بلدة "عين سامية".. حلقة جديدة في مسلسل تهجير الفلسطينيين

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من التجمع البدوي في بلدة "عين سامية" شرقي رام الله بالضفة الغربية. 12 أغسطس 2022 - AFP
جانب من التجمع البدوي في بلدة "عين سامية" شرقي رام الله بالضفة الغربية. 12 أغسطس 2022 - AFP
دبي -الشرق

دفعت مضايقات المستوطنين الإسرائيليين، مئات الفلسطينيين إلى الرحيل من بيوتهم في تجمع "عين سامية"، شرقي رام الله بالضفة الغربية، وسط تحذيرات من مواجهة تجمع "عرب الكعابنة" المصير ذاته، فيما يصف سكان المنطقة البدوية الوضع بأنه "نكبة جديدة".

"القرية كاملة تحولت إلى أثر بعد عين في لحظة"، بهذه العبارة بدأ أبو ناجح أحد سكان تجمع (عين سامية) البدوي حديثه عن "النزوح" الجديد لسكان التجمع بسبب ما وصفه "بمضايقات المستوطنين واعتداءاتهم اليومية".

غادر 300 فلسطيني كانوا يعيشون في التجمع القريب من مدينة رام الله بالضفة الغربية المكان بقرار جماعي، وانقسموا لقسمين.. كل منهما اتجه إلى موقع جديد.

"هجمات يومية"

يقع التجمع على السفوح الشرقية للضفة الغربية المطلة على غور الأردن، ويعتبر واحداً من 250 تجمعاً بدوياً تخطط السلطات الإسرائيلية إلى طردهم "لأسباب أمنية واستيطانية".

ومنذ سنوات أصبح رعاة الأغنام من المستوطنين يزاحمون الفلسطينيين في السيطرة على المراعي وينابيع المياه.

وقال أبو ناجح لـ"وكالة أنباء العالم العربي"، إن السكان لم يحتملوا "كل هذه الاعتداءات من المستوطنين"، فغادروا. وأشار إلى أن التجمع البدوي ظل يشهد هجمات يومياً بالإضافة إلى "سرقة المستوطنين للأغنام والماشية"، وهو ما دفع السكان إلى التفكير جدياً بالرحيل ثم اتخاذ الخطوة فعلياً.

وأضاف أبو ناجح أن المضايقات وصلت حد تحديد مساحة الرعي للفلسطينيين، ومنعهم من تجاوزها. ومضى قائلاً: "الكثير من السكان اضطروا لبيع جزء كبير من المواشي لتوفير ثمناً للأعلاف بسبب تلاشي مواقع الرعي بسبب المضايقات".

خطر جديد

يتحدث حسن مليحات، المشرف العام لمؤسسة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، عن معاناة كبيرة عاشها سكان (عين سامية)، مشيراً إلى أن 300 فلسطيني يمثلون 55 عائلة انقسموا إلى تجمعين بدويين.

وأضاف: "منذ خمس سنوات ونحن نطالب بدعم صمود أهالي عين سامية، لكن هذا لم يحدث نهائياً".

وشدد على أن مطالب سكان التجمع كانت متواضعة، "كل ما طلبوه هو دعم مادي لهم في توفير الأعلاف للماشية، وتوفير حماية ليلية ونهارية من ثلاثة أشخاص يتم تخصيص رواتب لهم، لمراقبة المستوطنين وصد هجماتهم".

وتابع: "لكن للأسف هذا لم يحدث رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها الناس، على الأرض كان الواقع مغايراً".

ونوّه مليحات إلى أن الخطر القادم يهدد تجمع (عرب الكعابنة) الذي يعيش فيه 1200 فلسطيني، مشيراً إلى أنه قد يلحق بمصير تجمع (عين سامية) إذا لم يحدث تحرك فلسطيني قوي لمواجهة التهجير.

ونبّه مليحات إلى أن البدو لم يتركوا باباً إلّا وطرقوه من أجل تشجيعهم على البقاء في أرضهم، لكن "كل الطرقات كانت مغلقة أمامهم". وقال: "جلست مع الكثير من الوزراء وطلبنا دعماً لسكان عين سامية. كان الجواب: لا توجد ميزانيات".

ولفت إلى أن سكان التجمع فقدوا كل أمل بإمكانية البقاء في المكان، ولم يكن أمامهم حل إلّا الرحيل بعدما لم يجدوا أي حماية.

"تطهير عرقي"

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، قيام سلطات الإسرائيلية بتهجير سكان تجمع عين سامية  بالإجراء العنصري، والتطهير العرقي.

وأضاف في بيان، الخميس الماضي، أن هذا الأمر يندرج ضمن سياسة استيطانية ممنهجة للتوسع الاستيطاني على أراضي القرية، والقرى والبلدات المستهدفة في جميع الأراضي المحتلة.

وأكد إشتية حق سكان التجمع في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم، ووقف مخططات التهجير التي تطال نحو 250 تجمعاً على امتداد السفوح الشرقية للضفة الغربية.

وسكان (عين سامية) لاجئون من منطقة النقب داخل إسرائيل التي اضطروا لتركها عام 1948، إثر النكبة الفلسطينية وقيام إسرائيل. وكانوا يعيشون في هذا التجمع منذ ستينيات القرن الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات