مصر.. قرارات جديدة لتنظيم الطقوس الدينية في رمضان

تجمع لتناول الإفطار خلال شهر رمضان في القاهرة 2019 - REUTERS
تجمع لتناول الإفطار خلال شهر رمضان في القاهرة 2019 - REUTERS
القاهرة-رحمة ضياء

وضعت اللجنة العليا المصرية لإدارة أزمة فيروس كورونا، الثلاثاء، عدداً من القرارات التنظيمية المتعلقة بالطقوس الدينية لشهر رمضان في مسعى لتفادي ارتفاع أعداد المصابين، جراء بعض الطقوس التي اعتادها المصريون.

وقررت اللجنة العليا السماح بأداء الصلوات في المساجد وكذلك أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، بشرط تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية، مع الالتزام بتخفيف مدة أداء صلاة التراويح، بحيث لا تزيد على نصف ساعة.

كما قررت اللجنة منع إقامة أي موائد رمضانية، وعدم السماح بالاعتكاف أو أداء صلاة التهجد في المساجد، والتأكيد على حظر إقامة تجمعات كبيرة في الأماكن المغلقة مثل سرادقات العزاء، أو الاحتفالات في دور المناسبات، مشيرة إلى أن تطبيق القرارات سيحظى بمتابعة مستمرة من وزارة الأوقاف والجهات المعنية لتطبيق هذه الإجراءات والالتزام بها.

واعتمدت اللجنة تطبيق المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمطاعم، بداية من السبت 17 إبريل المقبل، وتكليف وزيري السياحة والآثار والتنمية المحلية بإصدار القرارات اللازمة، بالإضافة إلى الالتزام بنسب الوجود المقررة التي تضمن السلامة العامة في المطاعم والكافتيريات.

عادة الموائد

وقال أيمن عبد الموجود مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي لـ"الشرق" إن الجمعيات الأهلية التابعة للوزارة ابتكرت مبادرات العام الماضي لتعويض غياب موائد الرحمن مثل "توزيع الكراتين (العبوات) الغذائية قبل رمضان، والوجبات الساخنة في موعد الإفطار على الأسر الأكثر احتياجاً"، وأضاف:" أنه لن يكون هناك صعوبة في تطبيق القرار في موسم رمضان المقبل، وسنتبع الاستراتيجية نفسها حتى تصل المساعدات لمستحقيها".

Workers of the Egyptian Food Bank put food aid boxes to a vehicle to be transported to all governorates for people that lost their jobs because of the spread of the coronavirus disease (COVID-19) in Cairo - REUTERS
عمال بنك الطعام المصري يضعون صناديق مساعدات غذائية في سيارة لنقلها إلى جميع المحافظات للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب انتشار مرض فيروس كورونا في القاهرة - REUTERS

وتعد موائد الرحمن من أبرز المظاهر الخاصة بشهر رمضان في مصر، وافتقدتها الشوارع المصرية لأول مرة العام الماضي، منذ ظهورها في عهد أحمد بن طولون قبل 11 قرناً، والذي يعد أول من أقامها تاريخياً، عندما كان يجمع التجار والأعيان في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار ليذكرهم بالبر والإحسان إلى الفقراء، ويطلب منهم فتح موائدهم للمحتاجين، واستمرت هذه العادة منذ ذلك الوقت.

ملايين من المستفيدين

وقدرت دراسة سابقة لجامعة الأزهر عدد المستفيدين من موائد الرحمن بنحو 3 ملايين مصري يومياً خلال شهر رمضان، ومعظم هؤلاء لا تتوافر لديهم القدرة على شراء الطعام أو تضطرهم ظروف العمل أو السفر للإفطار في الشارع.

وأوضح عبد الموجود أنه من الصعب تقدير العدد الفعلي لموائد الرحمن في مصر وعدد المستفيدين منها؛ لأن هناك أشخاص ورجال أعمال وجهات غير رسمية مختلفة تقوم بتنظيم الموائد، إضافة إلى الموائد التي تقيمها الجمعيات الأهلية والهيئات الرسمية.

ينظر الناس عبر بوابات مسجد السيدة زينب المغلق ، حيث يتعذر عليهم حضور الصلاة داخل المسجد بسبب حظر التجول ليلا وسط تفشي مرض فيروس كورونا - REUTERS
ينظر الناس عبر بوابات مسجد السيدة زينب المغلق ، حيث يتعذر عليهم حضور الصلاة داخل المسجد بسبب حظر التجول ليلاً وسط تفشي مرض فيروس كورونا - REUTERS

وغابت صلاة التراويح العام الماضي في مصر، وكذلك طقوس رمضان المعتادة، علاوة على الصلاة في المساجد والاعتكاف، فيما خففت الإجراءات المتخذة هذا العام واقتصرت على منع الاعتكاف حفاظاً على المظاهر الخاصة التي يحرص عليها جموع المصريين.