
باشر مكتب المدعية العامة في نيويورك، تحقيقاً جنائياً مع المدير المالي لمنظمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على مدى عدة أشهر بشأن قضايا ضريبية، وفقاً لمصادر مطلعة.
وكان مكتب المدعية العامة، ليتيتيا جيمس، أخبر "منظمة ترمب" في يناير الماضي، أنه تم فتح تحقيق جنائي مع المدير المالي، ألين فايسلبرغ.
وبحث المحققون في ما إذا كان فايسلبرغ سدد ضرائبه المتعلقة بالمزايا التي منحها له الرئيس السابق، والتي شملت سيارات وعشرات الآلاف من الدولارات كرسوم دراسية في المدارس الخاصة لواحد على الأقل من أحفاده.
وكان مكتب المدعية العامة، أجرى في السابق تحقيقاً مدنياً بشأن "منظمة ترمب"، ما يعني أنه قد يقاضي الشركة ويطالب بغرامات، ولكن لم تصل الأمور إلى حد تهم جنائية.
ويتداخل التحقيقق الجاري مع تحقيق النائب العام لمقاطعة مانهاتن المستمر منذ فترة طويلة، بشأن "الاحتيال الجنائي لترمب وشركته العائلية".
ويباشر مكتب المدعي العام لمانهاتن تحقيقاً بشأن حجم المزايا الإضافية التي منحها ترمب لبعض مديريه التنفيذيين، بمن فيهم فايسلبرغ، وما إذا كان تم سداد الضرائب الخاصة بهذه المزايا، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أخطر مكتب المدعية العامة لنيويورك، الشركة في خطاب جديد، بأنه وسع نطاق التحقيق الجنائي بما يتجاوز التركيز على فايسلبرغ، وفقاً للمصادر، ولم يتضح كيف تم توسيع نطاق التحقيقات.
وبوجه عام، تخضع المزايا الإضافية، التي تشمل سيارات ورحلات جوية وعضويات في أندية، للضرائب على الرغم من وجود بعض الاستثناءات، وعادة ما تكون الشركات مسؤولة عن استقطاع هذه الضرائب من رواتب الموظفين.
وبدأ مكتبا التحقيق في نيويورك ومانهاتن، أخيراً التعاون معاً، حسبما أفادت المصادر، إذ انضم اثنان من مساعدي المدعية العامة في نيويورك، إلى فريق مدعي مانهاتن، الذي كان يسعى لتحويل فايسلبرغ إلى شاهد متعاون ضد ترمب وشركته، كما قال مصدر على دراية بهذه الجهود. ولم يتم اتهام فايسلبرغ بارتكاب مخالفات. ورفضت محاميته ماري موليغان التعليق.
وكشف مكتب المدعية العامة عن هذا التعاون، الثلاثاء، قائلاً: "نحقق الآن بنشاط بشأن منظمة ترمب بصفة جنائية، إلى جانب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن". ولم يدلِ مكتب المدعية العامة بمزيد من التفاصيل، كما رفض مكتب مدعي مانهاتن التعليق.
وإلى جانب المزايا الإضافية، بحثت جيمس والمدعي العام لمانهاتن، سايروس فانس، ما إذا كانت شركة ترمب ضخمت قيمة ممتلكاتها للحصول على قروض مناسبة وخفضت قيمتها لخفض الضرائب.
ترمب: "بحث يائس"
وفي بيان مطول، الأربعاء، وصف ترمب هذه الجهود بـ "تحقيق في بحث يائس عن جريمة".
وكعادته، هاجم ترمب، التحقيقين باعتبارهما "رحلات صيد مدفوعة سياسياً"، إذ تنتمي جيمس وفانس إلى الحزب الديمقراطي.
وقال مستشارون إن ترمب "منزعج" حيال التحقيقين، فبعد انتقاله الأسبوع الماضي، من منتجعه الخاص في فلوريدا، مار إيه لاغو، إلى منتجع خاص آخر في نيوجيرسي، انتقل ترمب مجدداً إلى "برج ترمب" في أول إقامة طويلة له منذ سنوات، حيث يقضي وقتاً في المكتب، فيما يبحث مساعدوه أمر التحقيقات منذ عدة أشهر.
وأفادت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق، بأن مكتب جيمس فتح تحقيقاً جنائياً مع فايسلبرغ بشأن الضرائب المستحقة على المزايا الإضافية التي منحه إياها ترمب، كمدير مالي لـ"منظمة ترمب".
ولعدة أشهر، سعى مكتب فانس إلى تحويل المدير المالي لشركة ترمب إلى شاهد متعاون محتمل، كما قال أشخاص مطلعون.
وحصل المدعون في مكتب فانس، الذين أولوا عناية خاصة بالمزايا الإضافية التي حصل عليها فايسلبرغ، على سجلات من البنك الذي يتعامل معه والمدرسة الخاصة التي يدرس فيها أحفاده في مانهاتن، حسبما ذكرت صحيفة "ذي تايمز".
وقالت زوجة نجل فايسلبرغ السابقة، جينيفر فايسلبرغ، إن المدعين العامين سألوها عن المصروفات الدراسية التي تحصل عليها المدرسة، والهدايا التي حصل عليها زوجها السابق، باري فايسلبرغ من ترمب، بما في ذلك شقة في سنترال بارك ساوث، وعدة سيارات مستأجرة.
اقرأ أيضاً: