أوكرانيا تتهم روسيا باستخدام قنابل فسفورية.. وارتفاع عدد ضحايا أوديسا

time reading iconدقائق القراءة - 10
صور وزعتها هيئة خدمات الطوارئ الأوكرانية للمباني المدمرة في أوديسا جراء ضربة صاروخية روسية – 1 يوليو 2022 - AFP
صور وزعتها هيئة خدمات الطوارئ الأوكرانية للمباني المدمرة في أوديسا جراء ضربة صاروخية روسية – 1 يوليو 2022 - AFP
كييف/ سيرجييفكا -وكالات

اتهم الجيش الأوكراني، القوات الروسية، الجمعة بإطلاق قنابل فوسفورية على جزيرة الثعبان في البحر الأسود والتي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها من الجيش الروسي، الخميس، فيما وصلت حصيلة الهجمات التي استهدفت أوديسا إلى 21 ضحية.

وأعلن قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني على تليجرام أنه "قرابة الساعة 18.00، نفذت القوات المسلحة الروسية مرتين ضربة جوية مستخدمة قنابل فوسفورية على جزيرة الثعبان"، متهماً موسكو بـ"عدم احترام التصريحات التي أدلت بها".

وكان الجيش الروسي أعلن، الخميس، الانسحاب من هذه الجزيرة الاستراتيجية "في بادرة حسن نية" بعدما "أتم الأهداف المحددة".

وأضاف زالوجني "الأمر الوحيد الذي يبدو فيه العدو منسجماً مع نفسه هو دقته الدائمة في توجيه الضربات".

وأرفق رسالته بمقطع مصور يظهر طائرة تحلق فوق جزيرة الثعبان وتلقي قنبلتين على الأقل أصابتا هدفهما. ويعقب ذلك تصاعد ألسنة بيضاء في الأجواء تشير إلى استخدام قنابل فوسفورية.

والقنابل الفوسفورية أسلحة حارقة يحظر استعمالها ضد المدنيين ولكن ليس ضد أهداف عسكرية، وذلك بموجب اتفاقية وُقعت في عام 1980 في جنيف.

وسبق أن اتهمت كييف، موسكو، مراراً باستخدام هذه الأسلحة منذ نهاية فبراير حتى ضد مدنيين، الأمر الذي نفاه الجيش الروسي بشكل قاطع.

هجمات على أوديسا

وسقط 21 شخصاً، الجمعة، في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا نفّذتها ليلاً قاذفات استراتيجية، في هجوم وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ترهيب".

وأعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني، أن طائرات توبوليف من طراز "تو-22"، وهي قاذفات استراتيجية تعود لحقبة الحرب الباردة، ومصمّمة لحمل شحنات نووية، أطلقت من فوق البحر الأسود صواريخ "كيه إتش 22" استهدفت مبنى سكنياً وأبنية سياحية.

وبحسب حصيلة جديدة أوردتها أجهزة الإغاثة الأوكرانية على تليجرام، مرفقة بصور لمبنى مدمّر بغالبيته أوقعت الضربة التي استهدفت المبنى السكني 16 ضحية و38 جريحاً بينهم ستة أطفال، فيما أوقعت الضربة التي استهدفت المجمّع السياحي خمسة ضحايا بينهم طفل، وجريحاً واحداً.

وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط 19 شخصاً.

والمبنى المؤلف من تسع طوابق يقع في منطقة "بيلجورود - دنييستر" التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً نحو مدينة أوديسا، وفق المتحدث باسم السلطات المحلية سيرجي براتشوك.

 "ترهيب روسي"

وقال الرئيس الأوكراني لدى استقباله رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور "إنها ضربة محددة الهدف ومتعمدة من جانب روسيا، لنكن صريحين إنه ترهيب روسي ضد مدننا وقرانا وضد شعبنا من بالغين وأطفال".

من جهته أطلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، تغريدة جاء فيها "أدعو شركاءنا لإمداد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ بأسرع وقت ممكن. ساعدونا في إنقاذ الأرواح"، واصفاً روسيا بأنها "دولة إرهابية".

ورداً على سؤال حول الضربات شدّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن "القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية" في أوكرانيا.

وفي برلين دانت الحكومة الألمانية الهجوم، وقال المتحدث باسمها شتيفن هيبشترايت إن "الجانب الروسي الذي يتحدث مرة جديدة عن أضرار جانبية لا إنساني ووقح".

وتابع المتحدث الألماني "يظهر لنا هذا الأمر مرة جديدة وبصورة وحشية أن المعتدي الروسي يقبل عمداً موت المدنيين" داعياً "الشعب الروسي إلى مواجهة هذه الحقيقة في النهاية".

صواريخ كروز سوفيتية

وصواريخ "كيه إتش 22" التي استخدمت، الجمعة، في الضربات بحسب العسكريين الأوكرانيين هي صواريخ كروز سوفيتية مضادة للسفن تعود لحقبة الحرب الباردة ومصممة لضرب المجموعة البحرية المرافقة لحاملات الطائرات.

وبحسب الجيش الأوكران، فإن هذا النوع من الصواريخ هو نفسه الذي استخدم في قصف مركز تجاري، الاثنين الماضي، في وضح النهار في كريمنتشوك، في وسط أوكرانيا على بعد 200 كلم من الجبهة، ما أوقع 19 ضحية على الأقل وفق آخر حصيلة.

والجمعة أورد حاكم منطقة ميكولايف، فيتالي كيم، أن القوات الروسية أطلقت 12 صاروخاً على هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، دون أن يعطي حصيلة للخسائر البشرية أو المادية.

جاء الهجوم الصاروخي بعدما وعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد، الخميس.

 عودة الستار الحديدي

والجمعة أعلنت النرويج مساعدات لأوكرانيا بعشرة مليارات كرونة (نحو مليار يورو)، مخصصة للأسلحة.

وأكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أن "الواقع أن الستار الحديدي يرتسم" مستعيداً العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.

جاء كلام لافروف رداً على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء" فيما ندد الحلف بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما "لزعزعة استقرار النظام العالمي".

روايات متضاربة

ورحبت أوكرانيا، الخميس، بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.

وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وتقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.

إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماماً. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه "بات عاجزاً عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيليسكي، مساء الخميس، إن "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود".

وضع "صعب" في دونباس

في المقابل أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعباً للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.

والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن "القوات (الروسية) أصبحت عند مشارف ليسيتشانسك. الجيش الأوكراني يتكبّد خسائر فادحة".

وعلى تليجرام أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جايداي، أن "الإجلاء من ليسيتشانسك متعذّر في الوقت الراهن" لأن الروس "يحاولون تطويق جيشنا من جهتي الجنوب والغرب" قرب المدينة.

"في النهار وفي الليل"

ومن أمام المبنى الذي تقطنه، قالت شاهدة مقيمة في سيفرسك الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من ليسيتشانسك طلبت عدم كشف هويتها "القصف ينفّذ في النهار كما في الليل".

وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك إحدى محافظتي منطقة دونباس التي تريد موسكو السيطرة عليها كلياً.

وفي منطقة خاركوف (شمال-شرق) أعلن الحاكم أوليج سينيجوبوف، الجمعة، سقوط أربعة ضحايا وثلاثة جرحى في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة (ثلاثة قتلى وجريحان في إيزيوم، قتيل وجريح في تشوهويف).

في خيرسون جنوباً، ضربت مروحيات أوكرانية "تجمعاً للقوات والعتاد العسكري عائدة للعدو" قرب بلدة بيلوزيركا على ما أفاد الجيش الأوكراني الجمعة، مشيراً إلى سقوط "35 قتيلاً" في صفوف الجنود الروس وتدمير آليات مدرعة تابعة للعدو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات