"بلومبرغ": هواوي تمول جامعات أميركية "رغم الحظر"

علامة هواوي التجارية. 23 سبتمبر 2020 - AFP
علامة هواوي التجارية. 23 سبتمبر 2020 - AFP
القاهرة-الشرق

قالت "بلومبرغ" إن شركة هواوي الصينية تستخدم مؤسسة أميركية مستقلة، كغطاء لإسهاماتها الموجهة إلى الجامعات الأميركية، ومن بينها هارفارد.

وبحسب التقرير، فإن هواوي هي الممول الأوحد لمسابقة بحثية بدأت في 2022، إذ منحت المشاركين فيها ملايين الدولارات، بما في ذلك عدد من الباحثين في أهم الجامعات الأميركية، المحظور على باحثيها العمل مع الشركة الصينية.

وأوردت "بلومبرغ" فإن إسهامات هواوي المالية، خرجت للمجتمع البحثي بالجامعات الأميركية من عباءة مؤسسة "أوبتيكا" البحثية غير الهادفة للربح، والتي يركز باحثوها على الأبحاث التي تدرس استخدامات الضوء في الليزر، والاتصالات، والتشخيصات الطبية الحيوية.

تُعد مؤسسة "أوبتيكا فاونديشن"، الذراع البحثي لمؤسسة Optica المجتمعية غير الهادفة للربح.

وكشفت إحدى الوثائق، التي قالت "بلومبرغ" إنها اطلعت عليها، أن "أوبتيكا" ليست مُلزمة بالكشف عن تمويلها، وأن هواوي هي المصدر الوحيد له، والداعم الرئيسي للمسابقة، وذلك يرجع إلى ضرورة سرية تفاصيل وبنود الاتفاقية بين أطرافها.

وتوصلت نتائج تحقيق "بلومبرغ" إلى أن هواوي تُطبق استراتيجية البقاء في مقدمة ممولي الجهود البحثية حول العالم، على الرغم من القيود الأميركية المفروضة على علاقتها بالباحثين.

لجنة تحكيم المسابقة البحثية، والمشاركون أنكروا معرفتهم بأن ممول المسابقة هو هواوي، مشيرين إلى أنهم كانوا على اعتقاد بأن التمويل مصدره هو "أوبتيكا" نفسها، وليست جهة أجنبية.

يُذكر أن موقع "أوبتيكا فاونديشن" يعرض جميع البرامج التي تجريها المؤسسة، والتي يبلغ عددها 11 مسابقة، وجميعها تتيح أسماء المشاركين فيها ومصادر تمويلها، ما عدا المسابقة التي تقف هواوي وراءها، وتقدم جوائز قيمتها مليون دولار سنوياً.

أشار المتحدث باسم هواوي إلى أن الشركة الصينية والمؤسسة البحثية أجروا المسابقة دعماً للجهود البحثية عالمياً ولتعزيز التواصل الأكاديمي، مؤكداً أن إخفاء اسم هواوي من تمويل المسابقة، يرجع إلى عدم الرغبة في تحقيق أهداف ترويجية، مشدداً على عدم وجود سوء نية وراء القرار.

مساهمات هواوي التمويلية

بدورها، أكدت ليز روجان، مديرة أوبتكيا التنفيذية، أن بعض ممولي المؤسسة يفضلون الحفاظ على سرية هويتهم، بما في ذلك بعض الممولين الأميركيين، مشيرة إلى أن الطلب يعتبر اعتيادياً وغير مثير للشك.

وأشارت روجان إلى أن مساهمات هواوي التمويلية للمؤسسة، حظت بقبول قانوني من جانب مستشار قانوني خارجي، وكذلك وافق عليها مجلس إدارة المؤسسة، وقالت: "نحن نلتزم دائماً بالشفافية بشأن الدعم والتمويل الموجه إلى برامج المؤسسة مع مجلس الإدارة والموظفين".

يُذكر أن "أوبتيكا فاونديشن"، أقرت في تقريرها السنوي لعام 2023 بأن هواوي تعد أحد أعلى الممولين للمؤسسة منذ تأسيسها قبل نحو أكثر من 20 عاماً، بينما تأتي بعض الشركات الأميركية مثل ميتا، وجوجل في المرتبة الثانية ضمن قائمة الممولين، والتي تتضمن من ساهموا بدعم مالي يبدأ من 200 ألف دولار.

ولم يكشف تقرير المؤسسة، بحسب "بلومبرغ"، عن توقيت تقديم التمويلات وأوجه صرفها وحجم كل تمويل.

يُذكر أن العديد من الجامعات الأميركية، أخبرت باحثيها بضرورة وقف تعاونهم مع هواوي، خوفاً من خسارة موارد تمويلها الفيدرالية، وعلى رأسها وزارة الدفاع "البنتاجون"، ومؤسسة العلوم الوطنية.

وأوضحت "بلومبرغ" أن "أوبتيكا"، طالبت الجامعات الأميركية بقبول التمويلات المقدمة من جانب هواوي، نيابة عن باحثيها، بما في ذلك جامعات هارفارد، وجنوب كاليفورنيا، وفانديربيلت، وكولومبيا البريطانية.

وتعليقاً على تقرير "بلومبرغ"، أوضح المتحدث باسم "هارفارد"، أن الجامعة لديها سياسة تحظر العمل مع هواوي.

هواوي تحت الحظر الأميركي

تتضمن لجنة اختيار المشاركين في مسابقة "أوبتيكا"، 10 أعضاء، من بينهم شيانج ليو، الخبير بالتقنيات البصرية ورئيس قطاع المعايير لتلك التقنيات بهواوي.

وبحسب صفحته التعريفية على موقع هواوي، فإن شيانج يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في مجال صناعة الاتصالات البصرية، وحصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء التطبيقية من جامعة كورنيل عام 2000، بجانب تأليفه لأكثر من 350 منشوراً علمياً، ويحمل أكثر من 100 براءة اختراع أميركية، كما أنه مؤلف كتاب "الاتصالات البصرية في عصر الجيل الخامس".

ورغم إشارة تقرير "بلومبرغ" لانضمام هواوي إلى تمويل "أوبتيكا" بنهاية 2021، إلا أن تمويلات الشركة الصينية لبرامج المؤسسة تمتد لعقد سابق، بقيمة تقريبية تصل إلى 10 ملايين دولار.

وتقع هواوي تحت الحظر الأميركي منذ 2019، عندما اعتبرت حكومة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الشركة الصينية خطراً يهدد الأمن القومي الأميركي، بسبب مخاوف وشكوك أثيرت حول علاقتها بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وعملها تحت إمرته، مما يضع بيانات الأميركيين في خطر.

تصنيفات

قصص قد تهمك