مصدر لـ"الشرق": مصير حكومة لبنان معلق بصراع واشنطن وإيران "في انتظار بايدن"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في اجتماع مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا - 9 ديسمبر 2020 - AFP
رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في اجتماع مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا - 9 ديسمبر 2020 - AFP
بيروت -الشرق

كشف مصدر سياسي لبناني مطلع أن تشكيل الحكومة اللبنانية "مرتبط بعوامل خارجية تتمثل تحديداً في الخلافات بين واشنطن وطهران".

وقال المصدر لـ"الشرق" إن "مصير الحكومة معلق بالصراع السياسي (الأميركي - الإيراني) في المنطقة، في انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن" لمقاليد الأمور بالولايات المتحدة، في العشرين من الشهر الجاري.

ويدخل لبنان العام الجديد وسط عدد من الأزمات العالقة، أبرزها تشكيل الحكومة، وهو الملف الذي تترتب عليه استحقاقات مهمة، بما في ذلك مواجهة تداعيات الضائقة المالية، والتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.  

وعلى الرغم من تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون لسعد الحريري زعيم تيار المستقبل بتشكيل الحكومة منذ أكتوبر الماضي، والجهود الدولية في هذا الصدد التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلا أن الخلافات بين الأطراف اللبنانية حالت حتى اللحظة، دون التوافق على شكل هذه الحكومة.

ويتركز الخلاف بين الحريري من جانب، والرئيس عون والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه صهر الرئيس جبران باسيل من جانب آخر، حول عدد الحقائب الوزارية وتوزيع الحصص.

الأزمة المالية

ويعد تشكيل الحكومة أساسياً للدفع باتجاه خروج لبنان من الأزمة المالية، لا سيما أن المبادرة الفرنسية اشترطت من أجل تقديم المساعدات تشكيل حكومة من الاختصاصيين قادرة على التفاوض مع الدائنين من أجل استحقاقات سندات "اليوروبوند" وتحديات إعادة ودائع المواطنين. 

 ومن التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، في حال تشكيلها، التدقيق الجنائي المالي الذي بات يستند إلى قانون صدر مؤخراً عن البرلمان قضى برفع السرية المصرفية عن المصرف المركزي والمؤسسات العامة والوزارات بصورة استثنائية ولمدة عام واحد.

ومن التحديات أيضاً التي تواجه لبنان نتائج التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس الماضي، والتي دخلت في أروقة التجاذب السياسي جراء مطالبة وزيرين سابقين هما علي حسن خليل وغازي زعيتر بتنحية المحقق العدلي القاضي فادي صوان عن الملف وتعيين قاضٍ آخر.

وكان صوان ادعى على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، و3 وزراء سابقين بتهمة الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة وإصابة آلاف الأشخاص.

ترسيم الحدود البحرية

وتمثل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية تحدياً آخر أمام الحكومة المقبلة، ففي 14 أكتوبر الماضي عُقدت الجولة الأولى من هذه المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بوساطة أميركية، فيما عقدت الجولتان الثانية والثالثة يومي 28 و29 من الشهر نفسه. 

أما الجولة الرابعة من المفاوضات فانعقدت في 11 نوفمبر في الناقورة جنوبي لبنان، في جولة هي الأطول إذ دامت 5 ساعات، وأظهرت أن كل فريق ثابت على المعطيات التي قدمها في الجولة ما قبل الأخيرة من خرائط ودراسات في هذا الشأن، وأنهما ينتظران  أي تقدم في المفاوضات عن طريق الوسيط الأميركي والراعي المتمثل في الأمم المتحدة.