
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون) الثلاثاء، تشكيل مجموعة جديدة للتحقيق في تقارير عن ظواهر جوية مجهولة في مناطق حسّاسة، في عمل سيشرف عليه الجيش وأجهزة الاستخبارات، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
وستقود المجموعة جهداً لـ"الكشف عن أجسام وتحديدها وتبيان سببها" في المجال الجوي المحظور، إضافة إلى التخفيف من أي تهديدات تطاول الرحلات الجوية العسكرية.
ويأتي هذا الإعلان بعد صدور تقرير في يونيو الماضي، أخفق في تفسير 143 مشاهدة لظواهر غريبة، من طيارين عسكريين وآخرين، خلال العقدين الماضيين.
التقرير أحبط أفراداً في أجهزة الاستخبارات، يعتقدون بوجوب إجراء مزيد من التحليل والبحث، لمحاولة تصنيف الظاهرة وشرحها. كما أن نشر تقرير يفيد بأن لا تفسير لهذه المشاهدات، أجّج نظريات قائلة بأن التسجيلات المصوّرة، أو الصور، يمكن أن تكون لزوار من الفضاء، وهذه نظرية لا تتعامل معها بجدية سوى أقلّية في الحكومة الأميركية.
ظواهر جوية مجهولة
"نيويورك تايمز" نقلت عن كاثلين هيكس، نائبة وزير الدفاع الأميركي، قولها إن الهيئة الجديدة ستُسمّى "مجموعة تحديد هوية الأجسام المحمولة جواً ومزامنة الإدارة"، وسيشرف عليها مجلس تنفيذي يضمّ مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، ومدير هيئة الأركان المشتركة، ومسؤولين بارزين من مكتب مديرة الاستخبارات القومية، أفريل هاينز.
وستركّز المجموعة على المجال الجوي ذي الاستخدام الخاص، ويشمل مناطق العمليات العسكرية، وميادين الرماية، والأماكن المحظورة لاعتبارات الأمن القومي واستخدامات أخرى.
ووَرَدَ في مذكرة أعدّتها هيكس أن الظواهر الجوية المجهولة في مناطق الاستخدام الخاص، تطرح مشكلة سلامة محتملة بالنسبة إلى الطيارين العسكريين وتثير "مخاوف أمنية قومية محتملة".
كائنات فضائية
في يونيو الماضي، أصدر مكتب مديرة الاستخبارات القومية تقريراً عرض ظواهر جوية مجهولة رُصدت منذ عام 2004، مشيراً إلى أن 143 منها لم تُفسّر بعد، بينها 21 تقريراً، تتضمّن 18 واقعة، يُحتمل أن تكون أظهرت معرفة تقنية مجهولة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مثل أجسام تتحرّك من دون دفعٍ ظاهر للعيان، أو بتسارع سريع يُعتقد بأنه يتجاوز قدرات روسيا أو الصين أو دول أخرى في كوكب الأرض.
وقال مسؤولون حكوميون سراً إن لا دليل في المعلومات التي جُمعت، على استخدام تكنولوجيا روسية أو صينية متطوّرة، ناهيك عن كائنات فضائية. لكن هؤلاء أقرّوا بأن إخفاق الحكومة في تقديم تفسيرات كثيرة، يؤجّج نظريات عدة، بعضها تآمري.
وفي حين أن مشاهدات الظواهر الغريبة تمحورت غالباً حول منشآت أو عمليات عسكرية، أفاد التقرير بأن ذلك قد يكون نتيجة تحيّز في اختيار العيّنات، أو وجود أجهزة استشعار متطوّرة.
مجموعة داخل البنتاجون
وثمة مَن يعتقد بأن أي ظاهرة تعكس تكنولوجيا تتجاوز قدرات الولايات المتحدة، تحتاج إلى دراسة معمّقة. ويعتقد مشكّكون بأن غالبية المشاهدات، أو كلها، بما في ذلك تسجيلات مصوّرة التقطتها كاميرات على طائرات حربية، يمكن تفسيرها بحِيلٍ بصرية أو ظواهر تحدث بشكل طبيعي.
لكن البحث العسكري الذي عزّز تقرير الاستخبارات الأميركية، لم يُعالِج تلك النظريات، أو يقدّم تفسيرات محددة للمشاهد المختلفة التي أثارت اهتمام مواطنين.
وخلال سنوات، كان المسؤول الاستخباراتي السابق، لويس إليزوندو، يدير مجموعة غير ملحوظة داخل البنتاجون، تُسمّى "برنامج تحديد التهديدات الفضائية المتقدّمة". وأعلنت الوزارة أن البرنامج أُغلِق في عام 2012، لكن داعميه ذكروا أن عمله مستمر. وفي عام 2020، أعلن البنتاجون تشكيل مجموعة جديدة، سُمّيت "فريق العمل المعني بالظواهر الجوية المجهولة".
وأشارت المذكرة التي أعدّتها هيكس، إلى أن فريق العمل سينتقل فوراً إلى "مجموعة تحديد هوية الأجسام المحمولة جواً ومزامنة الإدارة". وأضافت أن مجلس الرقابة سيختار مديراً بالوكالة للمجموعة الجديدة، ويُصدر توجيهات، تنتظر موافقة هيكس.
وسيكون المدير الجديد قادراً على توحيد معايير الإبلاغ عن حوادث الظواهر الجوية المجهولة، وطلب الإشراف على تحليل البيانات الخاصة بالمشاهدات غير المبرّرة، وتحديد التقصير في قدرات كشفها.
شاهد أيضاً: