أعرب الملياردير الأميركي إيلون ماسك، السبت، عن استعداده لتوفير خدمات الإنترنت الفضائي عبر خدمة Starlink التابعة لشركته SpaceX، في قطاع غزة، وذلك في حال تقدمت إحدى مؤسسات الإغاثة الرسمية بطلب لتفعيل الخدمة في المناطق الفلسطينية.
وجاءت تغريدة ماسك كرد على سلسلة تغريدات اقترح خلالها اثنان من المستخدمين، من أصحاب الحسابات الموثقة، تفعيل الخدمة في الأراضي الفلسطينية، على خلفية قطع إسرائيل للإنترنت والاتصالات بكافة أشكالها، تزامناً مع بدء توسيعها لنطاق هجمتها البرية على قطاع غزة، الجمعة.
واقترح أحد المستخدمين أن تسمح شركة ماسك بتفعيل الخدمة، بالتنسيق مع إحدى مؤسسات الإغاثة الدولية العاملة في غزة، مثل الأمم المتحدة و"اليونيسف".
ورد ماسك بأن الخدمة ليست متوفرة في غزة حتى الآن لسببين، الأول نتيجة عدم وجود تغطية للمنطقة الفلسطينية بشبكة أقمار Starlink الفضائية، بينما أرجع السبب الآخر إلى أنه لم يتم التقدم بأي طلبات تجارية من القطاع، للحصول على أطباق استقبال الخدمة وتهيئة بيئة رقمية مناسبة للحصول على خدمة الإنترنت الفضائي.
وأضاف ماسك في تغريدة أخرى "سندعم الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة المعترف بها دولياً".
يذكر أن وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كارهي، تقدم في منتصف أكتوبر الجاري بطلب إلى SpaceX لتفعيل خدمة Starlink في القطاع، مشيراً إلى أن الإنترنت الفضائي من الخيارات المطروحة من جانب وزارة الدفاع الإسرائيلية، لتحل محل شبكات الإنترنت التقليدية الأرضية، والتي كانت إسرائيل استهدفتها بشكل متزايد منذ اندلاع فتيل الأزمة الأخيرة مع حماس في السابع من أكتوبر.
إلا أن الملياردير الأميركي لم يعلق أبداً على طلب الوزير الإسرائيلي بالموافقة أو الرفض، ولكن مع تزايد الدعوات الرقمية من جانب مستخدمي الشبكات الاجتماعية، وخاصة شبكة "إكس"، فقد أصبح موقف ماسك صعباً حاليا، فقبل الأزمة، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في خطوة عكست قوة العلاقة بينهما، وكذلك أعلن ماسك دعمه الكامل وتعاطفه مع إسرائيل منذ شن حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وتسعى الحكومة الإسرائيلية للحصول على خدمة Starlink للإنترنت الفضائي التي تُقدمها شركة SpaceX، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، بهدف استخدامها كنظام اتصال احتياطي خلال الحرب ضد قطاع غزة.
وقال كارهي في منشور على منصة X، إن إسرائيل تعمل مع شركة SpaceX لشراء خدمة Starlink، بهدف تشغيلها في بعض مناطق البلاد.
وسبق لماسك أن أتاح خدمة Starlink في بعض المناطق التي تأثرت بالحروب والكوارث الطبيعية، على غرار أوكرانيا بعد الغزو الروسي.
وفي فبراير الماضي، قال رئيس SpaceX، جوين شوتويل، إن الشركة تُقيد استخدام أوكرانيا لـ Starlink في بعض الأنشطة العسكرية.
وتم استخدام Starlink أيضاً في إيران خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في عام 2022، كما تم استخدامها في جزيرة تونجا، بعد ثوران بركان أدى إلى تعطيل الاتصال بالإنترنت.
وقال والتر إيزاكسون، مؤلف كتاب "إيلون ماسك"، إن الملياردير الأميركي، أمر سراً، العام الماضي، بـ"إيقاف تشغيل" خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التابعة لشركته، بالقرب من ساحل شبه جزيرة القرم، بغية إحباط هجوم أوكراني خاطف على الأسطول البحري الروسي، لكن ماسك نفى أن الخدمة كانت مفعلة في هذه المنطقة من الأساس.
ومنذ هجوم "حماس" قبل 3 أسابيع، تشن إسرائيل عمليات قصف مكثفة على قطاع غزة استعداداً لعملية برية تقول إنها تستهدف القضاء على الحركة، لكن الهجمات الإسرائيلية لاقت استنكاراً كبيراً على المستوى الدولي، وذلك في ضوء حجم الضحايا الذي تسببت به، إذ أودت الغارات الجوية بحياة أكثر من 7 آلاف فلسطيني، من بينهم 3 أطفال على الأقل.
