
قال البيت الأبيض، الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن "سيعلن عدداً من المبادرات لدعم الشعب الفلسطيني" خلال زيارته الضفة الغربية ولقاء الرئيس محمود عباس في بيت لحم، ضمن جولته الأولى للشرق الأوسط.
وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن "المبادرات ستشمل تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية والتكنولوجيا، وتدشين الاتصال الرقمي عبر الجيل الرابع (4G) الذي طال انتظاره لكل من غزة والضفة الغربية، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتقديم خدمات حيوية للاجئين، والحد من انعدام الأمن الغذائي، وتعزيز الحوار بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، لدعم السلام".
وكشف البيان أن بايدن سيعلن أيضاً عن "مساهمات جديدة بقيمة 316 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني، علاوة على أكثر من نصف مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة إلى الشعب الفلسطيني منذ أن أعادت إدارة بايدن التمويل الذي يمثل ضرورة مُلّحة للفلسطينيين.
"مستشفيات القدس"
وأعلن بايدن خلال زيارته "مستشفى أوجستا فيكتوريا" في القدس الشرقية، عزم الولايات المتحدة تقديم "مساهمة جديدة لسنوات متعددة تصل إلى 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية".
وتتكون الشبكة من 6 مستشفيات في القدس الشرقية لتقديم خدمات متخصصة، مثل: طب الأورام، والغسيل الكلوي، والعناية المركزة لحديثي الولادة، وخدمات الأمومة، والعيون، وخدمات الطوارئ إلى 50 ألف مريض سنوياً من القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة.
وتتولى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ""USAID تقديم التمويل الذي يقترن بإصلاحات المنظومة الصحية والمستشفيات.
"تعزيز الاقتصاد الرقمي"
ولتعزيز المشروعات الفلسطينية وتحسين الاتصال في الضفة الغربية وغزة، قال البيان الأميركي إن إسرائيل التزمت تسريع وتيرة "التحول الذي طال انتظاره من الجيل الثالث (3G) إلى الجيل الرابع (4G) في غزة".
وأشار البيان إلى أن الفرق الإسرائيلية والفلسطينية "ستعمل معاً على الفور للبدء في الدراسات الاستقصائية التكنولوجية بهدف توفير بنية تحتية متقدمة لمنظومة 4G بحلول نهاية عام 2023".
وأكد البيان أن هذا الالتزام سيساعد على "تسريع وتيرة التحول الرقمي لتعزيز ترابط الاقتصاد الفلسطيني، كما سيسهم في توفير فرص العمل، وزيادة الإنتاجية، وتكثيف العمليات عبر الإنترنت في قطاعي الصحة والتعليم".
"السفر من الضفة للأردن"
وذكر البيان أن بايدن يدعم خلق تجربة سفر فلسطينية إلى الخارج تتسم بمزيد من "الاستقلالية والفعالية والموثوقية" ولذلك سيعلن أن إسرائيل "مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة الكفاءة والقدرة على الوصول إلى جسر اللنبي" والذي يسمى أيضاً جسر الملك حسين ويربط الضفة الغربية بالأردن فوق نهر الأردن.
وتابع البيان: "ستقوم مجموعة عمل بتقييم العديد من الإجراءات، بما في ذلك استخدام جوازات السفر البيومترية، وستنتهي من تقييماتها في غضون الشهر المقبل، لمناقشة ما توصلت إليه من نتائج مع الشركاء الأميركيين".
وكشف أن "مجموعة العمل ستبحث اتخاذ خطوات لتأسيس وجود السلطة الفلسطينية على جسر اللنبي مع الالتزام بالاعتبارات الأمنية الإسرائيلية".
في السياق ذاته، أفاد مدير مكتب "الشرق" في الأراضي الفلسطينية محمد دراغمة، بأنه وفقاً لبيان الخارجية الأميركية، وافقت إسرائيل على فتح المعابر الخارجية مع الأردن ابتداءً من 30 سبتمبر، لمدة 24 ساعة يومياً.
وأضاف: "هذا القرار القرار سيمكن الفلسطينيين من السفر بحرية أكبر، خاصة أنه ليس لديهم مطار ولذلك يلجأون للأردن، لكن ساعات عمل المعابر الإسرائيلية المحدودة تقيدهم وتكبدهم خسائر كبيرة حيث يضطرون للمبيت في الأردن عدّة أيام من أجل اللحاق بطائراتهم".
"دعم اللاجئين"
ولفت البيان الأميركي إلى أن بايدن سيعلن تقديم 201 مليون دولار منحة إضافية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمواصلة توصيل "الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والأردن لبنان وسوريا".
وشدد البيان على أن "هذه الخدمات تُسهم بشكل مباشر في المحافظة على السلام الإقليمي، ما يخدم مصالح الولايات المتحدة، وحلفائنا، وشركائنا، كما ترسخ مكانة الولايات المتحدة كأكبر دولة مانحة للوكالة".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن اللاجئين الفلسطينيين يستحقون العيش بكرامة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وترسيخ الأمل في المستقبل في نفوسهم.
وترفع المنحة الجديدة إجمالي المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة للوكالة في عهد إدارة بايدن إلى أكثر من 618 مليون دولار، بحسب البيان.
وشدد البيان على ضرورة إنجاز الوكالة لعملها في ضوء "الاحترام الكامل لمبادئ الأمم المتحدة القائمة على الحياد، والتسامح، وحقوق الإنسان، والمساواة، وعدم التمييز".
"زيادة تصاريح العمل"
وذكر البيان أن الرئيس الأميركي سيطلع نظيره الفلسطيني محمود عباس على عزم إسرائيل عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة مع الإسرائيليين، موضحاً أن استئناف النقاشات من خلال اللجنة الاقتصادية المشتركة يمثل "مطلباً للسلطة الفلسطينية منذ فترة طويلة".
وأعلن بايدن أن إسرائيل وافقت على زيادة عدد التصاريح للفلسطينيين في غزة، للعمل والقيام بأعمال تجارية في إسرائيل، إلى 15 ألف و500 تصريح، كما وافقت إسرائيل على قبول تسجيل 5500 فلسطيني في سجل السكان الفلسطينيين.
"الأمن الغذائي"
وأعلن البيت الأبيض أنه "استجابة لانعدام الأمن الغذائي للفلسطينيين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، سيعلن بايدن، تقديم الولايات المتحدة 15 مليون دولار كمساعدة إنسانية إضافية للفلسطينيين المعرضين للخطر".
وأوضح البيان أنه عن طريق تمويل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمتين غير حكوميتين، تقدم الولايات المتحدة "قسائم غذائية إلكترونية، ومساعدات نقدية متعددة الأغراض، ودعم سبل العيش في حالات الطوارئ لمساعدة أكثر من 210 آلاف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في تلبية احتياجات أسرهم من الطعام في الأشهر المقبلة".
ويمثل هذا التمويل جزءاً من التعهدات التي قطعها بايدن، في قمة قادة "مجموعة السبع" بألمانيا، نهاية يونيو، بتوفير موارد إضافية لحماية الفئات السكانية الأكثر تعرضاً للخطر من تصاعد أزمة الأمن الغذائي العالمية، بحسب البيان.
"العلاقات بين الشعوب"
وأعلن بيان البيت الأبيض، أن بايدن سيعلن عن منحتين جديدتين بموجب قانون "نيتا م. لوي" للشراكة من أجل السلام في الشرق الأوسط، بهدف بناء دعم شعبي للسلام من خلال حل الدولتين.
و يسمح القانون بتقديم "ما يصل إلى 250 مليون دولار على مدى 5 سنوات لتنفيذ مشروعات يقودها إسرائيليون وفلسطينيون لتهيئة البيئة الملائمة لتحقيق سلام طويل الأمد"، وفق البيان.
وأضاف البيان أن المنحة الأولى تبلغ قيمتها 2.21 مليون دولار، وسيتم تقديمها إلى "مركز بيريز للسلام" لدعم التعاون والتبادل المهني بين قطاعي الصحة في فلسطين وإسرائيل، فيما تبلغ قيمة المنحة الثانية 5 ملايين دولار، وسيتم توجيهها إلى برنامج "Apple Seeds" لمنح المهنيين الفلسطينيين والإسرائيليين الشباب فرص العمل، وتعلم التكنولوجيا الحيوية والقيادة الحاسمة معاً.
اقرأ أيضاً: