أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، استقالته من زعامة "حزب المحافظين"، مع الاستمرار في عمله رئيساً للحكومة "في انتظار بديل".
وأعلن جونسون (58 عاماً) أنه سيتنحى بعد سلسلة من الاستقالات هذا الأسبوع من فريقه الحكومي احتجاجًا على قيادته، لكنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له.
وقال جونسون أمام مقر الحكومة: "يتعين أن تبدأ عملية اختيار زعيم جديد الآن"، لافتاً إلى أنه عيّن "حكومة قائمة بالأعمال وسأواصل عملي لحين انتخاب زعيم جديد".
وأضاف: "أنا أندم بشدة على عدم الاستمرار وتقديم الأفكار لتجاوز العقبات"، مؤكداً "فخره" بالإنجازات التي حققتها حكومته.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ذكرت في وقت سابق، الخميس، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون "سيعلن استقالته خلال ساعات"، فيما أفادت صحيفة "الغارديان" بأن جونسون "وافق على التنحي ولكنه يريد البقاء في منصبه (كرئيس للوزراء) حتى انتخاب زعيم جديد للمحافظين".
وأفاد مراسل تلفزيون "آي تي في" (ITV) البريطاني بأن جونسون تحدث، الخميس، إلى الملكة إليزابيث قبل الإعلان الوشيك عن خطته للاستقالة.
يأتي ذلك بعد أن تخلى وزراء معيّنون حديثاً وأكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً بالحكومة عن جونسون، في تمرد جعل الحكومة مهددة على نحو متزايد بخطر الشلل.
وذكرت تقارير إعلامية أنه مع رحيل 8 وزراء، من بينهم اثنان من وزراء الدولة تقدّما باستقالتهما في الساعات الماضية، وشعور جونسون المتزايد بالعزلة، يبدو أنه لا مفر أمام رئيس الوزراء إلا أن يستسلم لمصيره ويعلن تنحيه.
وقال كريس ماسون المحرر السياسي في "بي. بي. سي"، إن "بوريس جونسون سيستقيل من منصب زعيم حزب المحافظين".
وبعد أيام من القتال للحفاظ على منصبه، تخلى معظم حلفاء جونسون عنه باستثناء قلة قليلة. وكان المشهد مغايراً تماماً لما كان عليه الحال عام 2019، عندما تولّى جونسون (58 عاماً) السلطة مدعوماً بأغلبية كبيرة بعدما فاز بأصوات في مناطق من بريطانيا لم تكن قد دعمت حزب المحافظين من قبل.
الكرملين: لا يحبنا ولا نحبه
من جهته قال الكرملين، الخميس، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لا يحب روسيا وإن موسكو لا تحبه أيضاً.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال اتصال هاتفي مع الصحافيين: "إنه (جونسون) لا يحبنا، ونحن لا نحبه أيضاً".
وأضاف بيسكوف إن التقارير التي تفيد بأن جونسون سيستقيل قريباً من منصب رئيس الوزراء لا تهم الكرملين، ولكننا نأمل أن يتولى أشخاص أكثر مهنية السلطة في بريطانيا".
"مطالبات بالرحيل"
منذ مساء الثلاثاء، استقال أكثر من 50 عضواً من إجمالي 120 عضواً كانت تضمهم الحكومة البريطانية قبل هذا "التمرد"، مع إعلان وزيري الصحة والمال ساجد جاويد وريشي سوناك استقالتهما من دون إنذار مسبق، تلاهما أعضاء في الحكومة يتولون مناصب أقل أهمية.
الخميس، قدمت وزيرة التعليم ميشيل دونيلان استقالتها، بعد أقل من 48 ساعة من تعيينها، قائلة إنها الطريقة الوحيدة لإجبار جونسون على الاستقالة.
وكتبت دونيلان في خطاب الاستقالة: "لا أرى أي طريقة يمكنك من خلالها الاستمرار في المنصب، ولكن بدون آلية رسمية لإزالتك، يبدو أنها (الاستقالة) الطريقة الوحيدة"، قائلةة إنها "ناشدت" جونسون تقديم استقالته.
وسبق استقالة دونيلان تقديم وزير الأمن داميان هيندز استقالته أيضاً، قائلاً إن البلاد بحاجة إلى تنحي جونسون من أجل استعادة الثقة بالديمقراطية.
وقال هيندز في خطاب استقالته إلى جونسون: "الأهم من أي حكومة أو زعيم، المعايير التي نتمسك بها في الحياة العامة والإيمان بديمقراطيتنا وإدارتنا العامة".
وأضاف: "بسبب التآكل الخطير في تلك الأمور، توصلت إلى استنتاج مفاده أن الشيء الصحيح لبلدنا ولحزبنا هو أن تتنحى عن زعامة الحزب ورئاسة الوزراء".
واستقال أيضاً وزير شؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس، قائلاً إنه لم يعد يعتقد أن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون تؤيد قيم الصدق والنزاهة والاحترام المتبادل.
"ستزداد سوءاً"
طالب وزير الخزانة البريطاني الجديد ناظم الزهاوي، الخميس، جونسون بالاستقالة بعد أقل من 48 ساعة من تعيينه في الحكومة، وقال إن الأزمة التي تجتاح الحكومة ستزداد سوءاً.
وقال الزهاوي على تويتر، بعد استقالة أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً كبيراً من الحكومة: "هذا وضع غير قابل للاستمرار وسيزداد سوءاً بالنسبة لك ولحزب المحافظين - والأهم من ذلك - للبلد كله.. يجب أن تفعل الشيء الصحيح وترحل الآن".
يتخبط بوريس جونسون في عدة فضائح ، وهو متهم بـ"الكذب" بشكل متكرر، إلا أنه تجاهل كل الدعوات إلى استقالته التي صدر بعضها عن مقربين منه.
وأكد جونسون أكثر من مرة أنه سيبقى في منصبه لتكريس وقته "للمشاكل الكبيرة جداً" التي تواجهها البلاد.
اقرأ أيضاً: