تداعيات الجائحة تتصاعد.. النمسا فارغة بعد الإغلاق وصدامات بهولندا وبلجيكا

time reading iconدقائق القراءة - 4
شخص يسير على طول طاولات مهجورة في مطعم مغلق حيث فرضت الحكومة النمساوية الإغلاق الرابع بسبب كورونا في فيينا، النمسا - 22 نوفمبر 2021 - REUTERS
شخص يسير على طول طاولات مهجورة في مطعم مغلق حيث فرضت الحكومة النمساوية الإغلاق الرابع بسبب كورونا في فيينا، النمسا - 22 نوفمبر 2021 - REUTERS
فيينا-أ ف ب

بدأت النمسا، الاثنين، فرض إغلاق جديد بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، في إجراء غير مسبوق في أوروبا منذ بدء حملة التلقيح المكثّفة.

وتأتي هذه الخطوة على غرار بلجيكا وهولندا، حيث أدّت إعادة فرض تدابير للحد من انتشار كوفيد-19 إلى وقوع صدامات بين الشرطة ومحتجين.

وأضحت فيينا من جديد مدينة "ميتة"، حيث أغلقت المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل، وتم استثناء المدارس، وساد الصمت في العاصمة وسائر البلاد الاثنين.

وفي أوروبا، تعد النمسا أول دولة تعاود حجر سكانها بالكامل، منذ تم توفير اللقاحات للسكان على نطاق واسع.

وفُرض الحجر المنزلي على نحو 8,9 ملايين شخص باستثناء حالات معينة، مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة وتلقي الرعاية الطبية. 

وكذلك، يمكن الذهاب إلى العمل واصطحاب الأطفال إلى المدرسة، لكن السلطات دعت إلى إبقائهم في المنزل.

"وهم نهاية الوباء"

وكان هذا السيناريو غير وارد قبل بضعة أسابيع، بعدما أعلن المستشار المحافظ السابق سيباستيان كورتس انتهاء الوباء، على الأقل بالنسبة للملقحين.

ولم يرغب خلفه ألكسندر شالنبرج الذي تولى منصبه في أكتوبر الماضي، في "أن يناقض هذه الرسالة وتبنى لفترة طويلة الوهم" بأن كل شيء على ما يرام، بحسب المحلل السياسي توماس هوفر.

وأمام ارتفاع عدد الإصابات إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية انتشار الوباء، استهدف المستشار النمساوي في البداية غير المُلقحين ومنعهم من دخول الأماكن العامة، ثم فرض عليهم قيوداً على الخروج من منازلهم. 

وأشار إلى أن نسبة التطعيم "منخفضة بشكل مخجل"، إذ تبلغ 66% في مقابل 75% في فرنسا على سبيل المثال.

واضطر بعد ذلك إلى اتخاذ هذه التدابير "الجذرية" التي كانت مستبعدة في البداية. فبالإضافة إلى هذا الحجر المقرر حتى 13 ديسمبر المقبل، سيصبح تطعيم السكان البالغين إلزامياً اعتباراً من الأول من فبراير عام 2022، وهو ما أقرته دول قليلة في العالم حتى الآن.

وندد هوفر بحالة "الفوضى"، منتقداً "عدم وجود خطة واضحة للحكومة".

وكانت ردة الفعل سريعة، إذ تظاهر السبت نحو 40 ألف شخص منددين بـ"الديكتاتورية"، تلبية لدعوة أطلقها حزب اليمين المتطرف، بينما كان عدد من النمساويين يتسوقون قبل إغلاق المتاجر.

وحذر وزير الداخلية كارل نهامر، الأحد، من أنه إلى جانب "المواطنين القلقين" يوجد آخرون "يتطرفون". والاثنين، في لينز (شمال)، حشدت مسيرة أخرى آلاف المتظاهرين.

تكرار المعاناة

وفي أوروبا التي صارت مرة أخرى بؤرة الوباء، بعد ارتفاع عدد الاصابات، عاد فرض التدابير والتعبير عن الاستياء.

ولليلة الثالثة على التوالي، اندلعت الاضطرابات في هولندا الأحد، وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية وألحقوا أضراراً جسيمة في إنشيده، بالقرب من الحدود الألمانية، وفي جرونينجن وليوفاردن في الشمال وتيلبورج في الجنوب.

وأثارت الحكومة الهولندية الغضب، مع فرض إغلاق جزئي يتضمن سلسلة من التدابير الصحية التي تتعلق خصوصا بقطاع المطاعم، والتي ينبغي أن تغلق أبوابها عند الساعة الثامنة مساء. وتنوي كذلك منع الأشخاص غير الملقحين من دخول أماكن معينة للحد من انتقال العدوى.

في بروكسل أيضاً، نشبت الأحد صدامات خلال تجمع ضم نحو 35 ألف متظاهر رافض للتدابير الجديدة، وفقاً للشرطة.

وأعلنت بلجيكا تعميم وضع الكمامة، وتنوي كذلك جعل العمل عن بُعد إلزامياً للوظائف التي تسمح بذلك، من أجل وقف انتشار الوباء في البلاد.

اقرأ أيضاً: