دخل المكوك الفضائي "ديسكفري" الخدمة عام 1984، وأتم خلال خدمته 39 مهمة استكشاف فضائية كان آخرهم في 2011. ويتزامن 24 يونيو مع ذكرى عودة ديسكفري للأرض بعد مهمة ناجحة، حملت على متنها أول رائد فضاء عربي هو الأمير سلطان بن سلمان.
وتمثل أبرز أحداث هذه المهمة، في كون الأمير سلطان بن سلمان حظي بفرصة أن يكون أول رائد فضاء عربي يحلق في الفضاء الخارجي.
ووفقاً لصفحة وكالة "ناسا" المخصصة للتعريف بالسيرة الذاتية للأمير سلطان، فإنه من مواليد عام 1956 بمدينة الرياض؛ أي أن عمره وقت مهمة ديسكفري، كان يناهز الثمانية وعشرين عاماً. وتخرّج بن سلمان من مدارس الرياض، ثم أتم تعليمه في الولايات المتحدة الأميركية بدراسة الاتصالات والطيران.
وفي عام 1985 وقع عليه الاختيار ليكون واحداً ضمن طاقم مهمة مكوك ديسكفري، بالتحديد كأخصائي حمولة، ويمثّل المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) في نشر القمر الصناعي السعودي عربسات 1B، ولاحقاً، ساهم الأمير سلطان بن سلمان في تأسيس "رابطة مستكشفي الفضاء".
خامس رحلة
في قائمة مهام المكوك الفضائي "ديسكفري"، تحلّ المهمة STS-51-G في المرتبة الخامسة، أي أنها خامس رحلة في تاريخ برنامج ديسكفري لاستكشاف الفضاء. أقلعت الرحلة في الـ17 من يونيو 1985، واستمرت على مدار 7 أيام، لتعود للأرض في 24 يونيو.
وأقلعت الرحلة من مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، وعلى متنها 7 من رواد الفضاء من 3 جنسيات مختلفة "الأميركية والفرنسية، والسعودية".
وهبطت المهمة، في قاعدة إدواردز الجوية بولاية كاليفورنيا، ووفقًا لأرشيف مهام ناسا، فإن المهمة نجحت في نشر 3 أقمار صناعية، كما نشرت أيضاً أداة بحث فلكية (SPARTAN-1)، وساهمت المهمة كذلك في إرسال عدد من العناصر إلى الفضاء ضمن عدد من التجارب؛ كإرسال اثنين من التجارب الطبية الحيوية الفرنسية، وذلك على بعد 2.9 مليون ميل من الأرض.
بحوث وتجارب
على مدار الأيام السبعة للرحلة، كان جدول سلطان بن سلمان حافلاً؛ فقد ساهم في عدد من التجارب، إلى جانب مهمته الأساسية كمتابعة الحمولات. وخلال الرحلة قام الأمير سلطان بتصوير المملكة العربية السعودية من الفضاء أثناء مرور ديسكفري فوق المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وتمت دراسة هذه الصور، من قبل معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومضاهاة البيانات المستحدثة بالبيانات السابقة، ومصدرها رسم الخرائط وصور الرادار.
وساهم الأمير سلطان كذلك في إجراء تجارب علمية ضمن رسالة دكتوراه لطالب سعودي بجامعة ستانفورد، وموج خلالها عدد من الزيوت السعودية والكويتية والجزائرية بتركيزات متباينة مع الماء، وقام برصدها وتصويرها، لمعرفة ما إذا كانت السوائل التي لا تمتزج في الجاذبية الصغرى، تمتزج في الفضاء أم لا، علاوة على ذلك، قام الأمير سلطان أيضاً بتصوير عملية نشر القمر الصناعي عرب سات B1.
ووفقاً لتقرير بثته شبكة "سي إن إن" تزامنت أول أيام الرحلة مع آخر أيام شهر رمضان، وعزم الأمير سلطان بن سلمان على إتمام الصيام، وذلك استناداً لتوقيت ولاية فلوريدا، فصام 18 ساعة، وكان يمارس طقوسه الدينية كقراءة القرآن والصلاة، وكان يتوضأ مستعيناً بمناشف مبللة.
