكة مع شركة OneMT، المتخصصة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، التي قررت افتتاح أستوديو لها بالرياض، وإنشاء مقر إقليمي لشركة تريند مايكرو في الرياض، وبدء التسجيل في أكاديمية Apple Developer Academy، المخصصة في مرحلتها الأولى للمبرمجات والمطورات، من خلال مقرها بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.

كما تم الإعلان عن مشروع "إرباك" الإعلامي بالتعاون مع مجموعة mbc و"ثمانية" للنشر والتوزيع برعاية من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بهدف تقديم محتوى يهتم بريادة الأعمال في الوطن العربي.