كوريا الشمالية تجري أكبر تجربة صاروخية منذ 2017

time reading iconدقائق القراءة - 5
اختبار لإطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بمكان غير معروف في كوريا الشمالية- 5 يناير 2022 - via REUTERS
اختبار لإطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بمكان غير معروف في كوريا الشمالية- 5 يناير 2022 - via REUTERS
سيول-أ ف ب

أطلقت كوريا الشمالية، الأحد، "أقوى صاروخ" لها منذ العام 2017 بحسب ما أعلنت سيول، فيما نددت واشنطن بالتجربة الصاروخية، ودعت بيونج يانج إلى "الكف عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار".

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إنها رصدت فجر الأحد إطلاق "صاروخ بالستي متوسط المدى بزاوية عالية باتجاه الشرق"، مشيرة إلى أنه "قطع مسافة 800 كيلومتر في 30 دقيقة، وطار على ارتفاع ألفي كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان".

من جانبها، أكدت اليابان أن الأمر يتعلق بصاروخ متوسط أو طويل المدى. وذكر المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، أن طوكيو "احتجت بشدة على كوريا الشمالية"، متهمة إياها "بتهديد أمن اليابان وسلمها" بهذه الاختبارات.

وذكر بيان للقيادة العسكرية الأميركية بمنطقة المحيطين الهادئ والهندي، الأحد، أن تقييمها للتجربة الصاروخية يشير إلى أنها "لم تمثل تهديداً مباشراً لأراضي الولايات المتحدة أو أفرادها أوحلفائها".

تجارب متكررة

وأطلق الصاروخ من مقاطعة جاجانج الشمالية، أي مِن حيث كانت كوريا الشمالية أطلقت أيضاً ما تزعم أنها صواريخ فرط صوتية. 

وشرعت بيونج يانج منذ بداية العام، في سلسلة جديدة من الاختبارات، شملت صواريخ فرط صوتية، وذلك في أعقاب خطاب ألقاه كيم جونج أون في ديسمبر، جدد فيه التزامه بتحديث الجيش. وكانت بيونج يانج أجرت اختبارين آخرين هذا الأسبوع، وأربع تجارب أخرى هذا الشهر.

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، صوراً لكيم خلال زيارته مصنعاً للذخيرة، بعد أسبوع على تهديد بيونج يانج باستئناف تجاربها للصواريخ النووية والبالستية طويلة المدى التي علّقتها منذ 2007.

وقالت المحللة في مؤسسة "راند" سو كيم، إن كوريا الشمالية "تسرع تدريجاً" الآن اختبار أسلحتها. واعتبرت أن "كيم كبحَ شهيته" في ما يتعلق بـ"الاختبارات والاستفزاز".

وأضافت: "الوقت حان الآن، وعمليات الإطلاق الصاروخية المتكررة تُضيف مشكلة أخرى إلى لائحة ضخمة بالفعل من التحديات الدولية التي تواجه واشنطن".

وقال ليف إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها، إن "نظام كيم يستمع لما يقال في الخارج عن ضعفه الداخلي". وتابع: "بالتالي فهو يريد أن يذكّر واشنطن وسيول بأن أي محاولة لإطاحته ستكون مكلفة جدا". 

"مرحلة حسّاسة"

وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالمية، واستدعت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة رداً على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.

وآخر مرة أجرت فيها كوريا الشمالية عدداً كبيراً من التجارب في 2019 بعد انهيار المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب.

ووصلت المحادثات بين البلدين إلى طريق مسدود، وأصبح اقتصاد بيونج يانج يعاني جراء العقوبات الدولية، وإغلاق الحدود الذي فرضته كوريا الشمالية على نفسها في مواجهة كوفيد-19.

ويستعرض النظام الكوري الشمالي قدراته العسكرية، ويواصل تجاهل عرض الولايات المتحدة لإجراء محادثات.

ويأتي هذا في مرحلة حسّاسة تشهدها المنطقة، إذ تستضيف الصين الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في مارس

ويبدو النظام الكوري الشمالي عازماً أكثر من أي وقت مضى على تعزيز قدراته العسكرية في ظلّ الأزمة الاقتصادية القوية التي تمرّ بها بيونج يانج.

وفي الفترة الأخيرة، استأنف النظام الكوري الشمالي مبادلاته التجارية مع الصين، وتمثل ذلك في وصول قطار بضائع من كوريا الشمالية إلى مدينة داندونج الصينية الحدودية للمرة الأولى منذ مطلع 2020.

وتستعد بيونج يانج للاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد والد كيم، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل في فبراير، ثم الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ الزعيم المؤسس للبلاد، في أبريل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات