
ذكرت صحيفة "إلبايس" الإسبانية أن وزارة الخارجية الإسبانية سلّمت، الأسبوع الماضي، مذكرة احتجاج إلى السفارة المغربية في مدريد، بسبب إنشاء شركة مغربية مزرعة أسماك قرب الجزر الجعفرية التي تعتبرها الأخيرة أرضاً محتلة، في ظل توتر دبلوماسي بين البلدين مستمر منذ أبريل الماضي.
وقالت مصادر دبلوماسية للصحيفة إن الحكومة الإسبانية حاولت في الأشهر الأخيرة تفادي الاحتكاك مع المغرب، بهدف تجاوز الأزمة الدبلوماسية التي لم تنتهِ بعد، بل تفاقمت على خلفية استقبال إسبانيا زعيم جبهة "بوليساريو" إبراهيم غالي، علماً أن مدريد برّرت الأمر بـ"دوافع إنسانية".
وعلى خلفية تلك الأزمة، سحبت الرباط سفيرتها في مدريد كريمة بنيعيش في مايو الماضي، وأكدت أنها "لن تعود طالما أن الأزمة موجودة".
وشددت المصادر على أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس "لا يريد فتح هذه الجبهة، ولكنه لا يستبعد أن تنطوي هذه الخطوة على احتلال غير قانوني للمياه الإقليمية الإسبانية، وأن تشكل خطراً على سلامة الملاحة وتهديداً للبيئة"، بحسب الصحيفة.
وأكدت المصادر أن وزارة النقل الإسبانية فتحت ملفاً ضد شركة Morenot الإسبانية المتخصصة في تربية الأسماك، ومقرها أمبوستا (طراغونة)، والتي قامت بتوريد وتركيب الأقفاص البحرية للشركة المغربية المالكة للمزرعة السمكية، مطالبة بـ"إزالة الأقفاص".
وقالت المصادر إن وزارة النقل حددت مهلة مدتها 20 يوماً للشركة التابعة لمجموعة نرويجية، "لإزالة الأقفاص إذا لم ترغب في المخاطرة بعقوبة تثبيتها دون إذن، في انتهاك لقواعد السلامة البيئية والبحرية".
مناطق النزاع
والعلاقات بين المغرب وإسبانيا متوترة خصوصاً ما يتعلق بالسيادة على عدد من الجزر والنقاط الحدودية، أبرزها مليلية القريبة من مدينة الناظور والمطلة على البحر المتوسط، والتي تسيطر عليها إسبانيا منذ عام 1497.
وسيطرت إسبانيا أيضاً على صخرة الحسيمة القريبة من الشواطئ المغربية عام 1559، إضافة إلى جزيرة باديس القريبة من ساحل إقليم الحسيمة المتوسطي، والتي تسيطر عليها إسبانيا منذ عام 1564.
وتسيطر إسبانيا أيضاً على الجزر الجعفرية الثلاث، القريبة من سواحل إقليم الناظور المتوسطي، منذ عام 1848.
وعلى مقربة من مدينة طنجة، اندلع خلاف جديد بين المغرب وإسبانيا جول جزيرة "تورا" أو جزيرة ليلي، ورغم أن الجزيرة لا تقع تحت السيطرة الإسبانية، إلا أن مدريد اعترضت على ممارسة الرباط سيادته عليها وهو نزاع تفاقم عام 2002.
اقرأ أيضاً: