إعادة ربط محطة "زابوروجيا" بشبكة الكهرباء الأوكرانية

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة زابوروجيا للطاقة النووية خارج مدينة إنرهودار الخاضعة للسيطرة الروسية في منطقة زابوروجيا جنوب شرق أوكرانيا- 22 أغسطس 2022 - REUTERS
محطة زابوروجيا للطاقة النووية خارج مدينة إنرهودار الخاضعة للسيطرة الروسية في منطقة زابوروجيا جنوب شرق أوكرانيا- 22 أغسطس 2022 - REUTERS
كييف/ دبي-الشرقوكالات

أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجوأتوم"، الجمعة، إعادة ربط المحطة النووية العملاقة في زابوروجيا (جنوب) بالشبكة الكهربائية للبلاد بعد فصلها عنها الخميس، بينما لا تزال تخضع لسيطرة القوات الروسية، ويتعرّض موقعها للقصف.

وقالت "إنرجوأتوم" عبر تطبيق "تليجرام" إنّ "أحد مفاعلات محطة زابوروجيا الذي أوقف بالأمس أعيد ربطه بشبكة الكهرباء اليوم"، الجمعة عند الساعة 14:04 (11:04 بتوقيت جرينتش)، مؤكّدة أن أنظمة الأمان تعمل بصورة طبيعية.

وأضافت أنّ المفاعل الذي أعيد ربطه "ينتج الكهرباء لسدّ حاجات أوكرانيا. ويجري العمل حالياً على زيادة قوّة" المفاعل.

وأكدت "إنرجوأتوم" أنّ "العاملين في محطة زابوروجيا هم حقاً أبطال" يسهرون على "الأمن النووي في أوكرانيا خصوصاً وأوروبا عموماً".

وفي وقت سابق، قالت الشركة المُشغّلة للمحطات النووية الأربع في البلاد، إن "أعمالاً تحضيرية تجري لإعادة وصل وحدتين بالشبكة في محطة زابوروجيا" الأكبر في أوروبا، لافتة إلى أنّه كان يجري إمداد المحطّة عبر خطّ آخر من شبكة الكهرباء الأوكرانية.

تجنب "كارثة إشعاعية"

والخميس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مولدات الديزل الاحتياطية "تم تشغيلها على الفور" في المحطة لتجنب "كارثة إشعاعية".

وأضاف في خطابه الليلي بالفيديو: "لا بد أن يدرك العالم نوعية هذا التهديد: إذا لم تُشغل مولدات الديزل، وإذا لم يستجب نظام التشغيل الآلي وموظفونا بالمحطة بعد انقطاع التيار الكهربائي، فسنضطر بالفعل لمواجهة تداعيات الإشعاع 

ويجري تركيب المولدات لتزويد مضخات التبريد بالطاقة لمنع ارتفاع درجة حرارة الوقود في حال انقطاع التيار الكهربائي.

وحذر زيلينسكي من أن "روسيا وضعت أوكرانيا وجميع الأوروبيين في موقف على بعد خطوة واحدة من كارثة إشعاعية"، مشدداً على ضرورة السماح لمسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بالوصول على وجه السرعة إلى الموقع.

انقطاع لأول مرة

وقالت "إنيرجوتوم" في بيان، الخميس، إن حرائق اندلعت في محطة طاقة حرارية قريبة تسببت في فصل مرتين لآخر خط كهرباء متبقي للمحطة النووية.

وأضافت أن الخطوط الثلاثة الأخرى بالمحطة "فقدت في وقت سابق خلال الصراع".

وأنحت الشركة الأوكرانية بالمسؤولية على روسيا في انقطاع الاتصال، قائلة: "تسببت تصرفات الغزاة في فصل كامل لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية عن شبكة الطاقة، لأول مرة في تاريخ المحطة".

من جانبه، قال وزير الطاقة الأوكراني هيرمان هالوشينكو، الخميس، إن استمرار وجود القوات الروسية في المحطة وبالقرب منها "سبب دائم لكارثة نووية محتملة".

وشدد على أن "أحداث اليوم هي تأكيد آخر على ذلك"، مضيفاً: "من مستعد لتحمل مسؤولية أمن الغد؟".

وناشد هالوشينكو المجتمع الدولي ضمان السلامة النووية، قائلاً إن "إنهاء الاحتلال بشكل عاجل ونزع السلاح من محطة زابوروجيا النووية هو السبيل الوحيد لأوروبا للنوم بسلام وعدم الخوف من السحب النووية في سماءها".

قلق في كييف

وعبر سكان في العاصمة كييف، على بعد نحو 556 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من المحطة، عن قلقهم إزاء هذا الوضع.

وقال رجل الأعمال فولوديمير (35 عاماً)، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل: "بالطبع الجميع خائفون والعالم بأسره خائف. أود أن يصبح الوضع سلمياً مرة أخرى... أريد التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتشغيل مرافق إضافية".

في المقابل  حمَّل فلاديمير روجوف، المسؤول المعين من روسيا في بلدة إنيرهودار المحتلة بالقرب من المحطة، الجيش الأوكراني مسؤولية الحادث، قائلاً إنّ الجيش الأوكراني تسبب في حريق في غابة بالقرب من المحطة. وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن بلدات في المنطقة لعدة ساعات.

بعثة تفتيش أممية

وتسعى الأمم المتحدة لزيارة المحطة ودعت إلى نزع سلاح المنطقة. وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إنّ مسؤولي الوكالة "قريبون جداً جداً" من السماح لهم بزيارة زابوروجيا.

ونقلت وسائل إعلام، الخميس، عن مستشارة وزير الطاقة لانا زيركال قولها إنّ بعثة تفتيش تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية من المتوقع أن تصل إلى المحطة "الأسبوع المقبل".

وقالت: "حتى لو قبِل الروس أن تسافر البعثة عبر الأراضي الأوكرانية، هم يخلقون عقبات بشكل مصطنع حتى لا تتمكّن من الوصول إلى هذه المنشأة".

وحذّر خبراء نوويون من مخاطر وقوع ضرر بأحواض الوقود النووي المستنفد بالمحطة أو مفاعلاتها. وقد يؤدي انقطاع الكهرباء اللازمة لتبريد الأحواض إلى حدوث كارثة.

وقال بول براكن خبير الأمن القومي والأستاذ في كلية "يال" للإدارة، إن القلق ناجم عن أن تثقب قذائف المدفعية أو الصواريخ جدران المفاعل وتنشر الإشعاع على نطاق واسع، مثلما وقع في حادثة مفاعل تشرنوبيل عام 1986.

وأضاف براكين أن حدوث عطل في محطة زابوريجيا يمكن أن "يقتل مئات أو آلاف الأشخاص ويلحق أضراراً بيئية بمناطق أوسع كثيراً تصل إلى أوروبا".

اتهامات متبادلة

وتخضع المحطة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، للسيطرة الروسية منذ مارس، وأثارت الاشتباكات حول المجمع مخاوف واسعة النطاق من وقوع كارثة.

وتتبادل موسكو وكييف منذ أسابيع الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا التي تضمّ 6 مفاعلات نووية تبلغ قدرتها الإجمالية 6000 ميجاواط، وتسيطر عليها القوات الروسية منذ مارس الماضي.

وتتهم أوكرانيا روسيا بتخزين أسلحة ثقيلة في محطة زابوريجيا وباستخدامها قاعدة لشنّ ضربات على مواقع أوكرانية.

وتنفي موسكو من جهتها تخزين أسلحة في المحطة وتؤكد أنها لم تنشر فيها سوى قوات لضمان سلامتها. وتتهم روسيا بدورها القوات الأوكرانية باستهداف المحطة بغارات تشنّها طائرات مسيّرة.

ودعت الأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المحطة لضمان أمن الموقع والسماح بعمليات تفتيش.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات