بلينكن مدافعاً عن الانسحاب من أفغانستان: أفضل من التصعيد

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال الإدلاء بشهادته افتراضياً أمام الكونجرس حول أفغانستان 13 سبتمبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال الإدلاء بشهادته افتراضياً أمام الكونجرس حول أفغانستان 13 سبتمبر 2021 - AFP
دبي - الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إن خيارات الرئيس الأميركي جو بايدن في أفغانستان كانت الانسحاب أو التصعيد، مشيراً إلى أن حركة طالبان تعهدت بمنع استخدام أفغانستان قاعدة لـ"الهجمات الإرهابية" ضد الولايات المتحدة.

وشدد بلينكن خلال إدلائه بشهادته أمام الكونجرس الأميركي حول أفغانستان، على أن الإدارة الأميركية ستواصل التركيز على مواجهة الإرهاب، رغم الخروج من أفغانستان، لافتاً إلى أنها "تحتفظ بقدرات حاسمة لمواجهة الإرهاب".

وجدَّد بلينكن التأكيد على أن واشنطن "حققت أهدافها من دخول أفغانستان منذ فترة طويلة بقتل أسامة بن لادن وتحجيم نفوذ القاعدة". 

وأشار بلينكن إلى أن الإدارة الأميركية "ستحاسب طالبان على مدى التزامها بتعهداتها حول منع الإرهاب من أراضيها".

وقال وزير الخارجية الأميركي إن واشنطن "تتوقع من طالبان احترام الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني ومكتسبات النساء"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الحصول على تعهدات طالبان لا يعني الثقة المطلقة أو الاعتماد عليهم".

وأكد بلينكن نقل العمليات الدبلوماسية الأميركية في أفغانستان من كابول إلى العاصمة القطرية الدوحة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستستمر مع ذلك في جهودها لمساعدة الأميركيين الذين لا يزالون في أفغانستان. 

انهيار الحكومة الأفغانية

واعتبر بلينكن أنه لم تكن هناك أي مؤشرات لانهيار الحكومة والقوات الأفغانية في غضون 11 يوماً، مبيناً أن "أكثر السيناريوهات الاستخباراتية تشاؤماً لم تتوقع سقوط كابول بوجود القوات الأميركية داخلها".

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه "ليس هناك دليل على أن القوات الأفغانية كانت لتصبح أقوى لو بقيت قواتنا لفترة أطول".

وبرر بلينكن عملية الإجلاء المتعجلة من أفغانستان بانهيار الحكومة الأفغانية، مشيراً إلى أن "آلاف الأميركيين لم يخرجوا من أفغانستان رغم مطالباتنا منذ مارس الماضي، حتى قمنا بإجلائهم في أغسطس"، على حد وصفه. 

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تواصلت مع حلفائها قبل إعلان قرار الانسحاب من أفغانستان وتناقشت معهم حول آلية التنفيذ.

لا بديل للانسحاب

وشدد بلينكن على أنه لم يكن أمام الرئيس الأميركي جو بايدن خيار سوى "إنهاء الحرب في أفغانستان أو تصعيدها"، مشيراً إلى أنه "لو لم ينفذ بايدن اتفاق ترمب مع طالبان لواجهنا خطر هجمات كبيرة ضد قواتنا والمدن الكبرى".

واعتبر بلينكن أن طالبان في يناير 2021 "كانت في أقوى حالاتها عسكرياً منذ 11 سبتمبر"، مشيراً إلى أن "خصوم الولايات المتحدة الاستراتيجيين مثل روسيا والصين كانوا سيرغبون باستمرار تورطنا في أفغانستان"، على حد تعبيره.

إدارة ترمب

وحمَّل وزير الخارجية الأميركي الإدارةَ السابقة للرئيس دونالد ترمب التي ورثت منها الإدارة الحالية اتفاق الانسحاب، جزءاً من المسؤولية في الطريقة التي انتهت بها الأمور، مشيراً إلى أنها "خفضت القوات في أفغانستان إلى 2500 فقط بعد اتفاق الدوحة".

وأشار إلى أن إدارة ترمب ضغطت على الحكومة الأفغانية لإطلاق سراح 5 آلاف من معتقلي طالبان، لافتاً إلى أن طالبان واصلت هجماتها رغم تعهدات الامتناع عن تهديد المدن الكبرى وفقاً لاتفاق الدوحة. 

وقال بلينكن إن برنامج تأشيرات المتعاونين الأفغان ظل متوقفاً لفترة طويلة في عهد إدارة ترمب، مؤكداً أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان عبر المنظمات غير الحكومية.