"ميتا" تتخذ إجراءات جديدة لتقليل تسريب البيانات

أحد الموظفين يعمل على جهازه الحاسوبي الشخصي بمقر شركة ميتا في مينلو بارك - REUTERS
أحد الموظفين يعمل على جهازه الحاسوبي الشخصي بمقر شركة ميتا في مينلو بارك - REUTERS
القاهرة-الشرق

خرج تقرير جديد ليكشف تطوراً كبيراً في الثقافة الداخلية بشركة "ميتا، فيسبوك سابقا، وتحولها من الانفتاح الكبير في تداول المعلومات، إلى الانغلاق والسرية والتعتيم المستمر، بعد تسريب آلاف المستندات على يد الموظفة السابقة فرانسيس هوجين.

وكان من المفترض أن تناقش "ميتا" الشهر الماضي، خلال المؤتمر الدولي للباحثين، فكرة "ماذا يمكن أن يفعل الموظف حين تتعرض شركته إلى حملة إعلامية سلبية"، ولكن الجلسة النقاشية تم حجبها بشكل مفاجئ، إلى جانب عدد من المحاضرات المسجلة مسبقة، بحسب موقع ذا فيرج.

وقال الموقع في تقريره، إن فريق الاتصالات والشؤون القانونية بشركة ميتا، رأى وجود خطورة من جراء تسريب مثل تلك البيانات التي كانت تتضمنها العروض المعلوماتية والجلسات النقاشية، خصوصاً أن بعضها كان يناقش جهوداً بحثية متعلقة بمكافحة المحتوى المسيء والتحرش على منصات الشركة.

وشدد عدد من مديري "ميتا"، بمن فيهم نيك كليج، مدير السياسات والتواصل بالشركة، على ضرورة المراجعة الدقيقة لجميع التقارير التي تصدر من فرق النزاهة داخل الشركة، قبل مشاركتها حتى مع دوائر الموظفين الداخلية المحدودة.

مظلة مقاومة للتسريبات

وبدأت "ميتا" منذ الشهر الماضي في تفعيل نظام إلكتروني جديد يحمل اسم "Integrity Umbrella"، وهو نظام يحمل بداخله قائمة محددة من الموظفين، هم فقط من يمكنهم الوصول إلى مجموعات مناقشة وملفات معينة، على متن منصة التواصل الداخلي بالشركة Workplace، تتضمن معلومات حساسة قد تتعرض للتسريب.

وزادت "ميتا" من التضييقات على موظفيها، فتحولت مجموعات مناقشة عامة على منصة التواصل الداخلية للشركة، إلى مجموعات خاصة، لا يمكن إلا لمجموعة معينة من الموظفين الوصول إليها والمشاركة فيها.

وعبر موقع الشركة للتوظيف Facebookcareers، تقول الشركة إن إعلام وتزويد الموظفين بكافة المعلومات اللازمة يتيح لهم اتخاذ قرارات سليمة، لذلك داخل فيسبوك يتم العمل دائماً على مشاركة كافة البيانات المتاحة مع جميع الموظفين، ومن الغريب أنه لم يتم تغيير اسم فيسبوك إلى ميتا حتى الآن على هذا الموقع.

هاتف ذكي يحمل شعاري ميتا وفيسبوك بشكل ثلاثي الأبعاد فوق لوحة مفاتيح كمبيوتر محمول - REUTERS
هاتف ذكي يحمل شعاري ميتا وفيسبوك بشكل ثلاثي الأبعاد فوق لوحة مفاتيح كمبيوتر محمول - REUTERS

وبحسب التقرير، "يبدو أن هذه الثقافة، المستمدة مباشرة من مدير الشركة مارك زوكربرج، تغيرت بشكل كامل، إذ لم يكن زوكربرج متردداً أبداً في مشاركة معلومات سرية مع جميع الموظفين في اجتماعات دورية بشكل أسبوع أو شهري، كما كان لدى بعض الموظفين القدرة على الاطلاع على عدد كبير من الخطط المستقبلية لأجهزة وخدمات فيسبوك قبل الإعلان عنها، وهو ما كان يجعل فيسبوك (قبل أن تتحول إلى META)، إحدى الشركات القليلة التي تعتمد سياسة الانفتاح في تداول المعلومات".

ويتابع التقرير: "مع الأزمات المتتالية التي ضربت الشركة، بدءاً من أزمة (كامبريدج أناليتكا) المتعلقة باستخدام بيانات 89 مليون مستخدم لفيسبوك في حملات سياسية ترويجية أنثاء الانتخابات الأميركية، وصولاً إلى تسريبات فرانسيس هوجين، بدأت الثقافة الداخلية للشركة الزرقاء في التحول نحو السرية التامة والتعتيم المستمر".

"احتقان داخلي"

واستعرض التقرير حالة الاحتقان الداخلي الشديدة التي سادت بين موظفي "ميتا" بعد قراراتها بشأن تضييق الوصول إلى مجموعات المناقشات المتعلقة بالأبحاث الداخلية الخاصة بقطاعات النزاهة داخل الشركة.

بعض موظفي ميتا بمقر الشركة في مينلو بارك - REUTERS
بعض موظفي ميتا بمقر الشركة في مينلو بارك - REUTERS

 

ويرى بعض الموظفين المعترضين على قرارات الشركة أنها "مقلقة للغاية، وستخلق حالة من الضبابية داخل الشركة وجدار عزل بين قطاعات النزاهة وبقية الموظفين، ما سيؤثر على المدى الطويل".

رد ميتا

وقال المتحدث باسم الشركة الزرقاء، إن هناك تعديلات في طريقة تداول المعلومات داخل الشركة بين الموظفين، وتحديثات في طريقة التواصل الداخلية، بحيث يتم تحقيق التوازن بين الانفتاح في تداول المعلومات وكيفية مشاركة المعلومات المناسبة واللازم لفهم سياق الأحداث".