فاز رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بالأغلبية في الانتخابات التشريعية المبكرة التي أُجريت الأحد، وفق ما أظهرت النتائج الكاملة التي نشرتها الاثنين لجنة الانتخابات المركزية.
وحصل حزب باشينيان "العَقْد المدني" على نحو 53.9% من الأصوات متقدماً بفارق كبير على لائحة منافسه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان التي حصدت 21% من الأصوات، بعد فرز كل بطاقات الاقتراع.
وكان باشينيان أعلن في وقت متأخر مساء الأحد، فوزه في الانتخابات بعد أن حل حزبه في المقدمة، وفق ما أظهرت نتائج جزئية، بينما اعترض منافسه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان على النتائج مندداً بحصول "تزوير".
ووفقاً للنتائج الأولية التي أعلنها باشينيان وقتها حصل حزبه على نحو 59% من الأصوات، مقابل نحو 19% لحزب كوتشاريان، وذلك وفق ما أظهرت عمليات فرز الأصوات في أكثر من 30% من مراكز الاقتراع.
وقال باشينيان (46 عاماً) في كلمة بُثت مباشرة على صفحته بفيسبوك: "الشعب الأرميني أعطى حزبنا التفويض لحكم البلاد".
وكان باشينيان، أعلن في الـ24 من أبريل الماضي، استقالته من منصبه، مع استمراره في ممارسة مهامه بالوكالة، حتى إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة التي تهدف إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية، لكنه أشار أيضاً إلى أنه "سيرشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء".
وقال آنذاك: "أنا أعيد إلى مواطني أرمينيا السلطة التي منحوني إياها، حتى يقرروا بأنفسهم مصير الحكومة من خلال انتخابات حرة ونزيهة".
أزمة سياسية
هذه الانتخابات وُصفت بأنها محفوفة بالمخاطر بالنسبة لباشينيان الذي تدهورت شعبيّته إثر الهزيمة العسكرية الأخيرة في النزاع مع أذربيجان، إذ اضطرت يريفان بعد معارك استمرت 6 أسابيع، وخلّفت أكثر من 6500 قتيل، إلى التنازل عن أراضٍ مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت أوائل تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على منطقة ناجورنو قره باغ الأذربيجانية التي تقطنها أغلبية من الأرمن.
وأثارت الهزيمة التي اعتبرت "إهانة وطنية"، أزمة سياسية في أرمينيا، ما اضطر باشينيان إلى الدعوة لهذه الانتخابات المبكرة، على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته.
ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء، تخلى كثيرون من أنصاره عنه بعد النزاع في ناجورنو قره باغ، وانتقلوا إلى صفوف خصمه، رغم ارتباطه بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.
وفي الانتخابات التشريعية عام 2018، حصل باشينيان على أكثر من 70% من الأصوات، بينما تُظهر النتائج الأولية في الانتخابات الحالية حصول حزبه على 59% من الأصوات.
وخلال حملته الانتخابية، حاول باشينيان تجنب مخاطر هزيمته عبر توجيه الدعوة لمواطنيه إلى التصويت لمنحه "تفويضاً فولاذياً".
اتهامات بتجاوزات
وأظهرت الحملة الانتخابية للمرشحين وجود انقسام كبير بين المعسكرين، يعتقد خبراء أنه قد يؤدي إلى احتجاجات، وربما أعمال عنف بعد الانتخابات.
وجرت الانتخابات الأحد بهدوء، لكن جهتين أحدهما المعسكر المؤيد لروبرت كوتشاريان، ندّدتا بحصول تجاوزات. وبلغت نسبة المشاركة 49.4% مقابل 48.6% في عام 2018.
ومن المقرر أن يقدم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المكلّفون بمراقبة شفافية الاقتراع، تقريرهم الأولي الاثنين.
ودُعي إلى الاقتراع نحو 2.6 مليون ناخب أرميني لاختيار أكثر من 100 نائب لولاية مدتها خمس سنوات.