صادق الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، على أول مشروع قانون فيدرالي لضبط وتنظيم حيازة الأسلحة في الولايات المتحدة منذ عقود ليصبح قانوناً، وذلك بعد أن شهدت البلاد حوادث إطلاق نار عدة.
وقال بايدن في البيت الأبيض قبل مغادرته لحضور اجتماعات دبلوماسية كبرى في أوروبا: "رغم أن هذا القانون لا يشمل كل ما أريده، فإنه يتضمن إجراءات كنت أدعو إليها منذ فترة طويلة والتي من شأنها إنقاذ أرواح".
وأقر الكونجرس المشروع، الذي حض بايدن الخميس على المصادقة عليه لإقراره، بعدما نال دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ يقيد القانون وصول الأسلحة لأصغر المشترين ومرتكبي العنف المنزلي وغيرهم ممن قد يشكلون خطراً على مجتمعاتهم.
كما يشمل القانون فرض قيود على الحصول على الأسلحة النارية ومليارات الدولارات لتمويل قطاع الصحة العقلية والأمن في المدارس.
ويأمل الديمقراطيون أن يكبح التشريع عنف الأسلحة النارية، بعد أن قتل مسلحون منفردون المتسوقين من ذوي البشرة السمراء في أحد المتاجر، وبعد مجزرة ارتكبت في مدرسة ابتدائية في تكساس الشهر الماضي.
أهداف مشروع القانون
ووفقاً لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، فإن مشروع القانون سيسهم في عمليات التحقق من الخلفية لمشتري السلحة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً، إذ أسهمت سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية لتلك الفئة بحيازة مسلحين بنادق هجومية أدت إلى حوادث شهدتها تكساس.
كما يهدف التشريع أيضاً إلى سد ما يسمى بـ "ثغرة الصديق" وتقييد ملكية السلاح لمرتكبي العنف المنزلي غير المتزوجين من شركائهم، كما سيضع حداً للدول التي تسمح للشرطة أو الأقارب والمعارف بتقديم الالتماسات إلى المحاكم لإصدار أمر بإزالة السلاح إذا كان الفرد يمثل "خطراً".
يشار إلى أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، قادت إقرار مشروع قانون الأسلحة الأكثر شمولاً هذا الشهر، وتحركت بسرعة لتمرير التشريع.
وقالت في بيان الخميس: "كل يوم، يسرق عنف السلاح الأرواح ويدمر المجتمعات. هذه الأزمة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة. قانون المجتمعات الأكثر أماناً من الحزبين هو خطوة إلى الأمام ستساعد في حماية أطفالنا وإنقاذ الأرواح".
وكانت الولايات المتحدة شهدت مؤخراً حوادث إطلاق نار عدة، كان أبرزها الهجوم الذي وقع في منطقة بوفالو بنيويورك حيث سقط 10 ضحايا، والهجوم الذي وقع في مدرسة بولاية تكساس حيث سقط 19 طفلاً ومعلمتيْن.
وتناولت تقارير في الولايات المتحدة ما اعتبرته "حقيقة مزعجة" بشأن هذه الهجمات، فمقارنة بالأعوام السابقة، أصبح منفذوها "أصغر سناً"، إذ يبلغ سن منفذ هجوم بوفالو 21 عاماً، فيما بلغ سن منفذ هجوم تكساس 18 عاماً.