يعد لقاء الملكة إليزابيث الثانية، صاحبة أطول حكم في العالم، لحظة تاريخية لأي زعيم أميركي، فخلال نحو 70 عاماً من اعتلائها العرش، التقى الملكة ثلاثة عشر رئيساً من بين 14 تداولوا على حكم الولايات المتحدة، الوحيد الذي شكل الاستثناء هو ليندون جونسون (1963-1969).
وعادة ما تكون مثل هذه المناسبات الرسمية مثقلة بالبروتوكولات والآداب الملكية الخاصة، والتي يصعب الالتزام بها، لذا فقد سقط عدد من الرؤساء في "أخطاء بروتوكولية" آخرهم جو بايدن، الذي ظل مرتدياً نظارته الشمسية وهو يلتقي الملكة، ما اعتبر "انتهاكاً للبروتوكول الملكي" كما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وصل الرئيس الأميركي والسيدة الأولى جيل بايدن إلى بريطانيا في 10 يونيو الجاري، والتقيا الملكة لأول مرة في قمة مجموعة الـ7 في اليوم التالي، ولكنه أخطأ حينما ذهب لتناول الشاي معها، في قلعة ويندسور، الأحد، وبسبب درجات الحرارة التي كانت تصل إلى 27 درجة مئوية، ظل بايدن مرتدياً نظارته الشمسية أثناء تحية الملكة.
خطأ بايدن
ونقلت "نيوزويك" عن كبير الموظفين السابق للأمير تشارلز، غرانت هارولد، قوله: "عند لقاء الملكة وجهاً لوجه، فإنه يجب عدم وضع النظارات الشمسية أو أي شيء من هذا القبيل على الإطلاق، لأن التواصل البصري يكون مهماً للغاية".
وتابع: "كان عليه أن يخلع نظارته عند لقاء الملكة، فهذا الأمر واجب على كل شخص، بغض النظر عن أهميته، فحتى أفراد العائلة المالكة يخلعون النظارات الشمسية عندما يلتقون ببقية أفراد العائلة".
دونالد ترمب
وأخطأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مرتين في لقاءين منفصلين جمعاه بالملكة، أحدهما في يوليو 2018، عندما التقطته الكاميرات لدى استعراض حرس الشرف، إذ أدار ظهره للملكة وسبقها في السير بشكل لافت.
وعلق الخبير الملكي ريتشارد فيتزويليامز، لشبكة "سي إن إن" حينها، بالقول إن "ترمب بدا كأنه يتجول في ملعب للغولف".
ثم أخطأ ترمب مرة أخرى في العام التالي خلال مأدبة رسمية في قصر باكنغهام في يونيو 2019، حيث وقفت الملكة لتحيته بعدما ألقى خطاباً، لكن ترمب ربت على ظهرها، في انتهاك للبروتوكول الملكي الذي لا يسمح بهذا النوع من الاتصال الجسدي مع الملكة.
باراك أوباما
وجد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، نفسه في موقف محرج عندما بدأت أوركسترا الحرس الاسكتلندي بعزف النشيد الوطني البريطاني خلال خطابه في مأدبة في قصر باكنغهام، وذلك لأنه بدأ كلامه بالقول "إلى صاحبة الجلالة الملكة"، وهي الجملة التي على ما يبدو أن الفرقة قد فسرتها على أنها تحية للملكة، كما أنه عند الانتهاء من خطبته، استدار ليشارك الملكة نخباً، لكنها لم تستجب، إذ كانت لا تزال منتصبة في احترام للنشيد الوطني.
لا تشكل السيدات الأوائل استثناءً في الفعاليات الملكية الرسمية، إذ أخطأت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما أيضاً، عندما أقدمت على معانقة الملكة في عام 2009 في سلوك يعد خرقاً للبروتوكول، لكنها كتبت في مذكراتها لاحقاً: "فعلت ما أعتاد القيام به بشكل غريزي في أي وقت أشعر فيه بالارتباط بشخص ألتقي به للمرة الأولى".
جورج بوش
وعلى الرغم من تمرس الملكة في إلقاء الخطب، حيث قدمت أول خطاب إلى البريطانيين عام 1940، وهي تبلغ من العمر 14 عاماً فقط، غير أنه خلال لقاء مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب في البيت الأبيض في مايو 1991، كان لا بد من أن يقوم شخص ما بإعداد الميكروفون لها، إذ ألقى حينها بوش الأب خطابه أولاً لكنه لم يضبط حامل الميكروفون للملكة التي يبلغ طولها 165 سنتيمتراً فقط، وكانت النتيجة أن وجه إليزابيث كان مخفياً خلف الميكروفون أثناء تصوير الكاميرات للقاء.
ولدى سؤاله عن سبب عدم تعديله لحامل الميكروفون، قال بوش الأب في وقت لاحق للصحافيين: "أشعر بالسوء لأنني لم أفعل ذلك، وقد فكرت في الأمر بالفعل، ولكنها كانت قد بدأت في الكلام، ولم أكن أعلم كيف ستبدو عند النظر إليها من زاوية مستقيمة".