بوتين يتعهد بالردّ على أوكرانيا بعد محاكمة مقرّب منه

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو - 21 أبريل 2021 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو - 21 أبريل 2021 - via REUTERS
موسكو -أ ف ب

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بالرد على قرار أوكرانيا محاكمة مقرّب منه بتهمة "الخيانة العظمى"، معتبراً أنها تندرج ضمن "حملة سياسية مناهضة لروسيا"، في مشهد يعكس التوتر بين موسكو وجارتها الموالية للغرب.

تأتي الأزمة الجديدة بعد أسابيع قليلة من أخرى نجمت عن انتشار عسكري مكثف للقوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف في كييف من هجوم كبير قد تشنه موسكو لدعم الانفصاليين الموالين لها في الشرق.

وأثار بوتين قضية صديقه فيكتور ميدفيدشوك، الموضوع قيد الإقامة الجبرية الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي شارك فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ومديرو الأجهزة الأمنية.

رد مرتقب

وقال بوتين: "مع أخذ جميع التهديدات التي يتم إطلاقها ضدنا في الاعتبار، سيتعين علينا الرد على ذلك بشكل صحيح وفي الوقت المناسب"، ملمحاً إلى المحاكمة التي تطال ميدفيدشوك من دون تسميته.

ووضِع ميدفيدشوك، رئيس "منصة المعارضة من أجل الحياة"، وهي قوة المعارضة الرئيسة الموالية لروسيا في أوكرانيا ولها نحو 40 مقعداً برلمانياً، رهن الإقامة الجبرية، الخميس.

ويأتي ميدفيدشوك في المرتبة الـ12 بين أثرياء أوكرانيا وفقاً لتصنيف مجلة "فوربس" مع ثروة تقدر بـ620 مليون دولار، وهو متهم بـ"الخيانة العظمى" و"محاولة نهب الموارد الطبيعية في شبه جزيرة القرم" الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014، ويواجه عقوبةً بالسجن قد تصل إلى 15 عاماً.

وقال بوتين: "لأسباب سياسية، يلاحق شخص ما بسبب عمله مع روسيا في المجال الاقتصادي في حين أن العديد من الأشخاص، بمن فيهم قادة سياسيون رفيعو المستوى، يعملون بنشاط منذ سنوات في روسيا".

واعتبر الرئيس الروسي، أنّ الملاحقات القضائية التي تستهدف ميدفيدتشوك تهدف إلى "تطهير" المشهد السياسي.

وقالت الرئاسة الأوكرانية لوكالة "فرانس برس"، إنها لا ترغب في الرد على الفور على هذه التصريحات.

قضية ميدفيدتشوك 

كانت السلطات الأوكرانية أجرت، الثلاثاء، عمليات تفتيش في منازل ومكاتب رجل الأعمال ميدفيدتشوك، والنائب الآخر الموالي لروسيا، تاراس كوزاك. وكلاهما مشتبه به رسمياً بـ "الخيانة العظمى".

وأمرت محكمة أوكرانية، الخميس، بوضع ميدفيدتشوك في الإقامة الجبرية حتى 9 يوليو المقبل، ورفضت اعتقاله بناء على طلب المحققين.

وفرضت السلطات الأوكرانية في فبراير الماضي، عقوبات على ميدفيدتشوك وزوجته، وحظرت 3 قنوات تلفزيونية موالية لروسيا مملوكة رسمياً لكوزاك، لكنها اعتُبرت خاضعة لسيطرة ميدفيدشوك.

وكان ميدفيدشوك، لسنوات ممثل أوكرانيا في المفاوضات مع المتمردين، ويدعو إلى تحويل بلاده إلى اتحاد فيدرالي يكون فيه للكيانات الإقليمية وزن أبرز، ما يفشِل طموحات السلطات الحالية المؤيدة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

والعلاقات الروسية الأوكرانية في أدنى مستوياتها منذ سنوات، وتدهورت أكثر منذ بداية العام.

ونددت كييف باندلاع أعمال عنف على خط المواجهة في الشرق في مارس الماضي، محمّلة موسكو المسؤولية. وقالت إنها تخشى حدوث غزو، فيما تنشر روسيا عشرات الآلاف من القوات بالقرب من حدودها "لإجراء تدريبات" وفق التصريحات الرسمية.

وضاعفت واشنطن وبروكسل وحلف شمال الأطلسي، التصريحات الداعمة لكييف، لكنها لم توافق على الطلب الأوكراني لتسريع انضمامها إلى حلف الأطلسي، وهو خط أحمر من وجهة نظر موسكو.