تبحث قاعات الفن التشكيلي في القاهرة، عن رئة جديدة لتنشيط حركة اقتناء الأعمال الفنية التي تضررت بسبب حالة الإغلاق والركود الاقتصادي الذي خلفته جائحة كورونا.
ويتجلى ذلك في فعاليات الدورة الثانية من معرض مصر الدولي للفنون "إيجيبت آرت فير"، التي افتتحت، الجمعة، في أحد فنادق القاهرة الجديدة، وهو الحدث الذي يمتد لثلاثة أيام وتشترك فيه 18 قاعة عرض، وأكثر 120 فناناً مصرياً ودولياً.
وتسعى قاعات الفن التشكيلي خلف نخبة جديدة من مقتني الأعمال الفنية صغيرة الحجم معتدلة السعر، وهي نخبة جديدة تختلف عن الجمهور الاعتيادي الذي يزور قاعات الزمالك ووسط المدينة.
فرصة ذهبية
وقال مدير قاعة إبداع، نبيل أبو الحسن: "يتميز إيجيبت أرت فير بأنه يضم عدداً كبيراً من الفنانين ومجموعة من أكبر قاعات العرض في مصر والوطن العربى، وهو أيضاً يخاطب جمهور مختلف، ومقتنين غير تقليديين، فهو من جهة يوفر لمحبي الأعمال الفنية فرصة ذهبية لمشاهدة أكبر كم من الأعمال والاتجاهات في حيّز واحد".
وتقوم فكرة "إيجيبت آرت فير" على أن تختار قاعات العرض المجموعة الفنيّة في جناحها من كافة الأجيال والاتجاهات الفنية التي تعبر عنها، وقد اختارت إبداع تقديم مجموعة من مقتنيات الجاليري الخاصة لثلاثة من كبار التشكيليين، أولهم الفنان والأثري عبد الغفار شديد (1938)، إضافة لمجموعة مميزة من لوحات الفنان الراحل سمير رافع (1926- 2004)، وخاصة في فترة الأربعينيات، وأخيرا الفنان صبري منصور (1943).
واختار جاليري المشربية، تيمة المقهى الشعبي لتقديم تنوعاً من التيارات والأجيال الفنية التي تجمع بين الشباب وكبار الفنانين، وتتباين بين الكولاج، والرسم والنحت، حيث تصدرت لوحات الكولاج للفنان حسين ديهون صدر جناح المشربية، إلى جوار لوحات أشرف العريني التي تنتمي إلى المدرسة التأثيرية.
بالإضافة إلى مجموعة لوحات للفنان الراحل فاروق وجدى، والفنانة الفلسطينية ريما المزين، التي شاركت بلوحة واحدة بعنوان سنورق من جديد، وأخيرا تمثالين من البرونز للنحات الراحل محمود شكري بعنوان المحاربين.
تيارات فنيّة مختلفة
مدير جاليري مشربية، عمرو عميرة، قال إن اختيارهم للمجموعة المشاركة جاء انطلاقاً من رغبة الجاليري في التماشي مع فكرة "إيجيبت أرت فير" التي تسعى إلى تقديم أعمال من كافة الأجيال والتيارات الفنية.
وذهبت الفنانة التشكيلية أمل نصر في دراستها التي نُشِرت في صدر الموقع الإلكتروني الخاص بالمعرض إلى أن الحركة التشكيلية المصرية تشھد "زخماً كبیراً یستلزم معه طرح فكراً جدیداً لتقدیمھا بشكل جدید، یتناسب مع ھذا التحول، ووضع خطة مستنیرة لسوق الفنون التشكیلیة في مصر".
وأضافت: "خاصة مع ظھور نوعیات جدیدة من المقتنین، الذین یمتلكون درجة عالیة من الوعي والقدرة على التقییم، وبینھم من تُشكّل مقتنیاتهم متاحف خاصة وإن لم یقدموھا تحت مسمى متاحف، وظھور العدید من مقتنیي الفن الواعیین الذین بدءوا في توثیق مجموعاتھم الفنیة في كتب".
وتراوحت أسعار الأعمال الفنية في المعرض بين 1200 جنيه مصري (حوالي 70 دولاراً أمريكياً) وحتى مليون 160 ألف جنيه مصري (حوالي 73 ألف دولار أمريكي)، بما يضمن تنوعاً كبيراً في الفئات السعرية للأعمال الفنية.
طوق نجاة
الفنان السوداني راشد دياب، والذي يشارك بمجموعة من لوحاته التي رسمها في السودان من خلال جناح الجاليري الجزائري ديوانية، يُعد واحداً من أبرز الأعمال الموجودة بالمعرض، إذ تشارك لوحاته الفنان المصري محمد المصري الذي قدم 3 لوحات من الكولاج، والفنانة اللبنانية غادة الزغبي بلوحة واحدة من الأكريليك.
وأوضح دياب، "انطلاق أرت فير، في الظروف الحالية هو طوق نجاة بالنسبة للحركة الفنية العربية، خاصة وسط انتشار وباء كورونا والأزمات الاقتصادية المتتالية".
وتنوعت المشاركة العربية في المعرض، حيث شارك فنانون من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسودان، أبرزهم الفنان الكردي بهرم حاجو، ومن سوريا الفنان عادل داود، ومهند عرابي، ووليد المصري، وإدوارد شهدا، وحسام بلان، من العراق وسيروان باران، علي نوري، ومن لبنان وجورج باسيل، ومن السودان صلاح المر، ومن اليمن الفنان حكيم العقيل.
أما المشاركون المصريون فقد تنوعت أسمائهم من جيل الرواد وكبار التشكيليين حتى جيل الشباب، حيث يشكلون معاً زخماً من كافة التيارات الفنية المعاصرة، وأبرزهم أحمد نوار، عبد الفتاح البدري، عبد الوهاب عبد المحسن، أحمد عبد الوهاب، أحمد مجدي، أسماء سامي، أحمد قدري، أشرف رضا، أحمد عبد الوهاب، أحمد عثمان.
كما يشارك: محمد عرابي، محمد رضوان، سمير فؤاد، إيمان عزت، إسراء زيدان، أسامة فريد، محمد أبو الوفا، محمد بنوي، نجيب معين، عمار شيحة، أمينة سالم، جورج لطفي، وائل درويش، ياسمين الحاذق، علاء عوض، علي سعيد، أيمن لطفي، لينا أسامة، مهنى ياقوت، مصطفى سليم، صبري منصور، عبد الغفار شديد، جورج بهجوري، محمد عبلة، سعاد عبد الرسول، سعاد مردم.