المغرب يحذر من تدهور أكبر للعلاقات مع إسبانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ووزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، خلال مؤتمر صحافي مشترك في الرباط - 24 يناير 2020 - REUTERS
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ووزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، خلال مؤتمر صحافي مشترك في الرباط - 24 يناير 2020 - REUTERS
دبي -الشرق

حذرت السفيرة المغربية لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، من خطورة سماح السلطات الإسبانية لزعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي، بمغادرة أراضيها "بنفس الغموض الذي اكتنف دخوله إلى إسبانيا"، مؤكدة أنها "ستختار بذلك تدهوراً أكبر للعلاقات".

ويتلقى غالي منذ الشهر الماضي، العلاج في أحد مستشفيات إسبانيا بعد إصابته بفيروس كورونا، في خطوة أثارت غضب الرباط، وتفاقمت الأزمة أكثر بين البلدين، بعد دخول آلاف المهاجرين من المغرب إلى مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين، والتي يطالب المغرب بالسيادة عليهما.

ونقلت صحيفة "الباييس" عن بنيعيش قولها في مقابلة مع وكالة "إفي" الإسبانية، إن "ما يحدث مع غالي يعد اختباراً لاستقلال القضاء الإسباني الذي نثق به بالكامل، ولمعرفة ما إذا كانت إسبانيا تختار تقوية علاقاتها مع المغرب، أو تفضل التعاون مع أعدائها".

وأضافت: "الذي اختارته إسبانيا، للأسف، التعتيم والعمل خلف ظهر المغرب، والترحيب بهذا المجرم وحمايته عن طريق استخدام الأسباب الإنسانية كذريعة، وبالتالي الإساءة إلى كرامة الشعب المغربي".

وتابعت: "المغرب لا يسعى للحصول على خدمات، بل يحترم روح الشراكة، ويأمل في تطبيق القانون الإسباني بشأن غالي"، المتهم بارتكاب "أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات حقوق الإنسان".

"قضيتان أمام إسبانيا"

وأشارت بنيعيش إلى القضيتين اللتان يُتابع فيهما غالي بإسبانيا، وتتمثل الأولى في الشكوى المقدمة في أغسطس الماضي من قبل فاضل مهدي بريكة، الناشط الصحراوي من الجنسية الإسبانية، الذي "ندد بالتعذيب من قبل جبهة البوليساريو".

أما الثانية تُروّج لها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنددة بـ"جرائم القتل والاحتجاز غير القانوني والإرهاب والتعذيب"، حيث تم تأجيلها العام الماضي، نظراً لاستحالة استجواب المتهم لعدم وجوده في إسبانيا، لكن أُعيد فتحها الآن لوجود غالي في الأراضي الإسبانية.

"تصرف طائش"

وكانت وزارة الخارجية المغربية، استدعت في 24 أبريل الماضي، السفير الإسباني بالرباط لتطلب منه "توضيحات بخصوص دخول غالي إلى المستشفى في مدينة لوغرونيو، كما استنكر المغرب قرار إسبانيا استضافة غالي (73 عاماً)، وعبر عن خيبة أمله إزاء التصرف الذي اعتبره مخالفاً لروح الارتباط وحسن الجوار".

من جانبه، أشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الخميس، إلى أن "السفيرة المغربية لن تعود إلى مدريد في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة"، في إشارة إلى مستقبل الزعيم الصحراوي عند خروجه من المستشفى، وتقديم إسبانيا تفسيرات لكيفية دخوله للبلاد.

وأوضح بوريطة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن السفيرة بنيعيش "تلقت توجيهات باستدعائها للتشاور في الرباط عشية استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية"، مشيراً إلى أن "السلطات الإسبانية منحت الدبلوماسية المغربية 30 دقيقة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، وهو عمل غير مسبوق، وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة ونادر في الممارسة الدبلوماسية"، مؤكداً أن السفيرة "لا تتلقى تعليمات سوى من بلدها".

وفي السياق، اتهم المصطفى الرميد، وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان، الخميس، إسبانيا بـ "ارتكاب تصرف طائش وغير مقبول على الإطلاق، بقبولها دخول غالي دون استشارة الرباط".

"ردّ إسبانيا"

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا في مقابلة مع صحيفة "لا راثون"، إن استقبال زعيم جبهة "بوليساريو" إبراهيم غالي، يعد بمنزلة "موقف إنساني لشخص كانت حالته الصحية متردية، بسبب إصابته بفيروس كورونا"، كما نفت أن يكون "دخل إسبانيا بطريقة سرية"، بل "تم التكتم على دخوله"، فيما تقول الرباط إنه "دخل باسم مستعار وبجواز سفر دبلوماسي جزائري مزور".

كما أوضح وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا في تصريحات أوردتها وكالة رويترز: "كان هناك خلاف مع المغرب، ونأمل أن يكون قصير الأجل قدر الإمكان"، مضيفاً:"من غير المعقول أن تثير لفتة إنسانية وضعاً كالأزمة في سبتة"، في حين عبّر الاتحاد الأوروبي عن تضامنه مع إسبانيا في هذه الأزمة.

وقالت السلطات في مدينة مليلية الإسباني، والتي تقع على بعد حوالي 300 كيلومتر إلى الشرق من سبتة، إن نحو 70 مهاجراً عبروا الحدود، الجمعة، وتسلقوا سياج الأسلاك الشائكة المرتفع، الذي يفصل بين المدينة والمغرب، كما توافد مئات المهاجرين على مدينة مليلية.