اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن استسلام القائد العسكري الأفغاني البارز، محمد إسماعيل خان، والمعروف باسم "أسد هرات"، لحركة "طالبان"، الجمعة، يمثل "انتكاسة كبيرة" لجهود التصدي للحركة، فيما حذرت من "موجة استسلام" لقادة عسكريين آخرين.
وقالت الصحيفة الأميركية إن استسلام خان الذي تصدى لهجمات طالبان طيلة أسابيع، يمثل "أهمية خاصة" بالنسبة للحركة، خصوصاً بعدما حشد الكثيرين للقتال معه، مشيرة إلى أن خان قاد قوة شكّلت تهديداً لعناصر طالبان غرب البلاد، وربما فاقت القوات الحكومية الأفغانية.
"موجة استسلام"
ورجحت الصحيفة أن استسلام خان ربما يفتح الباب أمام "موجة استسلام" في صفوف القادة العسكريين وأصحاب النفوذ الإقليميين مثل محمد عطا نور، الذي يحاول الدفاع عن مدينة مزار شريف التي تعد مركزاً اقتصادياً مهماً في شمال البلاد، وحشد فصائل مسلحة للدفاع عنها.
وإبان الحرب الأهلية في التسعينيات كان من المألوف أن يغير قادة الحرب ولاءهم عند أول بادرة على وجود فرصة أو البقاء على قيد الحياة.
وذكرت أن خان كان نقيباً شاباً في الجيش، عندما غزت القوات السوفييتية أفغانستان في عام 1979، وارتقى إلى مكانة بارزة بعد انضمامه إلى المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة، الذين قاتلوا ضد الحكومة الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفييتي في موطنه بولاية هرات.
كما حارب ضد طالبان في التسعينيات ضمن قوات التحالف الشمالي غربي أفغانستان، وأسرته الحركة لمدة عامين.
ولفتت الصحيفة إلى أن خان، وهو الآن في السبعينيات من عمره، حمل بندقيته الشهر الماضي، وحشد أفراد فصائله المسلحة، وقاتل إلى جانب قوات الأمن الأفغانية في محاولة لصد هجوم طالبان على هرات، عاصمة المقاطعة التي تحمل ذات الاسم، وثالث أكبر مدن البلاد.
"أسد هرات"
وأصبح خان شخصية وطنية مشهورة لمقاومته طالبان، وأشاد الآلاف من الأفغان بقيادته ضد مسلحي الحركة، ونشروا صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا عليه "أسد هرات".
ووفقاً للصحيفة، نجح خان في البداية، وأخرج مقاتلي طالبان من المدينة، لكن انتصاراته في ساحة المعركة لم تكن كافية لمنع سقوطها.
وفي نهاية المطاف، سيطرت طالبان على هرات، الخميس، بعد حصار دام أسبوعين، وأجبرت خان وكبار المسؤولين الحكوميين والقوات على التراجع إلى مطار المقاطعة، وفيالق الجيش على الخروج من المدينة.
وقالت الصحيفة إن خان ومسؤولين أمنيين كباراً، بينهم نائب في وزارة الداخلية، وقائد فيلق في الجيش، ومدير استخبارات، إلى جانب الآلاف من القوات الحكومية، استسلموا لحركة طالبان صباح الجمعة.
وفي وقت لاحق، نشرت وسائل إعلام عبر الإنترنت تابعة لطالبان، مقطع فيديو يظهر خان بعد الاستسلام.
وقال خان لعنصر من طالبان: "آمل أن يتمكن جميع الإخوة من خلق بيئة سلمية، حتى تنتهي الحرب ويمكن أن نحقق السلام والاستقرار في أفغانستان".
"انتكاسة كبيرة"
وجاء سقوط هيرات، واستسلام آلاف القوات، بعد أن استولى عناصر طالبان على أكثر من نصف عواصم الولايات البالغ عددها 34 في البلاد، خلال أسبوع واحد فقط في أكبر انتكاسة تتعرّض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوماً جديداً مع انسحاب القوات الأجنبية.
ومن بين المدن التي سقطت مدينة قندهار (جنوب) ذات الأهمية الاستراتيجية، ثاني أكبر مدن البلاد، وقندوز، التي تعد مركزاً تجارياً في الشمال.
"نيويورك تايمز" أشارت إلى أن الأمر يمثل "انتكاسة كبيرة" بالنسبة لخان، الذي شغل حاكم هرات بعد سقوط طالبان في عام 2001، ثم شغل منصب وزير في الحكومة أثناء رئاسة حامد كرزاي، قبل تهميشه برفقة قادة عسكريين آخرين في عهد الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني.
اقرأ أيضاً: