تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في مقر الحكومة - بيروت - 28 ديسمبر 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في مقر الحكومة - بيروت - 28 ديسمبر 2021 - REUTERS
بيروت -أ ف ب

أعلنت الرئاسة اللبنانية، الخميس، تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة، وذلك بعد حصوله على أغلبية الترشيحات لتشكيل الحكومة، بإجمالي 54 صوتاً.

وقال ميقاتي، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون بعد تكليفه، إن "خطة التعافي الاقتصادي المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي قابلة للتعديل والتحسين"، مشدداً على "ضرورة التعاون مع مجلس النواب لإقرار القوانين الإصلاحية المطلوبة لاستمرار التفاوض مع الصندوق".

واعتبر ميقاتي، في كلمة ألقاها بقصر بعبدا أنه "من دون الاتفاق مع صندوق النقد لن تكون فرص الإنقاذ متاحة"، مشدداً على "ضرورة تعاون الجميع لإنقاذ الوطن لأن مسؤولية الإنقاذ جماعية".

وأضاف: "الوطن بحاجة إلى سواعدنا.. لن تنفعنا أنانيتنا إذا خسرنا جميعاً.. الفرص سانحة لإنقاذ ما يجب إنقاذه".

وأجرى الرئيس اللبناني، الخميس، استشارات نيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، بعد أكثر من شهر على انتخابات تشريعية أتت بكتل غير متجانسة إلى البرلمان.

وحصل المرشح نواف سلام على 25 صوتاً، مقابل صوت واحد لسعد الحريري الذي كان مكلفاً بتشكيل الحكومة لفترة طويلة قبل ميقاتي، لكنه أعلن اعتذاره عن عدم الاستمرار في تشكيلها، وصوت واحد أيضاً لروعة حلاب، و46 صوتاً لخيار عدم تسمية مرشح.

وخسر "حزب الله" وحلفاؤه الأكثرية النيابية بعد الانتخابات التي جرت في مايو الماضي، لكن لم يحصل أي فريق على أكثرية مطلقة.

وشهد البرلمان للمرة الأولى دخول 13 نائباً جديداً منبثقين من الحركة الشعبية الاحتجاجية التي جرت في خريف 2019، ضد الطبقة الحاكمة والأداء السياسي. ويتألف البرلمان حالياً من مجموعات كتل غير متجانسة.

ويعود منصب رئيس الوزراء للطائفة السنية، في بلد يقوم نظامه السياسي على توزيع المناصب الرئيسية على الطوائف.

وغالباً ما يطرح اسم ميقاتي كمرشح توافقي خلال الأزمات السياسية في البلاد. وخلال مسيرته السياسية، شغل ميقاتي مناصب وزارية عدة، وترأس الحكومة ثلاث مرات (في 2005، وبين 2011 و2013 وبين 2021 و2022).

وبعد تكليفه، من المفترض أن يبدأ رئيس الحكومة الجديد استشارات التأليف بلقاء الكتل النيابية في مقر البرلمان. وهي استشارات تسبق عادة مفاوضات صعبة مع الأحزاب والشخصيات السياسية. وغالباً ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية.

استكمال الجهود الاقتصادية

ويقع على عاتق الحكومة الجديدة استكمال الجهود لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع منذ نحو ثلاث سنوات، والبدء بتنفيذ إجراءات وضعها صندوق النقد الدولي شرطاً لتقديم مساعدة للبنان.

وكلّف عون في يوليو الماضي ميقاتي بتشكيل الحكومة بعد عام فشلت فيه محاولتان أخريان، واحتاج ميقاتي حتى سبتمبر لإعلان حكومته، وعلى رأس مهامها التفاوض مع صندوق النقد وتنظيم الانتخابات التشريعية.

وفي أبريل، توصلت حكومة ميقاتي إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم، منذ منتصف القرن الماضي.

إلا أن خطة المساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات تبقى رهن تنفيذ إصلاحات مسبقة.

وبات أكثر من ثمانين في المئة من سكان لبنان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المئة. وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات