مخاوف من أزمة بأسواق القمح بسبب الأزمة بين أوكرانيا وروسيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
حصاد محصول القمح في حقل بالقرب من قرية في منطقة روستوف، روسيا. 13 يوليو 2021 - REUTERS
حصاد محصول القمح في حقل بالقرب من قرية في منطقة روستوف، روسيا. 13 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت مونيكا توثوفا، الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الأحد، إن التوترات في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا قد تؤثر على أسواق القمح.

وأضافت توثوفا لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية له تأثير على أسواق القمح بسبب أهمية موسكو وكييف في أسواق الحبوب العالمية.

وأوضحت أن مدى تأثير التوترات بشكل دقيق لا يُمكن تحديده، بسبب وجود عوامل كثيرة متقلبة للغاية ومتغيرة في كثير من الأحيان. وقالت: "الوضع الحالي يسهم في زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق".

وأكدت توثوفا أن التأثير الفعلي للتوترات سيعتمد على مدة استمرارها وكيفية تطورها، مُشيرة إلى أن التدهور في الوضع العام وتأثر الإنتاج ولوجستيات التصدير بالتوترات سيؤثر تأثيراً هائلاً على أسواق القمح العالمية.

وقالت الخبيرة الاقتصادية، إن الفاو ستحدد توقعاتها الأولية بشأن حصاد عام 2022 في الأسابيع القليلة المقبلة، مُضيفة أن عملية القياس ستعتمد على المساحة المزروعة، وحالة المحاصيل، وتوفر عوامل الإنتاج، بالإضافة إلى التأثيرات النهائية لعوامل أخرى مثل الجغرافيا السياسية.

وأشارت توثوفا إلى أن روسيا تورد نحو 20% من صادرات القمح العالمية، بينما تورد أوكرانيا 10% تقريباً. وأضافت أن روسيا تنتج 10% تقريباً من القمح العالمي، بينما تنتج أوكرانيا نحو 3%.

ودعت أوكرانيا، الأحد، روسيا إلى سحب قواتها المنتشرة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الدول الغربية، إذا كانت ترغب "جدياً" في احتواء التوتر.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر: "على روسيا مواصلة التزامها الدبلوماسي وسحب القوات العسكرية التي حشدتها على طول الحدود الأوكرانية".

تهديد للأمن الغذائي في 14 دولة

وفي تقرير الأسبوع الماضي، حذرت مجلة "فورين بوليسي" من أن نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير في الأمن الغذائي في 14 دولة بآسيا وإفريقيا تعتمد على القمح الأوكراني.

وأوضحت المجلة أن كييف لديها بعض الأراضي الأكثر خصوبة في العالم، كما أنها ظلت على مدى عدة قرون تُصنف بأنها سلة غذاء أوروبا، مشيرةً إلى أن صادراتها الزراعية سريعة النمو، مثل الحبوب والزيوت النباتية ومجموعة من المنتجات الأخرى، تعد ضرورية لإطعام سكان عدة دول بإفريقيا وآسيا.

وأضافت "فورين بوليسي" أن جزءاً كبيراً من الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقها الشرقية، وهي تلك الأجزاء الأكثر عرضة للهجوم الروسي المحتمل.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه بوادر  الحرب على طول حدود أوكرانيا، فإن أحد المخاوف التي لم يلاحظها أحد هو السؤال عما سيحدث لهذه البلدان التي تعتمد على صادرات كييف للحصول على الغذاء إذا شنت موسكو هجوماً على أوكرانيا.

إلى جانب كون أوكرانيا مُصدِّراً رئيسياً للذرة والشعير في العالم، فهي أحد أكثر المنتجين والمصدرين للقمح، وهو ما سيكون له التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، بحسب "فورين بوليسي".

وفي 2020 صدرت أوكرانيا نحو 18 مليون طن متري من القمح، من إجمالي محصولها البالغ 24 مليون طن متري، ما جعلها خامس أكبر مصدّر للقمح في العالم. 

ووفقاً للمجلة، فإنه من بين 14 دولة تعتمد على الواردات الأوكرانية لأكثر من 10% من استهلاكها من القمح، يواجه عدد كبير بالفعل انعدام الأمن الغذائي بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر أو العنف المباشر.

وتستورد اليمن 22% وليبيا 43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، فيما استوردت مصر، أكبر مستهلك للقمح الأوكراني، أكثر من 3 ملايين طن متري عام 2020، أي نحو 14% من إجمالي قمحها.

ووفقاً لبيانات الفاو، فإن كييف أنتجت أيضاً 28% من القمح المستهلك في ماليزيا، و28% في إندونيسيا، و21% في بنجلاديش في عام 2020.

تصنيفات