اتصال بايدن وبوتين.. تحذيرات متبادلة واتفاق على 3 مسارات للحوار

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين خلال القمة التي جمعتهما في جنيف - 16 يونيو 2021 - Getty Images
الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين خلال القمة التي جمعتهما في جنيف - 16 يونيو 2021 - Getty Images
دبي/ موسكو/ واشنطن -وكالاتالشرق

اتفق الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، خلال الاتصال الهاتفي، مساء الخميس، على 3 مسارات للحوار الدبلوماسي، من خلال اجتماعات تستضيفها جنيف وبروكسل وفيينا الشهر المقبل، في حين تبادل الجانبان التحذيرات بشأن الأزمة الأوكرانية. 

وقال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس بايدن حث نظيره الروسي، فلاديمير بوتين في الاتصال الهاتفي، على خفض التوتر مع أوكرانيا، مضيفاً أن بايدن "أوضح بجلاء أن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها "سيردون بشكل حاسم" إذا غزت روسيا أوكرانيا، في حين عبر الكرملين عن ارتياحه لنتائج الاتصال، مشيراً إلى أن بوتين أبلغ نظيره الأميركي أن فرض عقوبات على موسكو سيكون "خطأ جسيماً".

وعبر بايدن بحسب البيان الذي صدر عقب المكالمة التي استغرقت 50 دقيقة، عن دعمه للدبلوماسية عبر 3 مسارات هي "الحوار الثنائي للاستقرار الاستراتيجي" والذي سيعقد مع روسيا في وقت مبكر من الشهر المقبل في جنيف (10 يناير 2022)، وكذلك "الحوار بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا" والمقرر عقده في بروكسل (12 يناير 2022)، والمسار الثالث وهو الحوار بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمقرر في فيينا (13 يناير 2022).

وأكد بايدن في المكالمة التي تمت صوتياً بدون فيديو، وتعد الثانية من نوعها خلال ديسمبر الجاري، أن حدوث تقدم ذي أهمية في هذه المحادثات "يمكن أن يحدث فقط في بيئة من خفض التوتر بدلاً من التصعيد".

حضر المكالمة مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان وعدد من أعضاء الإدارة بحسب مسؤول في الإدارة الأميركية.

ضبط نغمة المحادثات

وقال مسؤول بالإدارة الأميركية، إن الهدف الرئيسي من المكالمة كان "ضبط نغمة المحادثات التي ستتم في يناير"، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستراقب بعناية الحشد العسكري والتحركات الروسية على الحدود الأوكرانية.

وقال المسؤول الأميركي، إن بايدن وبوتين توصلا إلى مناطق يمكن التقدم فيها في المحادثات الدبلوماسية المقبلة، ولكن لا تزال هناك مناطق "حيث الوصول إلى اتفاق أمر مستحيل".

وقال إن بايدن وبوتين اتفقا على اتباع دبلوماسية تعتمد على "البراجماتية وتحقيق النتائج"، وأضاف أن أجواء  الحديث بينهما كانت "جادة ومثمرة".

"عواقب جسيمة"

وأوضح أن بايدن وضع طريقين، سيعتمدان على الإجراءات التي تتخذها روسيا في المستقبل، أحدهما طريق الدبلوماسية والآخر الردع إذا ما شرعت روسيا في غزو أوكرانيا، بما في ذلك "التكاليف والعواقب الجسيمة".

وأشار إلى أن تلك "العواقب والتكاليف" تشمل "التكاليف الاقتصادية، بما في ذلك التعديلات والزيادات في وضع قوة الناتو في الدول الحليفة، وتشمل مساعدة إضافية لأوكرانيا لتمكينها من الدفاع عن نفسها وأراضيها".

"مشاورات مع الحلفاء"

الولايات المتحدة تتوقع مواصلة المشاورات المكثفة مع حلفائها وشركائها خلال الأيام المقبلة، بحسب المسؤول الذي أضاف "خلال الـ10 أيام المقبلة، وقبل المحادثات، نتوقع استمرار ما كانت فترة تشاور مكثفة للغاية من جانب الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها، بما في ذلك تقديم تقرير عن هذه المحادثة إلى هؤلاء الحلفاء والشركاء، وبالطبع حكومة أوكرانيا وكذلك حلفاء وشركاء الناتو".

وشدد على أنه "سيكون هناك تنسيقاً دقيقاً للغاية مع شركائنا وحلفائنا بشأن جدول أعمال المحادثات القادمة (مع روسيا) بالضبط".

وتابع "الرئيس بايدن كان واضحاً جداً في أن الولايات المتحدة ستعمل على مبدأ (عدم وجود أي شيء يخصك بدونك)"، ولا محادثات حول القضايا التي تهم شركائنا وحلفائنا في نهاية المطاف، دون التشاور والمشاركة الكاملين معهم، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي "أبدى تفهمه لذلك".

وأشار إلى أنه بينما تم إجراء هذه المكالمة بناءً على طلب من الحكومة الروسية، إلا أنها "تتفق مع وجهة نظرنا القائلة بأن الدخول في مرحلة مكثفة قادمة من الدبلوماسية"، "أمر مناسب، وأفضل طريقة للمضي قدماً في الموقف الخطير جداً الذي نواجهه".

"حوار جاد ومفتوح"

مسؤول بالكرملين، قال في أعقاب المكالمة، إن بايدن وبوتين اتفقا على أن يبقيا ومساعديهما على اتصال عبر الهاتف، وأضاف أنهما اتفقا أيضاً على أن تكون المحادثات بينهما مستقبلاً على ثلاث محاور، وأن يتم محور جنيف، حيث تعقد المحادثات الثنائية بين البلدين، "برعاية شخصية من الرئيسين".

وأكد المسؤول الروسي، أن الجانب الأميركي أظهر نية لمعالجة المخاوف الروسية، واصفاً الحديث بين الرئيسين بأنه كان "مفتوحاً ومثمراً"، و"ناقش القضايا الحقيقة"، وأضاف أن كلا الزعيمين كان مستعداً للحديث.

وأوضح مسؤول الكرملين، أن الجانبين، ناقشا "الضمانات الأمنية" التي طلبتها روسيا، وأن بايدن أخبر بوتين أن "الغرب سيفرض عقوبات على نطاق واسع إذا استمر التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية"، لافتاً إلى أن بوتين أكد لبايدن أن روسيا "تحتاج لنتيجة، وتحتاج لضمانات"، وأضاف أن كلاهما "وافق على ذلك".

"خطأ كبير"

وقال المسؤول الروسي، إن بوتين أخبر بايدن أن موسكو ستتصرف بنفس الطريقة التي ستتصرف بها الولايات المتحدة إذا تم نشر أسلحة هجومية بالقرب من الحدود الأميركية، مشيراً إلى أن بوتين حذر بايدن من أن العقوبات "قد تؤدي إلى انهيار في العلاقات بين واشنطن وموسكو"، "أسلافنا كانوا ليروا أن هذا خطأ كبير".

وأشار المسؤول الروسي أيضاً، إلى أن بايدن أخبر بوتين أن نشر قوات روسية بالقرب من الحدود الأوكرانية "غير مقبول".

وقال إن نائب وزير الخارجية الروسي، ونائب وزير الدفاع سيتوجهان لبروكسل في 12 يناير لعقد محادثات مع الناتو كما هو مقرر، بينما تعقد المحادثات بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا في 13 يناير على مستوي المندوبين الدائمين.

تصنيفات