أحدث صيحات التلوث البيئي.. التدوير الكيميائي للنفايات البلاستيكية

time reading iconدقائق القراءة - 4
كاليفورنيا تواجه دعوات لتضييق الخناق على الأكياس البلاستيكية - REUTERS
كاليفورنيا تواجه دعوات لتضييق الخناق على الأكياس البلاستيكية - REUTERS
واشنطن- أ ف ب

اعتبر تقرير لمنظمة أميركية، أن إعادة التدوير الكيميائي للنفايات البلاستيكية يعد"حلاً خاطئاً"، بعد دراسة المنظمة غير الحكومية لـ8 مصانع تعتمد هذه التقنية الحديثة في الولايات المتحدة.

وتختلف إعادة التدوير الكيميائي عن إعادة التدوير الميكانيكي الأكثر استخداماً في العالم، إذ لا ينتج من إعادة التدوير الميكانيكي مواد بلاستيكية بالجودة نفسها، بينما تُعتمد في إعادة التدوير الكيميائي تقنيات مختلفة (حرارة عالية، تفاعلات كيميائية) من شأنها تفكيك المواد لتعود إلى جزيئاتها الأساسية، وهذه التقنية أثارت حماس العاملين في هذا المجال.

ورأى مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC)، وهي منظمة غير حكومية، أنّ المصانع التي تعتمد هذه التقنية بعيدة كل البعد عن إنتاج بلاستيك جديد.

وأكّدت المنظمة التي ترفض "ظاهرة الغسل الأخضر" (تضليل المستهلكين حول الأداء البيئي لشركات أو منتجات)، أنّ هذه المصانع تنتج في الواقع وقوداً يُحرَق لاحقاً، وكميات كبيرة من النفايات الملوثة.

وقالت معدّة التقرير الرئيسية فينا سينجلا، إنّ "مصانع إعادة التدوير الكيميائي لا تفشل في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بطريقة فعّالة وآمنة فحسب، بل تطلق كذلك مواد ملوثة في الهواء".

مشاكل صحية ومناخية

ومن بين المصانع الثمانية التي شملتها الدراسة، كانت 5 تعمل في مجال إنتاج الوقود وحرقه مباشرة بهدف إنتاج الكهرباء. وتسببت العملية، كما يحدث عادةً عند استخدام أي وقود أحفوري، بإطلاق غازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة التغير المناخي.

إلى ذلك، يُسمح لستة من هذه المصانع بإطلاق الـPAHs (الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات) وهي مواد كيميائية ناجمة عن عملية إعادة التدوير الكيميائي وتتسبّب بمشاكل صحية، بحسب التقرير، الذي ذكر أنّ "تحويل البلاستيك إلى وقود لا ينبغي اعتباره عملية إعادة تدوير".

ودرس مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية خصوصاً مصنعاً يقع في ولاية أوريجون الأميركية، ينتج البولي ستايرين، ويعتمد تقنية التحلل الحراري لتحويل هذه المادة إلى ستايرين. ويشير المجلس إلى أنّ مصنع "اجيليكس" أرسل بين عامي 2018 و2020 ما مجموعه 150 كيلوجراماً من الستايرين "لحرقها بدل تحويلها إلى مواد بلاستيكية جديدة".

ليست كمية كبيرة

ونُقل كذلك عام 2019 نحو 230 ألف كيلوجرام من النفايات الخطرة (البنزين والرصاص والكادميوم...) إلى مواقع أخرى لحرقها.

وأوضح المصنع في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، أنّ مادة الستايرين المنتجة استُخدمت "لتصنيع منتجات جديدة مماثلة من البولي ستايرين"، وأنّ العملية لم تفض إلى "كمية كبيرة من النفايات الخطرة".

وأفادت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بأنّ أقل من 10% من النفايات البلاستيكية على الأرض يُعاد تدويرها.

وأطلقت الأمم المتحدة في بداية الشهر مفاوضات لتوقيع معاهدة عالمية مناهضة للتلوث البلاستيكي، لكنّ مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية اعتبر أنّ الحل الواقعي الوحيد يتمثل في تقليص كميات البلاستيك المنتجة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات