ملجأ قديم مضاد للأسلحة النووية في الدنمارك يحيي مخاوف الحرب الباردة

ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة في الدنمارك. 10 فبراير 2023 - AFP
ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة في الدنمارك. 10 فبراير 2023 - AFP
أوبليف (الدنمارك)-أ ف ب

في غابة رولد الواقعة في أقصى شمال الدنمارك، خلف باب خشبي بنّي يوحي بالقدم، افتتح ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة يكشف عن الحياة اليومية خلال الحرب الباردة.

وتحوّل هذا الملجأ الواقع تحت الأرض، حيث بقي كل شيء على حاله، إلى متحف، فيما تتجدّد المخاوف في أوروبا من اندلاع حرب نووية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

أنشئ هذا الملجأ بين عامَي 1963 و1968 بإصرار من حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقب التجارب النووية السوفييتية وأزمة الصواريخ الكوبية.

وصمّم هذا المكان، الذي يطلق عليه "ريجن ويست"، لإيواء أفراد الحكومة الدنماركية والملك في حال نشوب حرب نووية.

وقال مدير المتحف لارس كريستيان نورباخ إن المتحف الواقع تحت أشجار على عمق 60 متراً تحت تل طباشيري، شُيد ليكون "آخر معقل" للديمقراطية في الدنمارك.

وتم إعداد الملجأ، الذي يقع على مسافة 400 كيلومتر تقريباً شمال غرب كوبنهاجن، لإيواء السلطات الدنماركية لمدة 30 يوماً.

جانب من ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة في الدنمارك. 10 فبراير 2023 - AFP
جانب من ملجأ سرّي مضاد للأسلحة النووية للعامة في الدنمارك. 10 فبراير 2023 - AFP

من جهتها، أشارت القيّمة على المتحف والمؤرخة بودل فراندسن إلى أن "القنبلة الهيدروجينية غيّرت الوضع تماماً بشأن طريقة الرد على هجوم نووي".

وأضافت: "الملاجئ التي كانت موجودة لم تكن بأي حال ستصمد أمام الانفجار الناتج عنها. لذلك، كان يجب ابتكار شيء جديد"، موضحةً أن استمرار الحكومة، في حال وقوع كارثة نووية، أمر ضروري لسيادة الدولة.

ونظراً لعدم استخدامه بتاتاً، سحب هذا الملجأ من الخدمة في عام 2003، وكشف عن وجوده للمرة الأولى في عام 2012.

وعبر الممرات الطويلة البيضاء المقوّسة، يمكن للزائر اكتشاف غرف النزلاء المحتملين والكافيتريا وغرفة الاجتماعات الحكومية.

وقال نورباخ: "إنها كبسولة زمنية من الأوراق والأقلام. كل شيء بقي كما كان في مكانه".

ويقدّم المعرض أيضاً أبرز الأحداث التي حصلت خلال تلك الفترة، مع عرض أشياء استخدمت في الحياة اليومية.

ويمشي زوار المتحف مسافة كيلومترين خلال الجولة التي تستغرق 90 دقيقة، علماً أنها لا تغطي إلا نحو 40% من الملجأ فقط.

وقالت فراندسن: "هذا مكان مهم جداً لكي تظهر للشباب ما كانت عليه الحرب الباردة، والقلق الذي كان ينتاب الناس خلالها".

والآن، أحيت التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب هذا القلق مجدداً لدى البعض.

وختم نورباخ: "ألقت الحرب البادرة بظلالها على الواقع مجدداً، وهذا ما نريد قوله من خلال هذا المتحف".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات