أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، خلال قمة فرنسية-إفريقية عن إنشاء "صندوق الابتكار من أجل الديموقراطية في إفريقيا"، وعدد من المبادرات الثقافية الأخرى، معرباً عن رغبته في إقامة نموذج جديد للعلاقات مع القارة.
وقال ماكرون خلال القمة، إنه: "لا يمكن أن يكون لدينا مشروع لمستقبل فرنسا، إذا لم تعترف بمكوّنها الإفريقي"، مشيراً إلى أن "ما يقرب من 7 ملايين فرنسي مرتبطون بإفريقيا وجدانياً وعائلياً".
وأضاف: "نحن مدينون لإفريقيا، القارة التي تبهر العالم بأسره، وتخيف البعض أحياناً"، في إشارة إلى النقاشات حول الهجرة التي تطغى على انطلاقة حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
واعتبر ماكرون أن دولة مثل فرنسا "عليها واجب الاستجابة لمطالب الشباب الإفريقي"، مشيراً إلى أن هذه القمة وأسلوبها الجديد نموذج لعلاقات جديدة بين فرنسا وإفريقيا.
مبادرات دعم
ويساعد الصندوق، الذي ستكون له "إدارة مستقلة" وخُصص له 30 مليون يورو على مدى 3 سنوات، جهات فاعلة في التغيير، لا سيما في ما يتعلق بمسائل الحكم والديموقراطية على النحو الموصى به في تقرير أعده المفكر الكاميروني أشيل مبيمبي، والذي كُلف تنظيم القمة المنعقدة في مونبلييه جنوب فرنسا.
كما أعلن ماكرون عن مبادرة أخرى لإنشاء مؤسسة مكرسة للدراسات الإفريقية، وهو مقترح ورد أيضاً في تقرير مبيمبي، إذ سيتعين على الفريق المكلف وضع دراسة للمشروع تقديم مقترحاته في غضون 6 أشهر.
وسيتم تأسيس صندوق دعم بقيمة 10 ملايين لمساعدة الشركات الإفريقية المبتكرة في القطاع الرقمي، كجزء من مبادرة "إفريقيا الرقمية"، لدعم الشركات الإفريقية الناشئة، كما ستنشئ فرنسا صندوقاً لمساعدة المتاحف الإفريقية في استضافة أعمال عالمية وبرنامج دعم لأكاديميات الرياضة الإفريقية.
إعادة أعمال
كذلك أعلن الرئيس الفرنسي، مضيف القمة ورئيس الدولة الوحيد المشارك فيها، عن إعادة 26 عملاً نُهب من قصر "أبومي" إلى جمهورية بنين نهاية الشهر الجاري، فضلاً عن إعادة أعمال إلى ساحل العاج أحدها تطالب مدينة أبيدجان به منذ زمن طويل.
من جانبها، قالت فنانة إفريقية، خلال القمة، إن "إفريقيا متزوجة بفرنسا، زواج قسري منذ أكثر من 500 عام"، ورد عليها ماكرون قائلاً: "إذا استمررنا في التصادم أو القطيعة، فلن نتقدم أبداً". ويشارك في القمة 3 آلاف ضيف، 700 منهم يمثلون المجتمع المدني الإفريقي.
ويدعو الرئيس الفرنسي باستمرار إلى تجديد العلاقة بين فرنسا وإفريقيا، لكنه يصطدم دائماً بالماضي الاستعماري لبلاد في القارة السمراء.