البنتاجون: إرسال 3000 جندي إلى 3 دول أوروبية.. الناتو يرحب وموسكو تندد

time reading iconدقائق القراءة - 8
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي، 1 فبراير 2022 - AFP
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي، 1 فبراير 2022 - AFP
دبي-الشرقوكالات

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) جون كيربي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة قررت إرسال 3000 جندي بقيادة أميركية إلى ألمانيا وبولندا ورومانيا، لدعم قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، لكنّه شدد على أنها لن تنتشر في أوكرانيا، وسط ترحيب من الناتو وتنديد من روسيا. 

وقال كيربي في مؤتمر صحافي، إن هذا الانتشار لن يكون بصفة دائمة، بل جاء استجابة "للظروف الحالية"، في إشارة إلى حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي مدعومين بأسلحة هجومية ثقيلة على طول الحدود مع أوكرانيا.

وفي ردّه على سؤال بشأن إمكانية نشر هذه القوات لاحقاً ضمن قوات الناتو، قال كيربي: "هذه القوات ستكون جاهزة للتعامل مع مرحلة واسعة من الاحتمالات، ولديها القدرة على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهمات".

وأضاف أن "القوات الأميركية لن تذهب إلى أوكرانيا للمشاركة في الدفاع عن أوكرانيا، لكن لديها القدرة على ذلك".

قوات منفصلة عن الناتو

وأوضح المتحدث باسم البنتاجون أن الانتشار العسكري الجديد سيشمل إرسال 2000 جندي أميركي إلى بولندا وألمانيا، ونقل ألف جندي من ألمانيا إلى رومانيا.

وقال كيربي إن "الولايات المتحدة تقوم بإعادة تمركز ونقل سرب (سترايكر)، قوامه حوالي 1000 من القوات الأمريكية، الموجودة بالفعل في الساحة الأوروبية، إلى رومانيا". 

وأضاف: "كما أن فوج الفرسان الثاني، وهو وحدة محمولة تتمركز في فيلسيك، بألمانيا، سيرسل قوة مشتركة من مختلف الأسلحة مجهزة بعربات قتال مصفحة ذات عجلات لردع العدوان وتعزيز قدراتنا الدفاعية في دول الحلفاء على الخطوط الأمامية خلال هذه الفترة التي تشهد مخاطر متزايدة. وسوف تنضم هذه القوات إلى أكثر من 900 من أفراد القوات الأميركية، كانوا في تناوب منتظم بالفعل في رومانيا".

وإلى ذلك، يقول المتحدث، إن وزارة الدفاع الأميركية ستقوم "بنشر ونقل ما يقرب من 2000 جندي من الولايات المتحدة إلى أوروبا في الأيام القليلة المقبلة. ومن بين هؤلاء ما يقرب من 1700 من أفراد الخدمة في الفرقة 82 المحمولة جواً، وكل العناصر اللازمة لتمكين الانتشار من قاعدة فورت براج بولاية نورث كارولينا إلى بولندا، وسينتقل ما يقرب من 300 جندي من الفيلق الثامن عشر المحمول جواً من فورت براج إلى ألمانيا". 

وأشار المتحدث إلى أن "الفرقة 82 المحمولة جواً سوف تنشر مكونات لواء مشاة من القوات القتالية والمستلزمات الرئيسية لتنتقل إلى بولندا. وسيقوم الفيلق الثامن عشر المحمول جواً بنقل قوة مهام قتالية مشتركة إلى ألمانيا".

وأوضح كيربي أن هذه "القوات منفصلة عن القوات الأخرى التي تشمل 8500 جندي والتي توجد في حالة تأهب لنشرها في حال استدعت الضرورة ضمن قوات الناتو".

وأضاف أن هذه القوات "على استعداد للتحرك إذا جرى استدعاؤها لتقديم الدعم لقوات الرد التابعة لحلف الناتو، إذا تم تنشيطها، أو حسب الحاجة لحالات الطوارئ الأخرى".

وأكد أن "الناتو كمنظمة لا تتوفر على حق الفيتو بشأن نشر القوات الأميركية. لكن كل انتشار لقواتنا يتم عبر التنسيق مع حلفائنا". 

وتابع كيربي: "نحن ننشر قوات أميركية على أراضي دول حليفة لنا، بدعوة منها. ومن المرتقب أن تكون هناك إعلانات إضافية بشأن عمليات انتشار أخرى وتدريبات عسكرية".

ولفت كيربي إلى أن الولايات المتحدة "ترحب بالإعلانات الصادرة في الأيام الأخيرة من قبل الحلفاء الآخرين - بما في ذلك فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك – في ما يتعلق باستعدادهم للنظر في تقديم مساهمات إضافية لتعزيز موقف الناتو على الجناح الشرقي".

"رسالة إلى بوتين"

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الانتشار العسكري الأميركي جاء من أجل "إرسال إشارة إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن حلفائها"، مشدداً على أن الانتشار لا يعني أن الغزو الروسي لأوكرانيا "أمر حتمي".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان بوتين سيذهب أبعد من أوكرانيا، قال كيربي: "لا نعتقد أن قراراً قد اتخذ من قبل (روسيا) لغزو أوكرانيا. وإذا قرر (بوتين) الغزو فستكون هناك عواقب ولكن لديه العديد من الخيارات والقدرات لتنفيذ هذا، إذا قرر فعله ونحن ببساطة لا نعرف".  

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تدرك أنه "من المهم أن تبعث إشارة قوية إلى بوتين، وصراحة إلى العالم بأسره، مفادها أن حلفاءنا في الناتو مهمون بالنسبة إلينا. لأن هذا الأمر مهم جداً بالنسبة لحلفائنا".

وأضاف: "ما نراه، يعد دليلاً واضحاً على أن بوتين يواصل زعزعة استقرار البيئة الأمنية، من خلال إضافة المزيد من قواته إلى الجزء الغربي من بلاده وعلى طول بيلاروسيا، إضافة إلى النشاط البحري في البحر المتوسط وفي شمال المحيط الأطلسي".

الناتو يرحب

ورحب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج بقرار الولايات المتحدة نشر قوات إضافية في أوروبا الشرقية.

وقال ستولتنبرج في بيان إن هذا القرار "هو إشارة قوية على التزام الولايات المتحددة (بدعم الناتو)، ويأتي كإضافة إلى مساهمات الولايات المتحدة في أمننا المشترك، والتي تشمل 8500 من الجنود الموجودين في حالة تأهب للمشاركة ضمن قوات الاستجابة التابعة لحلف الناتو وحاملة الطائرات (يو إس إس ترومان) الموجودة تحت قيادة الناتو في البحر المتوسط".

وأوضح ستولتنبرج أن انتشار قوات الناتو والقوات الأميركية "هي عمليات دفاعية، وتبعث رسالة مفادها أن الناتو سيفعل ما يلزم من أجل حماية الحلفاء والدفاع عنهم".

تنديد روسي

وفي المقابل، ندّدت روسيا، الأربعاء، بقرار الولايات المتحدة إرسال 3000 آلاف جندي إضافي إلى أوروبا الشرقية، واصفة إياه بأنّه "مدمّر".

وندّد فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون برفض حلف شمال الأطلسي تبديد المخاوف الأمنية الروسية، في ذروة توتّر بين موسكو والغرب بشأن أوكرانيا.

وقال الكرملين في بيان إنّ بوتين تحدّث عن "عدم رغبة حلف شمال الأطلسي بالتعاطي بشكل ملائم مع المخاوف المشروعة لروسيا" في ما يتّصل بأمنها.

وأضاف البيان أنّ الرئيس الروسي اتّهم من جهة أخرى السلطات الأوكرانية بممارسة "تخريب مزمن" لاتفاقات السلام التي أبرمت في مينسك في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.

فيما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، أن القرار الأميركي "غير مبرّر ومدمّر ويزيد من التوترات العسكرية ويقلّص المجال أمام القرارات السياسية"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.

وخفّضت اتفاقات مينسك بدرجة كبيرة حدّة القتال على خط الجبهة، لكنّها لم تنجح في إنهاء الحرب المستمرة منذ 2014 بين الانفصاليين الموالين للكرملين والقوات الحكومية الأوكرانية، وفقاً لـ"فرانس برس".

فرنسا تدخل على الخط

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء أنّه سيتشاور "في الساعات المقبلة" مع نظيره الأميركي جو بايدن في الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أنّه لا يستبعد التوجّه إلى موسكو في محاولة لإيجاد حلّ دبلوماسي.

وقال ماكرون في توركوان بشمال فرنسا "لا أستبعد شيئاً"، موضحاً أنّ زيارته لروسيا تبقى رهناً بـ"تقدّم محادثاتنا في الساعات المقبلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات