لاحتواء كورونا.. الصين تفرض إغلاقاً على 4 ملايين مواطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
عامل طبي يجمع مسحة من أحد السكان في موقع لاختبار الحمض النووي بعد ظهور حالات جديدة من فيروس كورونا في لانتشو ـ الصين في 20 أكتوبر 2021. - VIA REUTERS
عامل طبي يجمع مسحة من أحد السكان في موقع لاختبار الحمض النووي بعد ظهور حالات جديدة من فيروس كورونا في لانتشو ـ الصين في 20 أكتوبر 2021. - VIA REUTERS
بكين-أ ف ب

فرضت السلطات الصينية، الثلاثاء، إغلاقاً على مدينة لانتشو التي يبلغ تعدادها السكاني 4 ملايين نسمة، في حين أمرت السكان بعدم مغادرة منازلهم إلا للطوارئ، في مسعى لاحتواء موجة إصابات محلية بفيروس كورونا.

وجاءت قرارات الاغلاق في وقت سجلت فيه البلاد 29 إصابة محلية جديدة، بينها 6 في لانتشو عاصمة مقاطعة قانسو شمال غربي البلاد، إذ فرضت بكين قيوداً صارمة على الحدود، بعدما أُعلن عن الفيروس للمرة الأولى في البلاد أواخر عام 2019، ما أدى إلى تراجع عدد الإصابات بشكل كبير وسمح للاقتصاد بالتعافي. 

وأفادت السلطات في بيان أوردته وكالة "فرانس برس" بأنه سيتعين على سكان لانتشو "التزام منازلهم"، في حين أشار مسؤولون إلى أن تحركات السكان ستخضع لـ"ضوابط صارمة وستقتصر على جلب الأساسيات أو العلاج الطبي".

ويرتبط التفشي الأخير للفيروس في الصين بانتشار متحور "دلتا"، الأكثر عدوى، إذ ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 198 حالة منذ 17 أكتوبر الجاري.

وحذّر مسؤولون صحيون من احتمال ظهور إصابات جديدة مع تكثيف الفحوص في الأيام المقبلة لمكافحة موجة الإصابات التي قيل إنها على صلة بمجموعة من سياح الداخل. وفرضت أوامر العزل المنزلي على عشرات آلاف السكان شمال الصين.

وفي بكين، حيث سجلت 3 إصابات جديدة، الثلاثاء، تم الحد من إمكانية زيارة المواقع السياحية، فيما صدرت توجيهات للسكان بعدم مغادرة المدينة إلا للضرورة.

كما فرض إغلاق على عدد من المجمعات السكنية في العاصمة، فيما أجّل منظمون ماراثوناً كان من المفترض أن يشارك فيه 30 ألف شخص إلى أجل غير مسمى.

"صفر" حالات

ورغم أن أعداد الإصابات في الصين منخفض للغاية مقارنة بتلك المسجلة في مختلف دول العالم، إلا أن السلطات اتبعت استراتيجية قائمة على إبقاء الحالات في خانة صفر طوال فترة الوباء، كما أن السلطات عازمة على احتواء التفشي الأخير مع بقاء 100 يوم على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" في وقت سابق، الثلاثاء، إقالة أمين عام الحزب الحاكم في إجين بانر في منطقة منغوليا الداخلية (شمالاً)، "نظراً لضعف أدائه وتطبيقه لقواعد ضبط الوباء والوقاية منه".

وتجري السلطات حملة فحوص واسعة النطاق تشمل 11 مقاطعة، حيث علّقت السلطات الرحلات السياحية بين المقاطعات في 5 مناطق رصدت فيها إصابات، بينها بكين.

وفي مؤشر على مدى الجدية التي تتعامل بكين من خلالها مع تفشي الوباء، أطلقت شرطة المدينة 3 تحقيقات جنائية في شبهات بانتهاك قواعد السلامة المرتبطة بإجراءات مكافحة الوباء، وفق تصريح أدلى به نائب مدير مكتب الأمن العام للمدينة، الأحد.

وفي وقت سابق، علّقت مدينة لانتشو ومنطقة منغوليا الداخلية خدمات الحافلات وسيارات الأجرة.

 السفر في هونج كونج

وأما في هونج كونج، فأعلنت رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، الثلاثاء، أن المدينة ستشدد قيود السفر المرتبطة بالفيروس لتكون أقرب إلى تلك المطبقة في البر الرئيسي الصيني.

وجاء الإعلان رغم مخاوف دوائر المال والأعمال في المدينة حيال إبقاء هونج كونج مقطوعة عن باقي العالم، إذ تطبق نظام حجر صحي إلزامي يعد من بين الأكثر تشدداً، يفرض على معظم القادمين الخضوع لحجر صحي في فندق لمدة تتراوح ما بين 14 و21 يوماً.

وقالت لام إن هونج كونج "ستذهب إلى ما هو أبعد من ذلك الآن، في إطار محاولتها إقناع قادة الصين باستئناف السفر إلى المدينة. قريباً سنعلن إلغاء استثناءات الحجر الصحي التي كانت تمنح لمجموعات محددة من الزوار القادمين من الخارج والبر الرئيسي".

يذكر أن هونج كونج تسمح حالياً لفئات محددة بتجنب الحجر الصحي أو العزل في منازلهم، على غرار الدبلوماسيين ورجال الأعمال البارزين وبعض أهالي البر الرئيسي الذين يحملون إقامات فيها.

وأوضحت لام التي سبق أن أكدت أن استئناف السفر مع البر الرئيسي "أهم" من استئناف خطوط السفر الدولية لهونج كونج، أن بكين تتوقع من المدينة محاكاة القيود المشددة التي تفرضها الصين.

وقالت: "نعيش في معضلة نوعاً ما، إذ علينا ضمان أن تكون ممارساتنا الرامية لاحتواء كوفيد- 19 متوافقة مع تلك المطبقة في البر الرئيسي من أجل استئناف جزء من السفر بلا حجر صحي في البر الرئيسي".

وفيما حذّرت أكبر مجموعة ضغط للشركات المالية، الاثنين، من أن قرار لام اتباع استراتيجية "صفر" إصابات وإبقاء المدينة مقطوعة عن العالم يشكل ضربة لمستقبلها كمركز مالي، إلا أن أي تغيير لا يلوح في الأفق.

اقرأ أيضاً: