وفد الجيش السوداني يغادر جدة للتشاور.. والدعم السريع يعلن تمسكه بالمحادثات

time reading iconدقائق القراءة - 6
آثار المواجهات والاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في شمال الخرطوم. 27 أبريل 2023 - REUTERS
آثار المواجهات والاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في شمال الخرطوم. 27 أبريل 2023 - REUTERS
دبي/ الخرطوم -الشرق

أعلن الجيش السوداني، الخميس، عودة وفده في مباحثات جدة إلى السودان للتشاور، معرباً عن استعداده لمواصلة المباحثات "متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات"، في حين أعربت قوات الدعم السريع، عن تمسكها بالمحادثات، وأشارت إلى أن وفدها "ما زال في جدة رفضاً لدعوات توسيع الحرب"، و"تعبيراً عن الالتزام بالتعهدات أمام السعودية والولايات المتحدة".

وأشار الجيش، في بيان، إلى أن المباحثات التي أعقبت عيد الأضحى، في نهاية يونيو الماضي، برعاية الجانب السعودي، توصلت إلى "تفاهمات مبدئية بشأن اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق وتتمثل في تشكيل (المركز المشترك لوقف إطلاق النار) الذي ستقوده السعودية".

وجاء في البيان أن الوفد أجرى مباحثات بشأن مسودة وقف العدائيات، تم التوافق فيها على كثير من النقاط، مشدداً على أن هناك خلافاً بشأن بعض النقاط الجوهرية، ومن بينها "إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة الخرطوم، وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق"، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق، "ونتيجة لذلك عاد وفدنا".

وثمن الجيش السوداني، الجهود السعودية لإنجاح جولات هذه المباحثات، وأكد رغبته في "التوصل إلى إتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".

خلاف "وقف العدائيات"

وفي المقابل، أعلن الدعم السريع في البيان "تمسكه بمنبر جدة"، مشيراً إلى أن "وفدنا لا زال متواجداً في مدينة جدة احتراماً وتقديراً لرغبة الشعب السوداني برفضه المطلق لدعوات توسيع دائرة الحرب وإفشاله لدعوات التجييش والتعبئة العامة".

واعتبر أن تمسكه بالمنبر، يعد "تعبيراً صادقاً عن التزامنا بتعهداتنا أمام السعودية والولايات المتحدة اللتان لم تعلنا حتى الآن تعليق المحادثات أو إلغاءها"، لافتاً إلى أن وفد الجيش "منقسم ومتنافر، إذ يمثل كل عضواً فيه جهة بعينها وينطلق كل فرد فيه من موقف مختلف عن الآخر".

وعن "مسودة وقف العدائيات" المختلف عليها، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش، بـ"التعنت والإصرار غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم، وليس ادعاءاتهم الجوفاء بالحرص على رفع المعاناة عن المواطنين".

وأشار إلى أن "الادعاءات الكاذبة بتواجد قواتنا في المستشفيات والمرافق العامة، هي محاولة لفك الحصار عن المقار العسكرية التي تتواجد داخل المناطق المأهولة بالسكان خاصة القيادة العامة".

وربط الدعم السريع ما وصفه بـ"فك الحصار" عن القيادة العامة في الخرطوم، بـ"توقيع اتفاق الحل النهائي والشامل للأزمة السودانية".

وأضاف: "بشهادة المسهلين وتحت إشرافهم، تم تشكيل لجنة من الطرفين (5+5) بمشاركة أطراف محايدة لزيارة المستشفيات والمرافق العامة للتأكد من خلوها من أي مظاهر عسكرية وقد سجلت اللجنة زيارات لمستشفيات ومحطات مياه وكهرباء في مناطق سيطرة قواتنا".

وذكر أن اللجنة أكدت في تقرير مشترك، "خلو جميع المرافق التي زارتها من أي مظهر عسكري لقوات الدعم السريع، بعدها قام وفد الفلول بسحب أعضائه في اللجنة لأن التقرير لم يأت على رغبتهم".

واعتبر مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد قوات الدعم السريع، إعلان الجيش السوداني عودة وفده من جدة، "حركة لكسب الوقت من أجل تحقيق انتصارات على الأرض تعزز موقفه التفاوضي، متهماً الجيش بأنه "غير جاد ويراوغ على حساب المواطن السوداني".

وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن السعودية والولايات المتحدة "جادتان وتسعيان لإنجاح المفاوضات، لكن الجيش هو من يعرقل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، حتى يتمكن من تعزيز موقف التفاوضي وسيطرته على الأرض".

كانت السعودية والولايات المتحدة أعلنتا، في الأول من يونيو الماضي، عن "قلقهما البالغ" إزاء "الانتهاكات الجسيمة" لوقف إطلاق النار في السودان، مشيرتان إلى أن استئناف المفاوضات مرهون "بجدية" طرفي النزاع.

"عملية واحدة"

وتشهد الأزمة السودانية سلسلة من المبادرات الدولية الساعية لإنهاء الصراع المستمر منذ أبريل الماضي، في حين دعت قوى إعلان الحرية والتغيير "المجلس المركزي" السودانية، الثلاثاء الماضي، إلى ضرورة تكامل المبادرة السعودية-الأميركية مع خارطة طريق الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيقاد"، ومقررات مؤتمر دول الجوار الذي عقد في مصر لـ"تصبح عملية واحدة".

وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش والدعم السريع، منتصف أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.

وتحاول قوات الدعم السريع، السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الكبرى.

وتسبب الصراع على السلطة بالدمار في العاصمة الخرطوم، وزيادة حادة في العنف العرقي في دارفور، كما شرد ما يزيد على 3 ملايين منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى دول مجاورة.

وتقول وزارة الصحة السودانية إن القتال أودى بحياة نحو 1136 شخصاً، لكن المسؤولين والمنظمات الميدانية يعتقدون أن العدد أكبر من ذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات