يواجه تطبيق "تليجرام"، الذي يتم استغلاله من قِبَل مروجي المعلومات المضللة الروسية، خطر التعرض لحملة حظر من الاتحاد الأوروبي، بعد تصنيفه ضمن المنصات الإلكترونية المستخدمة لنشر المحتوى غير القانوني والضار، بحسب "بلومبرغ".
ويدرس المشرعون الأوروبيون ما إذا كان ينبغي اعتبار "تليجرام" منصة رئيسية بموجب "قانون الأسواق الرقمية" Digital Markets Act، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويستهدف قانون الأسواق الرقمية إلزام الشركات الرقمية العملاقة، التي ينطبق عليها تصنيف "حارس البوابة" Gatekeeper، بعدم إساءة استخدام مركزها المهيمن، مع العلم أن تنفيذه الفعال ينطوي على تحدٍّ كبير وسيتسبب بمعارك شرسة.
ويجري الاتحاد الأوروبي محادثات مع "تليجرام" بشأن عدد المستخدمين في التكتل وكيفية تعريف المنصة، التي تتضمن قنوات يمكن متابعتها بالإضافة إلى مزايا التراسل، وفقاً لمصادر طلبت عدم كشف هويتها، لأن تفاصيل المناقشات ليست علنية.
ويشكك بعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في صحة ادعاء "تليجرام" بأن لديه 41 مليون مستخدم فقط في دول التكتل.
ويتضمن قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي قواعد امتثال صارمة لمنع انتشار المعلومات المضللة على المنصات الرقمية الكبرى، والتي يتم تعريفها بأن لديها أكثر من 45 مليون مستخدم نشط.
فحص منهجية تليجرام
وأشار متحدث باسم المفوضية الأوروبية إلى أنه يتم فحص منهجية "تليجرام"، في حساب عدد المستخدمين، ومراقبة تطورات السوق.
من جهته، أوضح المتحدث باسم "تليجرام" أن المنصة لديها أقل من 45 مليون مستخدم نشط، ما يعني أنها لا تستوفي شروط التصنيف كمنصة كبيرة بموجب قانون الخدمات الرقمية.
يُذكر أن قانون الخدمات الرقمية دخل حيز التنفيذ الكامل في وقت سابق من العام الجاري، وهو يسمح للاتحاد الأوروبي بفرض غرامات تصل إلى 6% من المبيعات السنوية العالمية على المنصات التي ينطبق عليها في حالة الانتهاكات، أو حظر المنصات من العمل في الاتحاد الأوروبي في حال تكرار المخالفات.
وأشار تقرير لـ"بلومبرغ" إلى أن "تليجرام" غالباً ما يتم استغلاله من جانب الحسابات المؤيدة للكرملين لنشر المعلومات المضللة بشأن قضايا تتراوح بين الحرب في أوكرانيا والهجرة وتغير المناخ.
وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، لـ"بلومبرغ" في وقت سابق هذا الشهر، قائلة: "نرى أن تليجرام منصة كبيرة بما يكفي لتطبيق التزامات مشابهة لتلك المطبقة على فيسبوك وإكس ويوتيوب".
وأضافت كالاس، أنه يجب تصنيف خدمة التراسل الروسية كمنصة كبرى على الإنترنت، ودعت إلى إجراء تقييم مستقل لحجم المنصة.
وقال متحدث باسم "تليجرام" إن المنصة ليست فعّالة في نشر المعلومات المضللة، لأنها لا تعتمد على الخوارزميات، وأن الشركة تعمل على أداة تتيح للوكالات الوطنية التحقق من الحقائق، وإضافة معلومات موثوقة إلى المنشورات ذات الصلة.