تايوان تشهد أكبر توغل جوي صيني منذ يناير

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة التدريب النفاثة "AIDC T-5 Brave Eagle"محلية الصنع في تايوان - 22 يونيو 2020 - REUTERS
طائرة التدريب النفاثة "AIDC T-5 Brave Eagle"محلية الصنع في تايوان - 22 يونيو 2020 - REUTERS
تايبيه/دبي-رويترزالشرق

أبلغت تايوان، الاثنين، عن أكبر توغلٍ للقوات الجوية الصينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لها منذ يناير الماضي، إذ قالت وزارة الدفاع بالجزيرة إن أوامر صدرت بالإقلاع الفوري لمقاتلات تايوانية لتحذير 30 طائرة في أحدث تصعيد للتوتر.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان تايوان عن وصول وفد أميركي بقيادة عضو مجلس الشيوخ من ولاية إلينوي تامي داكوورث (ديمقراطية)، إلى العاصمة تايبيه، في زيارة لم يُعلن عنها من قبل.

واشتكت تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، على مدى العامين الماضيين من المهام المتكررة للقوات الجوية الصينية بالقرب من الجزيرة الخاضعة للحكم للذاتي، وغالباً ما يكون ذلك في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي، بالقرب من جزر "براتاس" التي تسيطر عليها تايوان.

وتصف تايوان الأنشطة العسكرية المتكررة للصين المجاورة بأنها حرب "المنطقة الرمادية"،  التي تهدف إلى إضعاف القوات التايوانية من خلال جعلها تُسارع على نحو متكرر بإطلاق طائراتها، وأيضاً لاختبار ردود فعل الجزيرة.

أكبر توغل جوي

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن أحدث مهمة صينية شملت 22 مقاتلة، بالإضافة إلى (وسائط) الحرب الإلكترونية والإنذار المبكر، وطائرات مضادة للغواصات.

وحلّقت الطائرات في منطقة إلى الشمال الشرقي من براتاس، وفقاً لخريطة قدمتها الوزارة، رغم أنها بعيدة عن تايوان نفسها.

وذكرت الوزارة أن تايوان أطلقت طائرات مقاتلة لتحذير الطائرات الصينية، ودفعها للابتعاد، بينما جرى نشر أنظمة صواريخ لمراقبتها.

ويعد هذا أكبر توغل منذ أن أبلغت تايوان عن دخول 39 طائرة صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي يوم 23 يناير 2022.

ولم يصدر تعليق فوري من الصين التي وصفت في السابق هذه التحركات، بأنها تدريبات تهدف إلى حماية سيادة البلاد.

ولم يتم إطلاق أي أسلحة نارية، ولم تُحلّق الطائرات الصينية في المجال الجوي لتايوان، ولكن في منطقة تحديد الدفاع الجوي الخاصة بها، وهي منطقة أوسع تراقبها تايوان وتقوم فيها بدوريات تعمل على منحها مزيداً من الوقت للرد على أي تهديدات.

وفد أميركي

والاثنين، قال المتحدث باسم الرئاسة التايوانية زافيير تشانج إن الوفد الأميركي الذي يزور البلاد لمدة 3 أيام، سيلتقي رئيسة تايوان تساي إنج ون، الثلاثاء، لمناقشة "الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والتجاري وجميع القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتايوان"، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وخلال الزيارة، سيلتقي الوفد أيضاً مع رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانج، ووزير الشؤون الاقتصادية وانج مي هوا، قبل مغادرته الأربعاء.

وقال اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين التايوانيين لشبكة "سي إن إن"، إن تايوان والولايات المتحدة قد تبدآن محادثات لتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية "في غضون أسابيع قليلة".

تأتي الزيارة بعد أن قام الرئيس جو بايدن مؤخراً بأول رحلة رئاسية له إلى آسيا، وجدد النقاش بشأن الموقف الدبلوماسي للولايات المتحدة تجاه تايوان والبر الرئيسي للصين.

بايدن يتعهد بحماية تايوان

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر، الثلاثاء، أن خرقاً مماثلاً للنظام العالمي كما حدث في أوكرانيا (في إشارة إلى تايوان) سيستدعي رداً أميركياً قاسياً، وذلك بعد يوم من تلويحه بالتدخل عسكرياً إذ غزت بكين تايبيه.

وخلال جولته الأولى في آسيا منذ توليه منصبه، وجه بايدن رسائل طمأنة للحلفاء الآسيويين بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عنهم، وسط مخاوف من دور صيني متعاظم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأكد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لاستخدام القوة للدفاع عن تايوان، وأوضح خلال تصريح في اليوم التالي أنه لا تغيير في السياسة الأميركية حول الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

بدورها، أعربت تايوان عن ترحيبها وشكرها لإعادة تأكيد الرئيس الأميركي على التزام واشنطن إزاء تايوان.

وأشارت الخارجية التايوانية في بيان، إلى أن تايبيه ستواصل تعزيز دفاعاتها وتعميق تعاونها مع دول، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان، من أجل حماية سلامتها.

وفي ردها على تعهدات بايدن، أعلنت الصين استعدادها للدفاع عن مصالحها الوطنية في ما يتعلق بتايوان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين "لا ينبغي لأحد أن يسيء تقدير عزيمة الشعب الصيني الحازمة وإرادته القوية في الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي" الصين، مضيفاً "في ما يتعلّق بالقضايا التي تمسّ المصالح الجوهرية للصين، بما في ذلك سيادتها ووحدة أراضيها، لا مجال للتسوية أو التنازل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات