السلطة الفلسطينية تحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد.. وتل أبيب تتوعد بـ"رد قاسٍ"

time reading iconدقائق القراءة - 8
قوات الأمن الإسرائيلية بموقع إطلاق النار بحي سلوان في القدس. 28 يناير 2023 - AFP
قوات الأمن الإسرائيلية بموقع إطلاق النار بحي سلوان في القدس. 28 يناير 2023 - AFP
القدس/ دبي -الشرقوكالات

حمّلت السلطة الفلسطينية، السبت، حكومة إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن "التصعيد الخطير" في الأوضاع الميدانية، فيما حذّر مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى من أن رد تل أبيب على هجومين نفذهما فلسطينيان استهدفا إسرائيليين بالقدس، سيكون "سريعاً وقاسياً".

وأصيب إسرائيليان بجروح، صباح السبت، في إطلاق نار في حي سلوان قرب البلدة القديمة بالقدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره وأصيب بدوره برصاص الشرطة، غداة اعتداء على كنيس بمستوطنة "النبي يعقوب"، أودى بحياة 7 إسرائيليين، وقُتل منفذه.

وقالت السلطة الفلسطينية في بيان صادر عن اجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس لبحث التطورات السياسية والاتصالات الدولية الجارية، إنها تحمل حكومة إسرائيل "المسؤولية الكاملة على التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع بسبب جرائمها التي وصلت إلى 31 ضحية خلال الشهر الجاري، واستمرارها في ممارساتها الاستيطانية الاستعمارية".

واعتبر البيان أن "هذه السياسات هي نتاج لتنصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقعة وانتهاكها لقرارات الشرعية الدولية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
 
وحذرت السلطة الفلسطينية، حكومة إسرائيل، من "الاستمرار بهذا النهج الذي سيؤدي للمزيد من التدهور، ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها".

ودعا بيان السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى "إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف أعمالها الأحادية الجانب، الأمر الذي يشكل المدخل العملي لإعادة الاعتبار للمسار السياسي".

إسرائيل تتوعد

ومن المقرر أن تجتمع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة، التي تضم أحزاباً يمينية متشددة، دعت إلى اتخاذ إجراءات أقوى في مواجهة الفلسطينيين، في وقت لاحق، السبت.

وحث نتنياهو السكان على عدم الثأر بأيديهم، قائلاً إنه تقرر اتخاذ إجراءات وإن مجلس الوزراء سيجتمع، السبت.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، عن  مصدر سياسي رفيع المستوى لم تذكر اسمه، قوله إن الرد الإسرائيلي على عمليتي مستوطنة "النبي يعقوب"، وحي سلوان "سيكون سريعاً وقاسياً". 

وأضاف أنه من بين الإجراءات المطروحة "تكثيف تواجد القوات العسكرية في الميدان، وسد منازل الإرهابيين فوراً واعتقال أفراد عائلاتهم، والعمل على سن قانون يتيح إبعاد الإرهابيين وأبناء عائلاتهم. كما يتم بحث تعجيل الإجراءات الضرورية لإصدار تصاريح حمل السلاح للمواطنين"، وفق تعبيره.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات إسرائيلية داهمت منزل منفذ هجوم سلوان محمد عليوات البالغ من العمر 13 عاماً، واعتقلت 3 من أقربائه، بينهم والداه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، السبت، أنه قرر تعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة بعد الهجوم الذي استهدف مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس.

وقال الجيش، في بيان، إنه "بعد تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع، تقرر تعزيز فرقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بكتيبة إضافية".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينشر 3 كتائب إضافية في الضفة الغربية وسط توترات متصاعدة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوضحت الصحيفة أن الكتائب التي يجري نشرها هي كتيبة المظليين 101، كتيبة استطلاع المظليين، والكتيبة 17 من مدرسة مهن سلاح المشاة وقادة الفرق.

دعوات لوقف التصعيد

وقالت وزارة الخارجية السعودية، السبت، إن المملكة تحذر من المزيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الهجوم على كنيس يهودي في القدس.

وجاء في بيان للوزارة أن السعودية حذرت "من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المزيد من التصعيد الخطير، والمملكة إذ تدين كل استهداف للمدنيين، لتؤكد ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال".

ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إسرائيل، إلى عدم اللجوء إلى استخدام القوة المميتة إلّا "كملاذ أخير"، مندداً "بشدّة" بهجومين نفذهما فلسطينيان، الجمعة والسبت.

وقال إن "الاتحاد الأوروبي قلق جداً من تصاعد التوترات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ندعو الطرفين إلى بذل قصارى جهدهما لوقف التصعيد، وإعادة إطلاق التنسيق على المستوى الأمني وهو أمر ضروري لمنع نشوب مزيد من أعمال العنف"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وأدان البيت الأبيض والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إطلاق النار الذي وقع، الجمعة، بالتزامن مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، إذ عبرا عن قلقهما إزاء التصعيد الراهن للعنف وحضا على "أقصى درجات ضبط النفس".

وجاء إطلاق النار قبل أيام من زيارة مزمعة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل والضفة الغربية.

وأدان الأردن ومصر والإمارات هجوم القدس، الذي أودى بحياة 7 إسرائيليين.

تصاعد المواجهات

وجاء الهجومان في أواخر شهر شهد تصاعد المواجهات، كما وقعا في أعقاب غارة إسرائيلية في جنين هي الأعنف في الضفة الغربية منذ سنوات أسفرت عن مصرع 9 فلسطينيين، وإطلاق نار عبر الحدود بين إسرائيل وغزة فاقم المخاوف من تزايد إراقة الدماء.

ويعد إطلاق النار، الجمعة، أمام كنيس يهودي، أكثر هجوم يسقط ضحايا في مدينة القدس ومحيطها منذ عام 2008. وقالت الشرطة إن منفذه هو المسلح الفلسطيني خيري علقم (21 عاماً) من سكان القدس. ووقع الهجوم في منطقة سيطرت عليها إسرائيل بعد حرب عام 1967.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن منفذ الهجوم، حاول الفرار بسيارة لكن الشرطة طاردته وقتلته بالرصاص. وقالت إنه تم القبض على 42 فلسطينياً، من بينهم أفراد من عائلة منفذ الهجوم. 

انتقاماً للجد

ذكر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أن خيري علقم (21 عاماً)، الذي نفذ الهجوم بالحي الاستيطاني في القدس الشرقية، هو حفيد خيري علقم الذي قتله متطرف يهودي يميني في القدس طعناً منذ 25 عاماً.

ولقي الجد خيري علقم حتفه عام 1998 في شارع شبتاي إسرائيل بالقدس على يد متطرف يهودي كان يلقب بـ"الطاعن المتسلسل"، وتم اتهامه بقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 6 آخرين بجروح، وكان على علاقة وطيدة مع من أصبح اليوم وزير الأمن الوطني في إسرائيل إيتمار بن جفير.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، السبت، إن فتى عمره 13 عاماً من القدس الشرقية فتح النار وأصاب اثنين قبل أن يصاب برصاص أطلقه بعض المارة.

وأعلنت السلطة الفلسطينية، التي لها صلاحيات حكم محدودة في الضفة الغربية، إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل، في أعقاب اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين. 

وتصاعد العنف في الضفة الغربية بعد سلسلة من الهجمات في إسرائيل العام الماضي. وبدأت السلسلة الأحدث من العنف خلال ولاية الحكومة الائتلافية السابقة، واستمرت بعد انتقال السلطة إلى حكومة نتنياهو اليمينية، والتي تضم أحزاباً ترغب في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وقبل إطلاق النار، الجمعة، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 30 فلسطينياً هذا العام 2023.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات