مصر تطالب بالتحقيق في إطلاق النار على 10 من جنودها بإفريقيا الوسطى

time reading iconدقائق القراءة - 5
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى - 7 ديسمبر 2020 - Getty Images
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى - 7 ديسمبر 2020 - Getty Images
القاهرة/ دبي -الشرق

أدانت مصر، الثلاثاء، تعرض 10 جنود مصريين يشاركون ضمن بعثة الأمم المتحدة للسلام في إفريقيا الوسطى لإطلاق النار.

ودعا رئيس بعثة مصر بالأمم المتحدة بنيويورك، السفير أسامة عبد الخالق، إلى فتح "تحقيق فوري في الحادث، لتحديد المسؤوليات وإعمال المساءلة، وتفادي تكرار تلك الحوادث مستقبلاً".

وقال السفير المصري في تغريدة على تويتر، إن الأولوية "توفير الرعاية الطبية الملائمة للمصابين".

وكانت مصادر مصرية ذكرت لـ"الشرق"، الثلاثاء، أن السلطات في القاهرة تتابع عن كثب واقعة إصابة 10 جنود مصريين من قوات حفظ السلام بإفريقيا الوسطى، بنيران الحرس الجمهوري، وفقاً لما أعلنته بعثة الأمم المتحدة التي أدانت الهجوم ووصفته بأنه "متعمد".

وأوضحت الأمم المتحدة في بيان أن "عناصر وحدة الشرطة المصرية" كانوا في حافلة "وتعرضوا لإطلاق نار كثيف من الحرس الجمهوري لإفريقيا الوسطى دون سابق إنذار ولا رد من الجنود المصريين، الذين كانوا غير مسلحين"، مشيرة إلى أن إصابة اثنين منهم بالغة.

في حين قال المتحدث باسم الرئاسة في إفريقيا الوسطى، إن سبب إطلاق النار على قوات حفظ السلام، هو "التقاط صور للمقر الرئاسي وعدم الانصياع للأوامر"، على حد وصفه.

وقال المتحدث باسم رئاسة إفريقيا الوسطى، ألبير يالوكي موكبيم، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن بعض هؤلاء الجنود "التقطوا صوراً بالقرب من مقر إقامة الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، وأشار لهم الحرس بالتوقف عن هذا الأمر لكنهم رفضوا".

وأضاف المسؤول أن الجنود المصريين جاءوا من مطار بانجي مبوكو للتوجه إلى كتيبتهم المصرية، في وحدة تبعد نحو 500 متر عن مقر إقامة الرئيس، لكنهم أخطأوا المسار وواصلوا الطريق حتى المقر.

 وبحسب موكبيم، فإن "قوات الحرس الرئاسي أعطت أمراً للجنود المصريين بالتوقف ولكنهم استمروا في مسارهم، ثم تلقوا إنذاراً ثانياً لكنهم لم يستجيبوا، وحاولوا الفرار".

وقال إن الحرس الرئاسي أطلق النار عليهم، وعند محاولتهم الفرار دهسوا فتاة عمرها 12 عاماً فلقت مصرعها، مضيفاً: "كلما سافر رئيس الجمهورية للخارج نرى هذه الوحدات تقترب من مقر إقامته لالتقاط الصور، وهذه المرة أصبح الأمر غير مقبول، إنه أمر استفزازي".

تنديد أممي

ونددت بعثة الأمم المتحدة بالواقعة، واعتبرتها في بيان، الثلاثاء، أنها "هجوم متعمد لا يمكن وصفه". وأشارت البعثة الأممية إلى أنه عند مغادرتها منطقة إطلاق النار على بعد نحو 120 متراً من المقر الرئاسي صدمت الحافلة "امرأة ما أدى إلى مقتلها" وقدمت التعازي للعائلة.

وكان عناصر وحدة الشرطة المصرية وصلوا قبل الظهر إلى مطار بانجي في إطار التبديل الدوري لانتشار القوات الأممية في إفريقيا الوسطى.

وتوجه الجنود المصريون إلى قاعدتهم في حافلة تحمل شعار الأمم المتحدة "بوضوح" حسبما قال الناطق باسم البعثة فلاديمير مونتيرو.

وتعمل قوات متعددة الجنسيات على حفظ الأمن في إفريقيا الوسطى التي غرقت في "حرب أهلية" بعد انقلاب عام 2013، وتصنفها الأمم المتحدة بأنها ثاني أقل دول العالم تطوراً.

ويتواصل هذا النزاع، لكن حدته تراجعت بشكل كبير منذ ثلاث سنوات مع أن أجزاء كاملة من أراضي البلاد لا تزال خارجة عن سيطرة السلطة المركزية.

مساهمات مصر بقوات حفظ السلام

المصادر المصرية أكدت لـ"الشرق" أن القاهرة تحتل المرتبة السابعة من بين الدول المساهمة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها تعد ثالث أكبر المساهمين بالخبراء العسكريين.

ولفتت المصادر إلى أن "مصر قدمت 50 شهيداً خلال مشاركتها في عمليات حفظ السلام على مدار العقود الماضية دفاعاً عن السلام والإنسانية"، مشيرة إلى مشاركة 30 ألف عنصر مصري في بعثات حفظ السلام الأممية، ولكن يتواجد حالياً 3 آلاف عنصر في 7 بعثات أممية بقارة إفريقيا.

وأفادت المصادر المصرية المسؤولة "الشرق" بـ"استعداد مصر لتفعيل مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، خلال الأيام المقبلة"، موضحة أن "المركز الذي تم إنشاؤه في مصر عام 2018 سيزود الدول الأعضاء بالتدريب الإضافي اللازم لتعزيز قدرات قوات الدفاع والأمن لديها من أجل المكافحة الفعالة، على المستويين الوطني والإقليمي، ضد الجماعات الإرهابية مهما كانت طبيعتها"، حسب قولها.

اقرأ أيضاً: